أولمبياد طوكيو.. حظوظ المنتخب المصري عبر التاريخ
حالة من اليأس تسيطر على الجماهير المصرية هذه الأيام بعد الإعلان عن قرعة أولمبياد طوكيو 2021، في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بمدينة زيوريخ السويسرية. حيث أسفرت القرعة عن اختيار مصر ضمن المجموعة الثالثة مع منتخبات الأرجنتين وإسبانيا وأستراليا. ويطلق عليها الجماهير: «مجموعة الموت».
اقرأ أيضًا: أول مصاب بالتوحد يفتتح صالة ألعاب رياضية خاصة بمرضى التوحد
تضم المحموعة الثالثة، أكبر المنتخبات الدولية المتأهلة للبطولة. ومع ذلك تشير الآراء إلى أن المنتخب المصري يمتلك حظوظًا كبيرة في هذه البطولة. ورغم صعوبة المجموعة، إلا أن تاريخ مشاركات مصر في هذه البطولة يؤكد ذلك.
تاريخ قوي
لعب منتخب مصر في الأولمبياد 32 مباراة، حقق الفوز في 10 مباريات، وتعادل في 4، وخسر 18 مباراة. وقد أحرز لاعبو مصر 68 هدفًا، ودخل مرماهم 87 على مدار سجل المشاركات الأوليمبية. كانت البداية في دورة أنتويرب بلجيكا 1920، والتي كانت تقام بنظام خروج المغلوب وقتها. كان مدرب المنتخب الكابتن توفيق عبد الله، وخسرت مصر المباراة الأولى أمام إيطاليا بهدفين لهدف، قبل أن تفوز على يوغوسلافيا بـ 4 أهداف لهدفين، وتحصد المركز الثامن في مشاركتها الأولى.
اقرأ أيضًا: في معظم الأوقات لا تنتهي المكالمات الهاتفية كما نريد.. دراسة جديدة تشرح ذلك
وكانت المرة الثانية في دورة باريس فرنسا 1924، واللجنة المنظمة قررت وقتها تجنيب الفرق التي شاركت في أولمبياد 1920 اللعب في الدور الأول؛ لتبلغ مصر الدور الثاني مباشرة، وأوقعتها القرعة في مواجهة المجر، وهزمت مصر المجر بـ3 أهداف دون مقابل، أحرزها إبراهيم يكن، وحسين حجازي “هدفين”، وفي الدور ربع النهائي واجهت مصر منتخب السويد؛ ليلقى الفراعنة خسارة قاسية بـ5 أهداف دون مقابل وتودع البطولة.
دورة أمستردام هولندا 1928
اكتسح المنتخب المصري تركيا في الدور الأول بثمانية أهداف مقابل هدف، سجلها محمود مختار التتش “هاتريك”، وعلي الحسني وسيد حودة وجميل الزبير وعلي رياض هدفًا، وفي دور الثمانية، فاز الفراعنة على البرتغال بهدفي التتش وعلي رياض، ليصعد لمواجهة الأرجنتين في نصف النهائي.
اقرأ أيضًا: دوري السوبر الأوروبي..الجماهير تنتصر لكرة الفقراء
وعلى الرغم من تلقي منتخب مصر خسارتين ثقيلتين من الأرجنتين بـ6 أهداف نظيفة في نصف النهائي، وإيطاليا بنتيجة 11/3 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، إلا أنه حقق إنجازًا للكرة المصرية بالحصول على المركز الرابع في الأولمبياد.
دورة برلين ألمانيا 1936
كما شاركت مصر في نهائيات الدورة مباشرة دون تصفيات أيضاَ؛ لتوقعها قرعة الدور الأول في مواجهة النمسا، التي أقصت الفراعنة مبكرًا بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، واستكملت مشوارها في البطولة حتى حصدت الميدالية الفضية.
دورة لندن بريطانيا 1948
بعد عودة الألعاب الأوليمبية مرة أخرى، بعد توقف دورتين بسبب الحرب العالمية الثانية، شاركت مصرفي مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأوليمبية لندن 1948، وأوقعتها قرعة الدور الأول في مواجهة الدنمارك، التي أقصت الفراعنة مبكرًا مجددًا من خلال الفوز 3-1 بعد أشواط إضافية.
دورة هلسنكي فنلندا 1952
المشاركة السادسة للفراعنة في الأولمبياد احتضنتها فنلندا، وعاد فيها منتخب مصر للمشاركة في الدور التمهيدي بمواجهة تشيلي، في لقاء انتهى بفوز مصر بخمسة أهداف مقابل أربعة، لتواجه ألمانيا في الدور الأول وتودع البطولة بالخسارة من الماكينات بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
دورة ملبورن أستراليا 1956
للمرة الأولى يخرج الاوليمبياد من أوروبا، وللمرة الأولى كذلك تقام تصفيات قارية لها، حيث تأهل الفراعنة بالفوز على إثيوبيا ذهابًا في أديس أبابا بنتيجة 4-1، وإيابًا في القاهرة 5-2، قبل ان تنسحب مصر من مواجهة بلغاريا في الدور التمهيدي بسبب العدوان الثلاثي.
