حكايا ناس

«الزمار».. نور الشريف حين يقوده الشعر إلى الموت

«بسافر، بسافر.. بهاجر، بهاجر.. مر السؤال على اللي ملوش للسكة آخر». رحلة بحث قصيرة عبر يوتيوب، تقودك إلى مقطع للفنان نور الشريف وهو يعزف بصوته سيمفونية شعرية من كلمات الراحل الكبير عبد الرحيم منصور، حول رحلة الإنسان في الحياة، والبحث الدائم عن الأمان والاستقرار.

تحل اليوم ذكرى نور الشريف، أحد أبرز العلامات في السينما المصرية، العاشق للاختلاف، الموهوب في تقديم الأدوار المركبة. والوفي لأصدقائه. جمعه تعاون مميز مع عاطف الطيب وعبد الرحيم منصور، لتقديم فيلم «الزمار» عام 1985.

كتب عبد الرحيم منصور سيناريو وحوار فيلم «الزمار»، وكانت تلك هي المرة الأولى له في كتابة السيناريو، والأخيرة أيضًا. فهو شاعر قدير، واشتهر بذلك طويلًا. وعلى الرغم من من أن الفيلم لم يأخذ حقه عند العرض، وظلم وتاه بين العديد من الأفلام؛ إلا أن تميز نور الشريف في آدائه، وطريقته في إلقاء أشعار عبد الرحيم منصور؛ جعله واحدًا من أهم أفلامه التي قدمها مع المخرج الراحل عاطف الطيب.

اقرأ أيضًأ: جوجل يحتفي بميلاد نور الشريف.. عملاق الفن وهذا هو اسمه الحقيقي

عرض فيلم الزمار في عام 1985 بعد رحيل الشاعر عبدالرحيم منصور. وشارك في كتابة السيناريو السيناريست رفيق الصبان. وهو مستوحى من مسرحية هبوط أورفيوس لتينسي وليامز. ينتهي الفيلم بوفاة نور الشريف، في ساحة العرابة، المشهد الذي برع فيه كل من الفنانة محسنة توفيق إلةى جانب الموسيقى التصورية للرائع بليغ حمدي، لتعلن نهاية تمرد حسن على حياته النمطية، بحب للموسيقى والشعر، والسعي وراء التجربة.

ويسرد الفيلم قصة شاب يدعى «حسن»، كان يعمل زمارا. قدم وهو طالب في كلية الهندسة، مسرحية لم ترُق لبعض السلطات. وسرعان ما تحول إلى مطاردٍ، يتنقل بين قرى الصعيد، بحثًا عن الأمان والاستقرار. وسرعان ما يستقر به المقام في قرية “العرابة” بائعًا في بقالة.

اقرأ أيضًا: 9 نصائح من «جيف بيزوس» الأغنى في العالم.. الاجتماعات مملة واعشق فشلك

«نص الكلام ده بتاعى، والنص مش ليا، أنا جبته بدراعي، المغربية عيون، والمشربية مغرب، في قلبي وزنة كلام يا إيدين يا وزانة، ينشد فوقها الحزام، وتلعبوا الزانة، والناس عيونهم كلام، وكله كلام». هكذا تلخص كلمات عبد الرحيم منصور محاولة «حسن» في التفلت من المراقبة، وإخفاء هويته.

فيلم الزمار
فيلم الزمار

 

وشارك في بطولة الفيلم: بوسي، محسنة توفيق، صلاح السعدني، أحمد بدير، توفيق الدقن ونعيمة الصغير. وقد تم تصوير معظم مشاهد الفيلم بقرية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى