حمل حفل توزيع جوائز الأوسكار الكثير من المفاجآت. ومن أقوى تلك المفاجآت حصول المخرجة الصينية كلويه جاو، على جائزة الأوسكار لأفضل مخرجة هذا العام. في واقعة تعد الأول من نوعها في تاريخ الأوسكار، أن تحصد هذه الجائزة امرأة غير بيضاء، فهل تفتح الأوسكار طريقًا جديدًا لمواجهة العنصرية على نطاق أوسع؟
ولدت في كلويه جاو في بكين، عام 1982، لعائلة صينية ثرية، إلا أنها تعرضت للكثير من المشاكل في بداية حياتها، ما كان سببا لمغادرة الصين في سن المراهقة، وانتقالها تنتقل إلى مدرسة داخلية في بريطانيا.
اقرأ أيضًا: فيلم «الأب».. لماذا لا يتخلص العالم من العجائز؟
لم تكمل حياتها في بريطانيا، وسرعان ما انتقلت إلى الولايات المتحدة لتنهي دراستها في لوس أنجلوس ونيويورك. وهناك سقطت في غرام الريف الأمريكي الفسيح، وهذا ما انطبع بقوة على أعمالها الفنية التي تحمل الطابع الريفي والطبيعة الخضراء الخالصة وذلك ما ظهر بشكل كبير في فيلم «Nomadland» الذي حازت عنه على جائزة الأوسكار لأفضل مخرجة.
سكان المقطورات
يتناول فيلمها الأخير «Nomadland» قضية سكان المقطورات، الذين يعيشون على الطرق بعدما فقدوا كل شيء في أزمة «الرهن العقاري». ويلتقط الفيلم التفاصيل الخاصة لحياة بعض العجائز الذين يعيشون في حافلات، وقد اختاروا حياة جديدة في الغرب الأميركي بعدما ألقى الانهيار الاقتصادي الكبير بأنقاضه عليهم.
ضمت قائمة الأوسكار خمسة متنافسين على جائزة أفضل مخرج هذه الدورة. المخرج الأمريكي David Fincher، عن فيلم «Mank». والمخرج الأمريكي الكوري الأصل ». والمخرج الدنماركي Druk (original title)Promising Young Woman».
ويعد ذهاب الجائزة إلى كلويه جاو، تأكيدًا على حضور السينما الآسيوية بقوة في الصناعة الأمريكية، حيث حصل المخرج الكوري Bong Joon-ho، على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج في دورتها السابقة، عن فيلمه الشهير «Parasite». وقد أهدت كلويه جاو هذه الجائزة إلى روح كل الطيبين، الذين لديهم الإيمان والشجاعة للتمسك بطيبتهم، وأن يغمروا الآخرين بالحب والأمل مهما كان ذلك صعبا.