دورة طوكيو 1964
تخطت مصر في التصفيات كلًا من أوغندا والسودان، لتقع في المجموعة الثالثة مع البرازيل وتشيكوسلوفاكيا “أول وثاني كأس العالم قبلها بعامين في تشيلي” بالإضافة لكوريا الجنوبية، لتتعادل مصر مع السامبا في المباراة الأولى بهدف لمثله، في مباراة تاريخية، وفي المباراة الثانية، خسر الفراعنة من تشيكوسلوفاكيا بخماسية لهدف وحيد، قبل أن تحقق مصر أكبر فوز في تاريخها بالأولمبياد على كوريا الجنوبية بنتيجة 10-1، لتصعد لربع النهائي وتقصي غانا بفوز عريض بخمسة أهداف لهدف وحيد، وتصعد لنصف النهائي للمرة الثانية في تاريخها.
وكما حدث في نصف نهائي أمستردام 1928 أمام الأرجنتين، خسرت مصر من المجر في نصف نهائي طوكيو بستة أهداف نظيفة، قبل أن تحرم الماكينات الألمانية الفراعنة من ميدالية برونزية، حيث فازوا في مباراة المركز الثالث أمام ألمانيا الشرقية بـ3 أهداف لهدف، لتحقق مصر المركز الرابع للمرة الثانية في تاريخها.
دورة موسكو روسيا 1980
تأهلت مصر لدورة الألعاب الأوليمبية في موسكو بتخطي مدغشقر وزامبيا على الترتيب، في التصفيات المؤهلة، إلا أن زامبيا شاركت بدلًا من مصر، بعد انسحابها مع 64 دولة أخرى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على الغزو السوفييتي لأفغانستان في العام 1980.
دورة لوس أنجلوس أمريكا 1984
صعدت مصر للأولمبياد من خلال تصفيات تخطت فيها السودان بالتعادل سلبيًا في الخرطوم، والفوز بهدفين لهدف في القاهرة، وزامبيا بالتعادل السلبي ذهابًا والفوز بهدفين نظيفين إيابًا، ثم الجزائر بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في الجزائر، والفوز بهدف تاريخي لعلاء نبيل في القاهرة.
وقرعة النهائيات وضعت مصر في المجموعة الرابعة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وكوستاريكا، وخسرت مصر من إيطاليا بهدف نظيف، واكتسحت كوستاريكا برباعية مقابل هدف، وتعادلت مع أمريكا بهدف لكل فريق، قبل أن تخرج على يد فرنسا، الفريق المتوج بالذهبية فيما بعد، بالخسارة بهدفين نظيفين
دورة برشلونة 1992
شهدت أولمبياد برشلونة 1992 تغييرًا جوهريًا على نظام المشاركة في البطولة، حيث شهدت لأول مرة تطبيق قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، اقتصار مشاركة منتخبات كرة القدم على اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 23 سنة فقط، زتجاوزت مصر في التصفيات السودان ومالاوي وزيمبابوي على الترتيب؛ لتصعد للأولمبياد، توقع قرعة النهائيات منتخب مصر ضمن المجموعة الثانية بجانب الدولة المضيفة إسبانيا وقطر وكولومبيا.
وخسرت مصر من قطر بهدف نظيف في افتتاح مباراياتها، قبل أن تخسر مجددًا من إسبانيا بهدفين نظيفين وتودع المنافسات مبكرًا، إلا أن الفراعنة حققوا فوزًا شرفيًا على كولومبيا في المباراة الثالثة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
دورة لندن إنجلترا 2012
تأهلت مصر من مجموعتها بالفوز على الجابون وجنوب أفريقيا. والخسارة من كوت ديفوار. لتخسر في نصف النهائي أمام المغرب، وتواجه السنغال في مباراة حاسمة فاز فيها الفراعنة بهدفين نظيفين وعادوا للأوليمبياد بعد غياب لمدة 20 عاما.
وقد أسفرت قرعة نهائيات أولمبياد لندن 2012، عن اختيار مصر ضمن المجموعة الثالثة التي ضمت حينها البرازيل، ونيوزيلندا، وبيلاروسيا. وحسب قواعد «فيفا»، استعان المنتخب بثلاثة لاعبين فوق سن الـ 23 عاماً كانوا الثلاثي محمد أبو تريكة، وعماد متعب، وأحمد فتحي. وخسرت مصر من البرازيل 3- 2، وتعادلت مع نيوزيلندا بهدف لكل منهما، قبل أن تفوز على بيلاروسيا في المباراة الثالثة بثلاثة أهدافٍ لهدف وحيد. وتصعد للدور الثاني لمواجهة اليابان، التي أنهت مغامرة الفراعنة بثلاثية نظيفة.
جانب إيجابي
وجود منتخب مصر في مجموعة قوية يخفف من الضغوط على اللاعبين، حيث أنه عندما تكون كل التوقعات ضدك، فلن يكون لدى اللاعبين ما يخسروه، وهذا تنتج عنه مفاجآت في كثير من الأحيان، وربما نكون أمام بطولة تذكرنا بما حدث في كأس العالم للقارات عام 2009، عندما هزم المنتخب المصري منتخب إيطاليا، بطل العالم آنذاك، كما أن اللاعبين الكبار الذين سيضمهم مدرب المنتخب الأولمبي للفريق سيكون لديهم مهمة قوية من أجل تثبيت أقدام بقية اللاعبين وتشجيعهم من أجل حصد ميدالية.