بسبب كورونا.. العالم على حافة أزمة نقص غذاء كبرى

تفرض قضية الأمن الغذائي في أفريقيا نفسها بقوة، خاصة في ظل الجائحة والأزمات السياسية التي تمرّ بها أغلب دول القارة السمراء. وتشير الأبحاث والتقارير الأخيرة، أن حقبة ما بعد كورونا قد تنذر بأن العالم سيتم تمزيقه تحت ضغط أزمة نقص غذاء كبرى، بسبب ظروف الإغلاق، والحكومات العاجزة عن الحد من النمو الديموجرافي المتسارع.
اقرأ أيضًا: الهند بؤرة جديدة.. لماذا فشلت كل اللقاحات أمام السلالة الهندية؟
وفي هذا السياق حذرت الأمم المتحدة، أن تفشي وباء كورونا، يهدد بنقص الغذاء في معظم العالم. خاصة في أفريقيا، والدول التي تعتمد على استيراد وتصدير المواد الغذائية. وذلك وفق التقرير السنوي الخامس للمنظمة.
وفي هذا الصدد؛ تعد دولة جنوب السودان الواقعة شمال أفريقيا؛ من بين أكثر الدول التي تواجه أعلى مستويات سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي منذ حصولها على الاستقلال قبل 10 سنوات، بسبب استمرار العنف، وتداعيات وباء كورونا. وذلك وفق آخر تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
اقرأ أيضًا: الأهلي والزمالك وبيراميدز ضمن عظماء الأندية الـ100حول العالم
وأوضح التقرير أن 133 ألف شخص يعيشون في أشد مراحل انعدام الأمن الغذائي، فيما يعاني 28 مليون شخص في 28 دولة، من مستويات طارئة من نقص التغذية الحاد. وتضرر 98 مليون شخص، أي مايعادل 63% من الحالات العالمية، وهو ما يمثل ارتفاعا ملحوظًا بنسبة 54% مقارنة بعام 2019.

وإلى جانب ذلك أدّى فيروس كورونا إلى تفاقم التحديات في بلدان مثل افغانستان وسوريا واليمن والسودان من حيث الكمية ووتيرة توفّر وتنوع الطعام الذي يستهلكه الأطفال والعائلات. كما تحتل هذه البلدان أول عشر مواقع على لائحة الدول التي عانت أسوأ أزمة نقص غذاء في العالم. ومن المتوقع أن يتأثر بهذه القيود على الأقل 142 مليون شخص، في 40 دولة. وذلك وفق ما صرح به مدير الطوارئ في «الفاو»، دومينيك بورجو.
تواجه حكومات القارة الأفريقية التي تضم نحو 1.26 مليون نسمة، تحدي التعاون فيما بينها، لإنشاء خطط لمساعدة الفئات الأكثر هشاشة، والتي فقد عناصرها وظائفهم إثر الجائحة، ليتمكنوا من الحصول على الطعام الكافي.
اقرأ أيضًا: مجاعات حول العالم.. هل تعلمنا الكورونا كيف نقضي على الجوع؟
وبينما تتفاقم الصراعات مع التنظيمات الجهادية، في ظل تأثيرات الجائحة على جنوب القارة، فإن الدول الواقعة شمالها تشكو في معظمها من اعتماد استراتيجيات قديمة لا ترتقي إلى التحديات التي يفرضها العصر، وتشكو الدول الأخرى من تفشي الفساد في التجارة والزراعة.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن وباء كورونا يهدد بالتسبب في نقص الغذاء لدى مئات الملايين من الناس حول العالم، ومعظمهم في أفريقيا، ممن يعتمدون على استيراد المواد الغذائية والتصدير لدفع تكاليفها.
وقال «برنامج الأغذية العالمي»، إنه إذا تم تزويد الأسواق العالمية للحبوب بالسلع، وكانت الأسعار منخفضة بشكل عام، فيجب أن تنتقل المواد الغذائية من مخازن الحبوب في العالم، إلى أماكن استهلاكها، ولكن تدابير الاحتواء المطبقة لمكافحة الفيروس بدأت تطرح معوقات في بعض المناطق.
تزداد حدة أزمة نقص الغذاء في العالم؛ يوما بعد يوم، في ظل استمرار الصراعات وانعدام الأمن، مقارنة بـ77 مليونا في عام. فضلا عن الأزمة الاقتصادية والتي تعد السبب الرئيسي للجوع لـ 40 مليونا العام الماضي. مقارنة بـ 24 مليونا في عام 2019. تتطلب هذه الأزمة مساعدات غذائية عاجلة، وبحث سبل للعيش، وذلك وفق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش.
اقرأ أيضًا: «إبراهيم» يبحث عن أسرة.. ضحايا النزاعات المسلحة في تشاد
ويرى خبراء الاقتضاد، أن وسائل التكنولوجيا وآليات المراقبة الحديثة قد تسهّل من عملية التعاون بين البلدان الأفريقية. ولكن هل يجعل ذلك الدول قادرة على التحكم في السلع الغذائية من جشع التجار؟ وتؤكد بعض التقارير الاقتصادية الأخيرة، أن رصد السلع الناقصة، وتوفير بدائل لها طوال الوقت، يساعد على إنهاء الاستغلال الاقتصادي، ويدعم الفلاحين بأخذ حصة الأسد من العائد القومي.