بعد رحيل تشادويك بوزمان.. هل صارت الطريق ممهدة لفوز أنطوني هوبكنز بـ الأوسكار؟


تفصلنا ساعات قليلة عن انطلاق حفل إعلان جوائز الأوسكار، والذي سيكون لأول مرة في تاريخه افتراضيًا، بسب ظروف جائحة كورونا والتشديد على الإجراءات الاحترازية. ومنذ إعلان القوائم القصيرة للمتنافسين على جائزة أحسن ممثل؛ تذهب كل الترجيحات لصالح أنطوني هوبكنز منذ البداية عن دوره الصعب والمعقد في فيلم the Father.
إنه المرشح الأقدر فنيًا، ولكن هل هو الأوفر حظًا؟ الوضع هذه الدورة مختلف تمامًا، نظرًا لأن هذه ستكون الفرصة الأخيرة للأكاديمية لمنح تشادويك بوزمان، بطل فيلم «Ma Rainey’s Black Bottom» جائزة الأوسكار بعد وفاته المأساوي في أغسطس الماضي.

يقول الكاتب بريندان مورو، في صحيفة «The week»: «لا يزال فوز «بوزمان» من الاحتمالات القائمة بقوة، ولكن بالنسبة للسباق الذي بدا أنه مغلق بالكامل، فقد يكون هناك القليل من التشويق غير المتوقع بعد كل شيء».
هل تأخذ الأوسكار باعتبارات الوفاء؟
مُنحت الأوسكار من قبل لأشخاص رحلوا عن عالمنا، قبل إقامة حفل توزيع الجوائز. وفي هذا تعلق مجلة «Variety»، أن أنطوني هوبكنز قد فاز بالجائزة من قبل، عن دوره في فيلم «صمت الحملان» 1991. ويبدو أن تشادويك بوزمان لديه ما يكفي لأخذ هذه الجائزة. خاصة أنه توفي في أغسطس الماضي، بعد صراع مرير مع السرطان، عن عمر يناهز 43 عامًا. وهكذا ترجح «Variety» أنه سيتبع مصير بيتر فينش، الذي حصد جائزة أحسن ممثل في الأوسكار بعد وفاته عام 1976 عن فيلم «الشبكة Network».

لماذا قد تخذل الأوسكار أنطوني هوبكنز؟
هناك ترجيحات عالية لأنطوني هوبكنز في فيلم «الأب The Father»، للمخرج فلوريان زيلر. ولكن لطالما اعتبر «بوزمان» المرشح الأوفر حظًا لأفضل ممثل عن أدائه في آخر أفلامه: Ma Rainey’s Black Bottom. وتعلق «الجارديان»: «لقد فاز الممثل الراحل بالفعل في جوائز جولدن جلوب، وغيرها. ولكن أيضًا في هذا المضمار يظل أنتوني هوبكنز، الكاهن الأكبر الذي أدهش الجميع بأدائه في فيلم «The Father»، باعتباره أحد أفضل الأدوار في مسيرته».
عندما يتعلق الأمر بسباق أفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام؛ فإن فوز تشادويك بوزمان بعد وفاته بدا مضمونًا لأشهر. ولكن هل الأمر لأنه يستحق الفوز على «هوبكنز» فعلًا، أم لأنه أمريكي؟
في حفل جوائز الأكاديمية البريطانية «BAFTAs» الأخير، فاز أنطوني هوبكنز كأحسن ممثل على تشادويك بوزمان بالفعل عن دوره في فيلم الأب. ويعتبر النقاد طوال الوقت أن «BAFTAs» هي المكافئ البريطاني لجوائز الأوسكار. لكن النيويوركر تقول، إن هذا مجرد تفضيل من إدارة الجائزة لممثل بريطاني مشهور ليس أكثر. ومازالت الصحف الأمريكية ترجح بقوة فوز «بوزمان»، بل تنادي باستحقاقه عن جدارة.

