لايف ستايل

كورونا أم نزلة برد.. هل يمكننا أن نفرق بينهما؟

«برد ولا حاجة تانية؟». تعليق ينتشر بين المصريين بأشكال مختلفة، تعبيرا عن انتشار أعراض تنفسية وصدرية، يختلط فيها تحديد ما إذا كان المرض «دور برد»، أو  فيروس كورونا. وسط موجة وبائية مرتفعة في مصر بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، وبالتزامن مع بداية فصل الربيع.

هناك تشابهات كبيرة بين أعراض الإنفلوانزا، ونزلات البرد وفيروس كورونا. وفي ظل الاقتراب من بلوغ موجة ثالثة للوباء؛ توصي هيئات صحية عالمية ومصرية بالالتزام بالإجراءات الاحترازية في كل الحالات.

اقرأ أيضًا: بعد خروجها من القائمة السوداء.. هل تبدأ مصر صفحة جديدة مع حقوق العمل الدولية؟

يقول الدكتور خالد عز، استشاري الأمراض الصدرية، لـ «الناس. نت»، إن التفرقة بين نزلات البرد (الانفلونزا)، وفيروس كورورنا، أمر صعب في بداية ظهور الأعراض، بسب التشابه الكبير بينهما. ويوضح «عز» أن نزلات البرد غالبا ما تقل أعراضها بالعلاجات بعد ثلاثة أو أربعة أيام، بعكس أعراض فيروس كورونا. معتبرا أن العلاجات في البداية قد تتشابه، مثل الاعتماد على خافض للحرارة، لكن تحديد نوع الفيروس مهم جدا لبروتوكول العلاج للمريض.

برد أم كورونا؟

وضعت منظمة الصحة العالمية في 17 مارس من العام الماضي، ما يشبه القواعد التي تجمع بين كوفيد-19، والإنفلونزا. وأكدت أن كلاهما يسببان أعراضا مشابهة. وحسب الموقع الرسمي للمنظمة؛ إن الإنفلوانزا وفيروس كورونا، يسببان مرضًا تنفسياً يتجلى في اعتلالات واسعة النطاق تتراوح من انعدام الأعراض أو الأعراض الخفيفة إلى المرض الوخيم وحتى الوفاة.

اقرأ أيضًا: «غرز في وجه روجينا» أزمة تواجه مسلسل «بنت السلطان»

واعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن كلا الفيروسين ينتقل باللمس والقطيرات والأدوات المعدية. وبالتالي فإن تدابير الصحة العامة نفسها، مثل تنظيف اليدين وآداب النظافة التنفسية (أي السعال بطي المرفق، أو في منديل ورقي يتم التخلص منه على الفور بعد ذلك)، تعدّ تدابير مهمة قد تكفي للوقاية من العدوى.

ويعلق الدكتور خالد عز، إن هناك علامات إذا ظهرت في بداية المرض قد ترجح أن الإصابة هي «كورونا» وليست نزلة برد. مثل: فقدان حاسة الشم والتذوق لعدة أيام. الطفح الجلدي في بعض الأحيان على مساحات من الجسم. عدم استجابة أصحاب الأمراض المزمنة للعلاجات الخاصة بهم، وبخاصة مرضى الحساسية.

ويفسر «عز» أن أحد الإشارات المهمة للإصابة بفيروس كورونا هي مدى احتكاك المريض بحالات إيجابية سابقة، أو حالات اكتشف لاحقا إنها حاملة لفيروس كوفيد 19. مضيفا أنه يتم في هذه الحالة ينبغي التعامل مع المرض على إنه “اشتباه كورونا” إلى أن تتم الفحوصات الطبية اللازمة.

أوجه الاختلاف

وتعتبر سرعة الانتشار نقطة اختلاف جوهرية بين الفيروسين، إذ أن متوسط فترة حضانة فيروس الإنفلونزا (أي الفترة من لحظة العدوى حتى ظهور الأعراض) أقصر من فيروس كوفيد-19، وهو ما يعني أن الإنفلونزا يمكن أن تنتشر بوتيرة أسرع من كوفيد-19.

