جدل واسع وانتقادات حادة على مواقع التواصل والإعلام في تونس بعد تداول فيديو من داخل أحد المستشفيات في تونس لفريق طبي يرقص داخل غرفة العمليات، خلال إجراء عملية جراحية لأحد المرضى.
ووصف رواد مواقع التواصل هذا الفيديو بالصادم والمثير للإشمئزاز؛ لأنه كشف عن حالة الاستهتار بصحة الناس والخروج عن آداب المهنة، مطالبين السلطات التونسية بفتح تحقيقات في الحادثة، بينما لم يصدر تعليق رسمي من الجهات المختصة حول الواقعة بعد.
الرقص على جسد مفتوح
وأظهر مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر تطبيق تيك توك إحدى الممرضات في الفريق الطبي، وهي تبتسم وتقوم بتصوير باقي زملائها الذين يتراقصون على أنغام أغنية «ألفوندو» لمغني الراب التونسي جنجون، بينما يظهر المريض مستلقيا على سرير العمليات وبطنه مفتوح.
حملة انتقادات
وانتقدت الإعلامية التونسية «شيماء بوهلال» مقطع الفيديو عبر صفحتها على الفيسبوك قائلة :” إلهي إن وضعتنا يوما بين يدي طبيب أو طبيبة دون وعي منا، فاجعله طبيبا مملا غير تقدمي أو منفتح على الطب في فرنسا وأمريكا، ولن يصور أمعاءنا و«دموماتنا الشرتلة» ويضعها على وسائل التواصل الاجتماعي، تيك توك كانت أو حتى انستجرام.
وأضافت بو هلال :” أنا سعيدة لأنها تأكدت أن المشكلة في تونس ليست في الطبقة السياسية، بل في الطبقة التي تحمل أي نوع من السلطة على البشر”.
واسترسلت قائلة:” الطبيب يعتقد أنه يد الله في جسد ونفسية المريض، والقاضي يعتقد أنه كلمة الله في حياة المتهم، ونحن نتمنى أن يتقوا الله في سلطتهم، وكثير منهم يطغى ويتجبّر”.
وفي هذا علق المفكر “أيمن الدويري” عبر حسابه على تويتر غاضبا:” فيديو تيك توك في قاعة العمليات و مريض محلول قدامهم ومبعد يخسرو على عايلتو أحنا عملنا اللي علينا آما ربي هز متاعو”.
فيديو تيك توك في قاعة العمليات و مريض محلول قدامهم.
و مبعد يخسرو على عايلتو أحنا عملنا اللي علينا آما ربي هز متاعو.#زيد_هذا_في_ملف_الهجرة pic.twitter.com/xpk4e0Xuxp— المفكّر: أيمن الدويري (@TheDouiri) May 5, 2021
كما كتب الصحفي التونسي فؤاد الأحول حول مقطع الفيديو عبر صفحته متسائلا :”كيف ينسون المقص في بطن المريض؟ واحيانا ينسون ضمادات الجراح، واحيانا القفازات الخاصة بالعمليات.. المريض بطنه مفتوح وبين الحياة والموت وهم يتراقصون فوق جسده.
ليست الأولى
يذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في تونس حيث فتحت وزارة الصحة التونسية تحقيقًا عام 2019؛ بعدما تم تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي من داخل أحد المستشفيات الحكومية، بمستشفى شارل نيكول لبعض الأطباء وهم يتعاطون المخدرات ويرقصون على أنغام الموسيقى.
وأظهر المقطع آنذاك 3 أطباء داخل قاعة المداومة بقسم جراحة الكلى وهم يرقصون بشكل هستيري على أنغام الموسيقى خلال أوقات العمل، بينما ظهر أحدهم وهو يدخنّ سيجارة القنب الهندي، وهي من المواد المخدّرة الممنوعة في تونس.
يذكر أن نقابة أطباء القطاع الصحي العام في تونس، أعلنت في بيان إضرابا عاما عن العمل، في عموم البلاد منذ الاثنين الماضي.
