في عيد العمال│ معركة الـ 8 ساعات.. حكاية كفاح لا ينتهي

لماذا يُمثل الأول من مايو كل عام، عيدًا للعمال في معظم دول العالم؟ في أكتوبر عام 1884، عُقد اجتماع للاتحاد الوطني لنقابات العمال والتجار، وحينها تم تحديد الأول من مايو عام 1886م، للبدء بالعمل 8 ساعات فقط بشكل رسمي. وتحول ذلك فيما بعد إلى عيد يحتفل به العمال لكونه اليوم الذي حصلوا فيه على حقوقهم. وفيما كان ذلك اليوم يقترب؛ أخذت نقابات العمال الأمريكية تستعد لتنظيم إضراب عام دعما لتحديد ساعات العمل..

أصل الحكاية
بدأت الفكرة في الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، وبعد فترة كساد طويل، حدث توسع كبير في مجال الإنتاج الصناعي، وكانت شيكاغو واحدة من أهم المراكز الصناعية الأميركية في تلك الفترة، حيث يحصل العمال، وغالبيتهم من أصول ألمانية على أجر لا يزيد على 1.5 دولار يوميا، فيما يعملون بمعدل لا يقل عن 10 ساعات يوميا، ولمدة 6 أيام في الأسبوع، وأصبحت المدينة مركز لمظاهرات ومحاولات عديدة لتنظيم وتحسين ظروف العمل.
ردّ أرباب العمل على هذه المحاولات بإجراءات قاسية، مثل طرد العمال من أعمالهم ووضع أسماء العمل المنتمين إلى نقابات العمال في قوائم سوداء لمنع تشغيلهم، وقاموا بتعيين عناصر لمكافحة المضربين عن العمل، وتوظيف جواسيس لصالحهم وبلطجية وقوات أمن خاصة، بالإضافة إلى إثارة النعرات العرقية بين العمال بهدف تقسيمهم وشراء ولاءات آخرين.

في أستراليا 1856، قررت تحديد ساعات العمل بـ 8 ساعات. وسرعان ما أخذت الفكرة تنتقل عبر المحيط الهادئ إلى الولايات المتحدة وكندا. حيث بدأت تتصاعد المطالب بتحديد ساعات العمل في الوقت الذي كان يكدح فيه العمال ساعات طويلة لكسب قوت يومهم.
اقرأ أيضًا: أسبوع الإجازات.. رئيس الوزراء يصدر قرارات لتنظيم العطلات الرسمية
ويعد عمال نيوزلندا؛ هم أوائل العمال الذين استطاعوا بالفعل بعد كفاح مرير؛ الحصولَ على حقوقهم. خصوصا فيما يتعلق بالعمل 8 ساعات يوميا، ومع ذلك تحتفل نيوزلندا بأول عيد عمال في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1890. أي قبل أن يتم تعديله إلى رابع يوم اثنين من أكتوبر كل عام.

وفي يوم السبت 1 مايو 1886؛ شهدت الشوارع الأمريكية إضرابا عاما، ومسيرات عمالية، شارك فيها آلاف العمال. وكان الشعار الذي توحد خلفه جميع العمال الأميركيين في ذلك اليوم هو «8 ساعات في اليوم دون اقتطاع للأجور». وأخذا ذلك المطلبُ يفرض نفسه على السياسات الأمريكية، حتى تم الاعتراف به. وأصبح يوم الأول من مايو شاهدًا على خروج الكثير من العمال حول العالم يطالبون بحقوقهم.

احتفال المصريين
وفي مصر كان الوضع مختلفًا بعض الشيء؛ وذلك لوقوعها تحت الاحتلال البريطاني فترة طويلة. إلا أنه كان هناك تراث عمالى مستقل للاحتفال بعيد العمال، بدأ فى 1924، إذ نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة.
ومع وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للسلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية، أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعابها.. وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية، يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام النقابيين وقيادات العمال.