اقرأ أيضًا: أرقام قياسية صادمة لفيروس كورونا في يوم واحد.. 900 ألف إصابة

وأشارت منظمة الصحة العالمية أن انتقال فيروس كورونا يختلف عن فيروس الأنفلونزا، إذ أن انتقال الانفلونزا  في الأيام 3 إلى 5 الأولى من المرض، أو ربما انتقاله في الفترة السابقة لظهور الأعراض، هو عامل انتقال رئيسي. وبالمقابل، هناك أشخاصاً بإمكانهم نقل فيروس كوفيد-19 قبل 24 إلى 48 ساعة من بداية ظهور الأعراض

«انخفاض نسبة الأكسجين في الجسم علامة مهمة للإصابة بالكورونا». هكذا يقول الدكتور خالد عز، مؤكدًا: «إن انخفاض الأكسجين لا يحدث في حالة الإصابة بالانفلونزا. إن معدل الأكسجين الطبيعي في جسم الإنسان هو 95%، وأقل من ذلك يتم التعامل مع المريض إنه مصاب بفيروس كورونا».

الفئات الأكثر عرضة للخطر

وتعتبر حالات العدوى مختلفة من الانفلونزا إلى كورونا، حيث تشمل الفئات الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بعدوى الإنفلونزا الوخيمة الأطفال والحوامل والمسنّين والمصابين بمشاكل طبية أخرى مزمنة أو بالكبت المناعي. أما بالنسبة لكوفيد-19، تتعلق زيادة مخاطر الإصابة بمرض وخيم مع تقدم السن ووجود أمراض أخرى متلازمة.

اقرأ أيضًا: منظومة الري الحديثة.. خطوة في طريق زيادة الإنتاج ورفع مستوى الدخل

وتعتبر نسبة الوفيات في كلال الفيروسين مختلفة، إذ أن معدل الوفيات الناجم عن الإصابة بكورونا أعلى من معدل الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا، وعلى الرغم من أن الاحصاءات الرسمية ليست كافية لمعرفة المعدل الحقيقي لفيروس كورونا بشكل كامل، إلا أن البيانات المتاحة تشير إلى أن معدل وفيات كورونا أعلى من الانفلونزا، وعدت منظمة الصحة العالمية أن الوفيات في كلا الفيروسين يرتبط إلى حد كبير بالحصول على الرعاية الطبية وجودتها.

الموجة الثالثة

سجلت مصر 1003 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، و61 حالة وفاة يوم الثلاثاء الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها إصابات مصر بالفيروس حاجز الألف إصابة منذ الثامن من يناير الماضي. وهكذا يصل عدد المصابين إلى 224517 حالة من بينهم 13168 وفاة، وفقا لبيانات وزارة الصحة المصرية.

اقرأ أيضًا: تعيين 5 قيادات شبابية للتحول الرقمي والشمول المالي بالتضامن الاجتماعي

وفيما يتعلق بأعراض فيروس كورونا المستجد؛ أوضحت وزارة الصحة المصرية، أن أعراض فيروس كورونا في الموجة الثالثة لم تتغير كثيرا عن الموجتين الأولى والثانية. وتتمثل في ارتفاع في درجة الحرارة أو الحمى أو غثيان أو سيلان الأنف أو فقدان حاستي الشم والتذوق وألم في العظم أو آلام في البطن أو ظهور ورم في العين أو انتشار طفح جلدي في الأيدي.

وأشارت وزارة الصحة المصرية، في منشور توعوي لها منتصف أبريل الجاري إلى أن أعراض الأنفلونزا الموسمية تتمثل في «ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية، مع وجود كحة مستمرة لمدة 10 أيام». وأكدت الوزارة أن البرد أو الزكام عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي وتتمثل أعراضهما في ارتفاع درجة الحرارة، والعطس المتكرر، واحتقان الأنف، والتهاب الحلق.

 

 

 

 

 

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى