«لعبة نيوتن» يفجر قضية الطلاق الشفهي.. وهذه إجابة الأزهر الشريف

أعاد مسلسل «لعبة نيوتن»، والذي يعرض ضمن سباق مسلسلات رمضان لهذا العام، الجدل حول قضية الطلاق الشفهي، والذي يتم بشكل شفهي بلا ورقة طلاق رسمية.
المسلسل الذي تلعب بطولته الفنانة المصرية منى زكي، بصحبة الممثلين محمد ممدوح ومحمد فراج، بالإضافة لكوكبة من النجوم، سيد رجب، عائشة بن أحمد، ومن تأليف وإخراج تامر محسن.
يتطرق العمل في أحد فصوله إلى أزمة الطلاق الشفهي، حين تفاجأ «هنا» التي تلعب دورها منى زكي برسالة صوتية عبر تطبيق «واتس آب» بأن زوجها، الذي يجسده الفنان محمد ممدوح، يطلقها من خلال تلك الرسالة الصوتية، وقد سمعت للرسالة وهي تضع حملها.
وقوع الطلاق تزامن مع نية الزوج لرد زوجته، لكنه تفاجأ بأن الزوجة التي وضعت حملها، قد تزوجت من رجل آخر، وهو الشيخ مؤنس، الي يقوم بدوره الفنان محمد فراج، وشرعية الزواج كما ورد على لسان الشيخ مؤنس في المسلسل تستند إلى أن «هنا أصبحت امرأة حرة بوضعها لحملها، لأن عدة الحامل تنتهي بوضع طفلها».
والأزمة تفاقمت عندما عادت الزوجة هنا إلى مصر، وأبلغت حازم زوجها الأول بأنها تزوجت، لينفجر غضبا ويبلغها إنه «ردها -أعادها إلى عصمته- لكن دون علمها»، وهي الآن «زوجة في عصمة رجلين»، مهددا إياها بالحبس.
شروط الطلاق
وفي معرض تعليقه على تلك الأزمة، يقول الشيخ أحمد ترك، أحد علماء الأزهر الشريف، لـ«الناس.نت»، إن دار الإفتاء المصرية تطلب من كل زوج وزوجته الذهاب إليها، لأن أحكام الطلاق والزواج تختلف من حالة لأخرى، وأن دار الافتاء المصرية يجب أن تحدد قرارها في صحة الطلاق بعد الاستماع للزوج والزوجة.
وأضاف ترك أن هناك شروطاً لوقوع الطلاق، مثل عقد نية الزوج على مفارقة زوجته، موضحا «ليس كل منطوق طلاق يعتبر طلاقاً، وفقاً لمنهج الشافعية الذي تتبعه مصر، يجب أن يتم التأكد من أن الزوج لديه نية المفارقة وليس غضباً أو سفاهة مثل ما يحدث في كثير من البيوت».

فترة العدة والإرجاع
ويفسر عالم الأزهر الشريف أن نية الزوج بإرجاع زوجته لها شروط أيضا، أولها أن يكون في فترة العدة، وثانيها أن توافق الزوجة على هذا الإرجاع، وتابع ترك «من حق الزوجة عدم العودة لزوجها إن كانت لا ترغب في ذلك».
ويوضح ترك أن شرعاً يجب على الزوجة أن تظل في بيت زوجها بعد الطلاق طوال فترة العدة، وأنه خلال تلك الفترة إذا بدر من الزوج أي إشارة حتى ولو كانت «طبطبة» تعد علامة لإرجاع الزوجة لعصمته.
وكانت دار الافتاء المصرية قد أعلنت سابقا أن :”عدة الحامل تنقضي بوضع الحمل مطلقًا؛ سواء أكانت الفرقة بالوفاة أم بغيرها ولو كان الوضع بعد الفرقة بلحظة، بشرط أن يكون الحمل ظاهرًا كل خلقه أو بعضه؛ لأنه في هذه الحالة يكون ولدًا”، استنادا على الآية القرآنية رقم 4 في سورة الطلاق “وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ”.
وثيقة الطلاق شرط ضروري
وتعرض العمل في الحلقات الماضية إلى صحة الزواج الثاني للبطلة، رغم أنها لا تملك وثيقة طلاق من الزيجة الأولى، وفي هذا الصدد يعلق عالم الأزهر الشريف أنه لا يجوز شرعا ولا قانونا أن تتزوج امرأة مطلقة من رجل آخر إلا إذا كان لديها وثيقة طلاق الزيجة الأولى.
وتابع ترك :” أي سيدة لا يحق لها الزواج من رجل آخر ما دامت لا تملك وثيقة طلاق. هذه السيدة لا تزال مسجلة في وثائق وزارة العدل والأوراق الرسمية أنها على ذمة رجل آخر”.
ويعتبر عالم الأزهر الشريف أن الاشكالية ليست في النواحي الشرعية، لكنها في عدم الاعتداد بالقانون، معتبرا أن القانون لتنظيم حياة الناس هو جزء الشرع.
ويقول ترك أن هناك الكثير من تلك المشكلات التي تشبه حالة أبطال المسلسل تحدث في الواقع، وربما أكثر منها تفاقما، معتبرا أن طلاق الرجل شفهيا وإمساكه لحق الزوجة في ورقة طلاقها أمر يدفع المرأة إلى الذهاب للمحكمة من أجل “الطلاق للضرر”، على أن تثبت هذا الضرر الواقع عليها، وتحصل على حقوقها كاملة، أو أن تلجأ إلى الخلع.
ويعتبر عدد بارز من الشيوخ أن الطلاق الشفهي لا يقع إلا بتوثيق رسمي من أجل الاعتداد به، أي لابد أن يتم توثيقه أمام المأذون للاعتراف به، ولكن الطلاق يقع لكن التوثيق “لحفظ حقوق المرأة”، حسبما ذكر شيخ الأزهر الشريف الإمام أحمد الطيب في حوار تلفزيوني سابق.
ولاتزال أحداث المسلسل تتوالى لتكشف عن صحة زواج هنا من الزوج الثاني، وموقف زوجها الأول.