قبل أيام؛ ذكرت مجلة «Variety» إنه بناءً على محادثات مع بعض ناخبي الأكاديمية، فإن سباق أفضل ممثل قد لا يكون واضحًا كما كان يبدو من قبل. ونقل التقرير عن أحد أعضاء التصويت قوله إنه على الرغم من اعتقادهم أن «بوزمان» سيفوز، إلا أنهم صوتوا شخصيًا لـ «هوبكنز».
اقرأ أيضًا: يوسف شاهين سينما عالمية لم يفهمها أحد
هذا الشعور الذي كتبه كلايتون ديفيس في «Variety»، قد عبر عنه العديد من الناخبين خلال الأيام القليلة الماضية. هل يمكن أن يرى الناخبون فوز «بوزمان» على أنه نوع من الضربات القوية لدرجة يعتقدون أن دعم هوبكنز لن يحدث فرقًا؟ أو فقط كي يؤدي هذا إلى قلب الموازين؟

فرصة أخيرة
توفي تشادويك بوزمان، في أغسطس 2020م، بعد صراع مرير مع مرض السرطان. وقد جسد حلمًا طويل الأمد لرواد السينما الأمريكيين، باعتباره النجم ذو الأصل الأفريقي الأبرز، خاصة بعد نجاحه الكبير في فيلم «النمر الأسود Black Panther».
اقرأ أيضًا: ذكرى فريد الأطرش.. «ملك العود» مات قبل أن يحقق أمنيته الأخيرة
انتشر بيان من محبي تشادويك بوزمان عقب وفاته عبر السوشيال ميديا، يقولون فيه: لقد رحل عنا تشادويك، رحل عنا المقاتل الحقيقي، الذي ثابر كي يقدم لك العديد من الأفلام التي أحببتها كثيرًا. من «مارشال» إلى «Da 5 Bloods»، وحتى «Ma Rainey’s Black Bottom». وغيرها الكثير. لقد تم تصوير كل هذه الأفلام أثناء عدد لا يحصى من العمليات الجراحية والعلاج الكيميائي».
ونادرًا ما شارك «بوزمان» تفاصيل عن حياته الخاصة. ولكنه اشتهر مؤخرًا؛ عندما جسد هو التفاصيل الدقيقة والخاصة لبعض الشخصيات البارزة في عدد من أفلام السيرة الذاتية مثل: جيمس براون في «Get On Up».
اقرأ أيضًا: المرأة في مئة عام بعيون سينمائية
كتبت أوبرا وينفري، عقب رحيل تشادويك بوزمان: «تظهر لنا كل هذه العظمة بين العمليات الجراحية والعلاج الكيماوي. الشجاعة والقوة اللازمة لكي تقدم لنا كل هذا الجمال والعبقرية. إنها كرامة الفنان الذي يعمل في صمت».
أثارت أنباء وفاته صدمة كبيرة، للساحة الفنية في الولايات المتحدة. وأشاد العديد من الشخصيات البارزة في الوسط الفني، بالخسارة الفادحة التي لحقت بالعالم لقاء رحيل تشادويك بوزمان. قال مارتن لوثر كينغ الثالث، ووهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، والابن الأكبر للقس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور: «إنه ممثل أعاد التاريخ إلى الحياة على الشاشة الفضية في تصويره لزعماء السود الرائدين».
يدور فيلم «Ma Rainey’s Black Bottom»، والمرشح عنه تشادويك بوزمان لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل، حول ثلاثة فنانين سود. هناك مغنية البلوز ما رايني، التي يشار إليها غالبًا بلقب «أمّ البلوز». والكاتب المسرحي الشهير أوغست ويلسون، الذي استوحى من «ما رايني» والعصر الذي اشتهرت فيه، واحدة أشهر مسرحياته عام 1984 حول المشكوت عنه في جوانب من شخصيتها في الحياة.
أما تشادويك بوزمان، يشارك في دور عازف بوق يدعى «ليفي». لقد اختار عملا صعبًا ليختم به مسيرته الفنية التي رغم انتهائها مبكرًا إلا أنه ختمها كما يجب، إذا أمكن القول. لن نعرف أبدًا ما إذا كان «بوزمان» يعرف أن هذه ستكون أغنيته الأخيرة أم لا.
«ما يهمني بشأن سوء الحظ؟ أنت تتحدث ببساطة. أنا لم يكن لدي أي شيء سوى الحظ السيء طوال حياتي. لا يمكن أن يزداد الأمر سوءًا. بحق الجحيم، ما الذي يهمني بشأن بعض الحظ السيء؟ إنني أتناول الجحيم كل يوم من أجل وجبة إفطار. أنت أغبى مما أتخيل، لكي تتحدث عن أنني أخشى سوء الحظ!». تشادويك بوزمان(ليفي).