سوشيال ناس

حافظ سلامة.. بصمة المقاومة الشعبية على جبين التاريخ العربي

ترك بصمة واضحة في الثورات التي عرفتها مصر، من 1952م، حتى 2013م. ساهم في حركات التحرر في الوطن العربي، وعُرف عنه كرهه الشديد للاحتلال بكافة أشكاله. وقف مع الحركات الثورية في ليبيا، والانتفاضة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني. زهد الزواج، حتى فارق الحياة بعد سلسلة من الكفاح الطويل، عن عمر 95 عامًا.. إنه الشيخ حافظ سلامة.

الشيخ حافظ سلامة في مطلع حياته
الأزهري الفدائي

في 6 ديسمبر 1925، ولد الشيخ حافظ سلامة. تلقى تعليمه في كتاب الحي، ثم التحق بالتعليم الابتدائي الأزهري، وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة. درس العديد العلوم الدينية، ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى 1978، ثم أحيل إلى التقاعد.

اقرأ أيضًا: رحلة في عالم التلاوة.. «رفعت والمنشاوي والشعشاعي» أذابوا قلوب المنصتين

في عام 1944 طلب أحد الحجاج الفلسطينيين الذين كانوا يمرون من السويس، من الشيخ حافظ، توفير حجارة الولاعات التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية، ومده بالسلاح لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. قبض عليه في إحدى المرات، وحكم عليه بالسجن 6 أشهر، ولكن تم الإفراج عنه بعد 59 يوما، بعد وساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في مصر.

فرقة الشيخ حافظ سلامة

انضم الشيخ حافظ سلامة إلى جماعة «شباب محمد»، التي أنشأها مجموعة من المنشقين عن الإخوان المسلمين، وحزب مصر الفتاة عام 1948. وشارك من خلالها في النضال الوطني الإسلامي في مصر، ضد الاحتلال الإنجليزي.

اقرأ أيضًا: المخرجة حياة الجويلي تفوز بجائزة مهرجان طرابلس للفيلم القصير

بعد انضمامه بفترة قصيرة، أعلن الكيان الصهيوني استيلاءه على فلسطين، وإقامة دولته على حدودها الخالدة. حينها شكل حافظ مع زملائه أول فرقة فدائية في السويس. كانت مهمتها الرئيسية هي مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر. وكل ذلك كان يتم تسليمه في المركز العام للجمعية في القاهرة، لتقوم هي بعد ذلك بتقديمه كدعم للفدائيين في فلسطين.

الشيخ حافظ سلامة
رفض الهجرة

ومن مواقف الصمود في حياة حافظ سلامة انه مع نشوب الحرب العالمية الثانية رفض الهجرة مع أسرته إلى القاهرة، وبقي في السويس حيث كان يوفر نفقاته من إدارته محل أقمشة مملوك لوالده، وكان عمره 19 عامًا حين لعب دورًا مهمًا في عمليات الدفاع المدني بمساعدة الجرحى والمصابين.

اقرأ أيضًا: أرض جرين لاند محور نزاع العالم.. سر تصنيع الهواتف والصواريخ

بسبب ميوله الثورية ومشاركته في ثورة يوليو 1952م، ألقي القبض عليه في مطلع الستينيات، ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها تلك الفترة، وظل في السجن حتى نهاية 1967. اتجه بعد مغادرته السجن إلى مسجد الشهداء بالسويس وأنشأ جمعية الهداية الإسلامية، وبدأ مهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف وحتى العام 1973، حيث لعب دورًا كبيرًا في عمليات الشحن المعنوي لرجال الجيش والمقاومة الشعبية.

الشيخ حافظ يساند المقاومة الفلسطينية
المحطة الأهم

المحطة الأهم في حياة حافظ سلامة كانت في 22 أكتوبر 1973 وخاصة بعد ثغرة الدفرسوار التي تسللت منها إسرائيل إلى غرب قناة السويس في محاولة لقلب سير معارك النصر، وحصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة.

حينها وجه الجنرال الإسرائيلي أدان إنذارًا لمحافظ السويس يطالبه بالاستسلام أو تدمير المدينة، فأبى الشيخ حافظ ومعه عدد من قيادات المقاومة واستمر القتال، ووقف الشيخ حافظ سلامة على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون.

تعرضت المدينة آنذاك لحصار شديد وقصف مستمر من الطائرات الإسرائيلية، بينما تقدمت الدبابات والجنود المدججين بالسلاح وبدأت المعارك، حيث فقدت إسرائيل قرابة 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة، ونجحت المدينة في الصمود حتى يوم 28 أكتوبر، كما وثق ذلك رئيس أركان القوات المسلحة حينها الفريق سعد الدين الشاذلي.

القيادات المصرية ترحب بالشيخ حافظ
ثورة يناير

رغم تقدمه في العمر إلا أن روح النضال بداخله لا زالت شابه حيث انه في نوفمبر 2011 انضم الشيخ سلامة إلى المعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن الحكم في ميدان التحرير خلال ثورة يناير، وأصدر بياناً يناشد فيه الجيش المصري التدخل الفوري لإنقاذ مصر.

كما شارك الشيخ سلامة بقيادة وتنظيم مجموعات الدفاع الشعبي عن الأحياء السكنية في مدينة السويس ضد عمليات السلب والنهب التي انتشرت بسبب الفراغ الأمني أثناء الاحتجاجات.. وفي الرابع من شهر مايو عام 2012، شارك الشيخ حافظ سلامة في جمعة الزحف بالعباسية متضامنا مع مطالب القصاص لقتلى العباسية.

الشيخ حافظ وسط الثوار

ليبيا وفلسطين

في 20 مارس 2011؛ سافر الشيخ حافظ سلامة إلى ليبيا لدعم الثوار، وبصحبته 50 طنا مواد غذائية ومساعدات طبية وأدوية، كما اصطحب 14 متطوعاً لمساعدته في توزيع المساعدات.

في الخامس من شهر مايو عام 2011، أكد الشيخ حافظ سلامة عزمه المشاركة في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وجاء ذلك بعد أن تجمع عدد كبير من الشباب أمام مسجد الشهداء بالسويس يطالبون الشيخ حافظ بأن يقود قافلة الحرية المصرية، التي تتوافق مع انطلاق قوافل أخرى من كافة الدول العربية وجميع المحافظات المصرية للأراضي الفلسطينية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى