لايف ستايل

هل ينجح استخدام الضوء في تمكين الصُم من سماع زقزقة الطيور؟

تبقى زقزقة العصافير والموسيقى من الأشياء التي يحرم منها، بحكم الطبيعة من يعانون من الصمم أو ضعف حاسة السمع، رغم التطور التقني الحديث.

الأجهزة المساعدة للسمع سواء الخارجية أو حتى الداخلية المعقدة، مثل زراعة قوقعة اصطناعية، تبقى عاجزة عن توفير هذه الجودة من السماع، التي تُمكن من سماع ألحان الطيور. لكن هل يمكن تحسين هذا الواقع وتطوير القواقع المزروعة في الأذن؟

اقرأ أيضا: أوروبا توافق على رفع الملكية الفكرية عن لقاحات كورونا.. ومعارضة الشركات

المساعدة الضوئية

فريق بحث طبي دولي بقيادة علماء من المشفى الجامعي في مدينة جوتنجن الألمانية تمكن من طرق أبواب جديدة، كما يقول موقع “دوك شيك” الالكتروني الألماني.

والفكرة مبنية على مساعدة الضوء بدلا من الكهرباء في نقل الصوت. فحتى الآن كان التيار الكهربائي هو المستخدم كمحفز لعملية السمع. لكن الباحثين تمكنوا للمرة الأولى من تفعيل الجهاز السمعي عند حيوانات تجارب، باستخدام الضوء.

اقرأ أيضا: اختبار جديد يحدد يوم الولادة قبل أسابيع من موعده

القواقع السمعية

ويعتمد حاليا حوالي 200 ألف إنسان حول العالم على قواقع سمعية مزروعة. لكن الشعور بدرجة ارتفاع الصوت وتمييز النغمات يبقى أمرا غير ممكن إلا في حالات نادرة.

والسبب في ذلك يعود إلى التيار الكهربائي الذي ينتشر بكثافة من جميع الأقطاب الكهربائية، ما يثير خلايا عصبية سمعية بنفس التوقيت، فلا يتمكن المرء من التمييز جيدا.

وهنا تأتي الفكرة بإحلال الضوء مكان الكهرباء لحل المشكلة. وهو ما نجح به الفريق العلمي في جوتنجن في تجاربه التي أجراها على بعض القوارض، وفقا لموقع «دوك شيك».

ويأمل الباحثون في أن تنجح هذه الطريقة في استخدام قنوات تحفيز مستقلة عن بعضها البعض، بدلا من تفعيلها كلها بذات الوقت، ما يعد بتحسن كبير في القدرة على التمييز بين النغمات والأصوات المختلفة ودرجة ارتفاع الصوت، بحسب البروفيسور توبياس موزر من مشفى جامعة جوتنجن.

اقرأ أيضا: تخفف ضيق التنفس.. أفضل تمارين لزيادة سعة الرئة | فيديو

وبحسب صحيفة «دويتش فيلا» فإن ما يقدمه البحث العلمي هو تجارب تهدف إلى استخدام جهاز «غرسات الضوء» الذي يعتمد على الضوء بدلا من الكهرباء وسيعمل على تحسين جودة الصوت بشكل حاسم، حسبما نقل موقع «دويتشلاند فونك» الألماني.

وتتم هذه العملية عبر ترجمة الإشارات الصوتية إلى نبضات ضوئية، باستخدام تقنية الثنائي الباعث للضوء (LED)، لخلايا السمع في الأذن التي تتكيف معها وراثيًا. وبفضل نبضات الضوء، تتم محاكاة ترددات أكثر من تلك المنتجة عبر غرسات القوقعة الصناعية التقليدية.

تجارب على البشر في 2025

وأكد الباحث الألماني توبياس موزر لإذاعة شمال ألمانيا (NDR) أنه تم تجربة هذه التقنية على الفئران وكانت النتائج ناجحة. كما يعمل موزر، الحائز على جائزة جوتنجن لايبنيتس الألمانية، إلى جانب فريق بحث من مركز الرئيسيات الألماني (DPZ) في الوقت الحالي على تجريب نموذج ثلاثي الأبعاد على قوقعة الأذن لدى القرود. وفي عام 2025، يسعى فريق البحث إلى إجراء تجارب إكلينيكية على البشر.

يذكر أن الصمم أو فقد السمع هو عدم القدرة على السمع جزئيًا أو كليًا، وقد يكون الصمم خلقيًا يولد به الشخص أو مكتسبًا في أي وقت بالعمر.

وقد يحدث في إحدى الأذنين أو كلتيهما، لذلك عادة ما يعاني الصُّم من ضعف السمع أو انعدامه، لكن كثيرًا ما يؤثر فقد السمع المرتبط بالعمر على كلا الأذنين بسبب فقدان الخلايا القوقعية الشعرية، وقد يكون الصمم مؤقتًا أو دائمًا عند الأطفال يمكن أن تؤثر مشاكل السمع على القدرة على تعلم اللغة المنطوقة، بينما في البالغين يمكن أن تخلق صعوبات في التفاعل الاجتماعي وفي العمل، وفي بعض الأشخاص خاصةً كبار السن- يمكن أن يؤدي ضعف السمع إلى الشعور بالوحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى