سيارة فارهة هدية «حق الملح» وتونسيات يطالبن بالمثل على مواقع التواصل

أهدى زوج تونسي سيارة لزوجته التونسية كهدية «حق الملح»، وذلك لتعبها خلال شهر رمضان الكريم الأمر الذي شهد جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأصبحت هذه السيارة مصدر مزاح وطرافة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت عدة نساء بمثلها مقابل تعبهّن في الطبخ خلال شهر رمضان، فما هو حق الملح ومظاهر الاحتفال به في تونس.

عادة متوارثة
«حق الملح» عادة متوارثة منذ آلاف السنوات، رغم تغير الأوضاع المعيشية والحداثة التي طرأت على المجتمعات، كما أنه مرتبط بشهر رمضان الكريم وحلول عيد الفطر، هذا بالإضافة إلى انه تكريما للمرأة، والاعتراف بالجميل لها صباح عيد الفطر المبارك.
فتقول الشاعرة التونسية سوسن الطيب، إنها عادة من العادات التونسية الطريفة بعد تعب شهر رمضان، واهتمام الزوجة بالمطبخ وشؤون الطعام، حيث يهديها زوجها قطعة «مصوغ» من الذهب أو الفضة تسمى بحق الملح، وأنه رغم تراجعها، إلا أنها تتواصل في العديد من العائلات والمناطق التونسية.

سر التسمية
ويعود سبب التسمية بهذا الاسم إلى أن الزوجة التونسية تتذوق بطرف لسانها نسبة اعتدال الملح في الطعام، طوال شهر رمضان رغم أنها صائمة دون أن تبلعه، وهو ما ينتج عنه أحيانا ضحكات ولحظات مرحة.
وفي صباح العيد يأتي الزوج التونسي من صلاة العيد وتستقبله زوجته بطبق الحلويات والقهوة، وبعد ترشفه القهوة يضع في الفنجان قطعة مصوغ ذهبية أو فضة.
وهو تعبير عن تكريم لصاحبة البيت واعتراف لها بالجميل على صبرها وتعبها خلال شهر رمضان، فهي مع كونها صائمة وتؤدي واجبها الديني كغيرها من أفراد العائلة تقوم بإعداد كل أصناف الأطباق المشتهاة من قبل أفراد العائلة.

مشغولات ذهبية
والعادة ذاتها يتم تطبيقها في ليبيا مع اختلاف مظاهر الاحتفال، فالرجل في ليبيا يهدي زوجته إما الذهب أو المال قبل العيد، وكذلك الثياب الجديد، حتى تصلي به صلاة العيد وتتزين به بعد انتهاء شهر رمضان.

كما أن المتزوجين الجدد هم أكثر من يحافظون على تلك العادات، وفي مرحلة الخطوبة أيضا، وأنها من العادات التي ترتبط بنهاية شهر رمضان، حيث تتباهى الفتيات بالهدايا الذهبية التي أهدت لها يوم العيد، كما في ذلك الأزياء والنقود، ولكن هذه العادة التي كان الأجداد والآباء يمارسونها تسير نحو الاندثار في ظلّ تراجع الإقبال على ممارستها من قبل العائلات التونسية والليبية.