«الفيسبا».. 75 عاما على طيران الدبور الإيطالي في شوارع مصر

«الفيسبا»؛ هي أحد أهم العلامات في الطرق المصرية، أينما وليت وجهك وجدتها تكافح مشقة الطريق بصوت يئن من مشاوير يومية، اعتبرها البعض بديلا عن السيارات.
صناعة إيطالية كسبت قلوب المصريين، مر عليها حوالي 75 عامًا، منذ طرحها لأول مرة في عام 1964. ذاعت شهرتها بـ «الدبور الإيطالي». وكانت لخفتها على الطريق وسهولة قيادتها؛ تجد سائقها يتفادى الزحام يمينا ويسارًا، لتضاهي كل المركبات التي حولها، ويرفع سائقوها شعار “السوافة فن مش عن عن”.
وكالعادة تلتقط لنا السينما المصرية مشاهد وأحداث توثق نبض الشارع المصري. ومع مرور السنين؛ تطالعنا مشاهد اعتمد أبطالها على «الفيسبا»، وكان من بين أشهر تلك الأعمال فيلم «الكيت كات»، حين قادها الشيخ حسني، لشغفه الجم بتجربتها، والذي جسد دوره النجم محمود عبد العزيز.
أما المشهد الثاني فكان من فيلم «عسل أسود» بطولة النجم أحمد حلمي. حيت كان جاره الذي يجسد دوره الفنان إداورد يمتلك «فيسبا» يعتمد عليها في حياته اليومية، ويظهر الفيلم بساطة المصريين في علاقتهم بها وإصلاح أعطالها.
وتعني كلمة «فيسبا»، بالإيطالية «الدبور». ويعود إلى أن مؤسس الشركة التي تتولى تصنيع هذه الدراجات علق لدى سماعه صوت المحرك قائلاً “يبدو وكأنه دبور”، إذ ذكره بأزيز الحشرة الطائرة.
اقرأ أيضًا: في يوم الأرض.. كيف يمكننا كأفراد الحد من التغير المناخي؟
خلال 75 عامًا تم تصنيع حوالي 19 مليون «فيسبا» حول العالم. هي كلها بمثابة قصص لشباب وشابات من كل أنحاء العالم شعروا بالحرية على دراجتهم النارية المفضلة.
وتصنع «فيسبا» منذ بداياتها عام 1946 في موقع بونتيديرا في توسكانا الإيطالية. ثم اختارت موقعين آخرين لتصنيعها في السنوات الماضية في الهند وفيتنام. وقد مثلت للكثيرين مشاعر الانطلاق والحرية.
ومع اعتماد المصريين عليها، وبمرور الوقت؛ أصبحت تجارة «الفيسبا» في مصر رائجة. حيث اشتهرت منطقة بولاق أبو العلا، بأنها أحد أهم مناطق بيع «الدبور الإيطالي» في مصر وقطع غيارها.
اقرأ أيضًا: فى ذكرى وفاته.. محطات بحياة «ساحر الأكورديون» حسن أبو السعود
واعتمد المصريون على «الفيسبا»، وفضلوها عن كثير من الدراجات النارية. فهي تتميز بتوفر سعرها في متناول جميع الطبقات، مقارنة بأسعار الأنواع الأخرى. إضافة إلى توازنها وثباتها على الطريق، وتوافر قطع الغيار الخاصة بها بسهولة.
وكانت الفيسبا أيضًا شاهدة على آخر تقاليع الزفاف، حيث عمد عروسان إلى الاحتفال بزفافهما من خلال قيادة الفيسبا، والتجول في شوارع القاهرة. لتشارك «الفيسبا» الإيطالية أفراح المصريين، ورحلاتهم. ومازال يواصل الدبور الإبطالي رحلته في مع المصريين منذ حوالي 75 عامًا.