العديد من الحوادث البشعة شهدتها محافظات مصر خلال الأيام الأخيرة في أماكن مختلفة، والتي تعد ظاهرة غريبة على المجتمع المصري، حيث تقع معظم هذه الجرائم في نطاق الأسرة بين الأب والأم والأبناء، ما جعل البعض يعتقد أن هناك علاقة بين الصيام في شهر رمضان الكريم وزيادة حدة هذه الجرائم.
وفي هذا التقرير نسرد العديد من الجرائم التي وقعت الأيام الماضية وعلاقتها بشهر رمضان:
مذبحة الفيوم
مذبحة الفيوم التي وقعت مؤخرا في قرية الغرق بمركز أطسا بمحافظة الفيوم، عندما أقدم صاحب مخبز على قتل زوجته وأبنائه الـ6 بأن ذبحهم وسلم نفسه للشرطة.
وكشفت تحريات النيابة قيام الزوج بهذه الجريمة بعد صلاة الفجر، وذكرت التحريات الأولية أن الأب هو من ذبح زوجته وأبناءهما، وتجرى الآن قوات الأمن فحص مسرح الجريمة بعد أن تم إخطار النيابة العامة بالواقعة.
وأكد شهود عيان أن المتهم استقر بالقرية منذ سنوات واستأجر منزلا وعمل بمخبز سياحي، وكانت حالته المادية متيسرة، ويقيم بالمنزل مع زوجته وأبنائه الـ6 ، بينهم ولدان من زوجته السابقة، وخلال الفترة الأخيرة كان دائم الخلافات مع زوجته والعديد من جيرانه.
وقال المتهم، إنه حاول بكل الطرق حل أزمته المالية ولم يستطع وكان ينظر إلى زوجته وأولاده كل يوم ويتخيل كيف سيكون وضعهم بعد تعرضه للسجن، مضيفا: «زوجتى أشرف ست في الدنيا وغلبانة مش هتعرف تتصرف من غيري وكانت هتتبهدل».
ولفت المتهم إلى أنه قرر التخلص من حياته ولكن قبل أن يفعل ذلك بنفسه قرر قتل زوجته وأولاده فقام بإحضار مادة مخدرة قام بشراءها ووضعها في عصير أعده لهم قبل وجبة السحور وشربوا منه جميعا وبدأ بذبح زوجته وكانت مازالت على درجة من الوعى فحاولت مقاومته لكنها لم تتمكن، ثم بدأ بابنه الكبير 14 عاما فذبحه مرورا بالأصغر حتى وصل لطفلته السادسة التي لم تكمل شهرها الثامن وذبحها.
اقرأ أيضا: ابتكار كمامات تتحول إلى زهور بعد التخلص منها
زوجة الإسكندرية
وفي الإسكندرية أوهم زوج زوجته بأنهما سيذهبان لزيارة أحد أقاربهما في إحدى القرى المجاورة لمسقط رأسهما في محافظة البحيرة مقررا التخلص منها لتفاقم الخلافات بينهما.
انتظر الزوج حتى يحل المساء وتغيب الشمس حتى لا يكتشف أحدا جريمته، واستقلا دراجة نارية وأخذها لأرض زراعية يوجد بها منزل مجهور.
وفور وصولهما، أدخل الزوج زوجته بالقوة وبدأ يضربها بوحشية ويبصق عليها، وأنهى جريمته بحمل قطعة حديدية وضرب بها زوجته حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وألقت قوات الأمن القبض على المتهم زوج المجني عليها، وبمواجهته في التحقيقات اعترف بارتكاب الجريمة بسبب خلافات زوجية بينهما، وأرشد عن الأداة التي استخدمها في القتل وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
اقرأ أيضا: لصيف منعش وبارد.. إليك طريقة تحضير مكعبات القهوة المثلجة
جريمة الوراق
أما في الوراق فقد أنهى سائق حياة زوجته لشكه في سلوكها، مدعيا اكتشافه علاقتها بأحد الأشخاص وسدد لها ١٧ طعنة وقت الإفطار.
وقالت إحدى جيران الضحية إن المجني عليها تصغر زوجها بـ 12 عاما وكان دائم التعدي على زوجته بالضرب.
وأضافت: «كل شوية يضربها وتروح عند أهلها، وترجع تاني علشان ملهاش حد غيره.. أبوها راجل كبير في السن، وأمها متوفية».
وكشفت التحقيقات أن الزوج عاد من عمله قبل ميعاد الإفطار، وجد زوجته تتحدث في الهاتف، وعندما اتهمها بخيانته أنكرت، فطعنها عدة طعنات أمام نجلهما الصغير.
تأخر الدواء
وفي منطقة «أبو النمرس» قام زوج بقتل زوجته بعد أن تشاجرت معه بسبب تأخره في شراء دوائها لأنها مريضة بالصرع.
وقال المتهم: «كنت بعالجها من الصرع وعرضتها على شيوخ، كنا فاكرينها عليها عفاريت و ملبوسة من اللي بيحصلها، ويوم الجريمة رجعت البيت سألتني عن الادوية بتاعتها قلتلها مجبتهاش قعدت تزعق وتتخانق معايا، زهقت منها ومن صوتها وخناقها جبت سلك كهربا ولفيته على رقبتها لحد ما ماتت».
اقرأ أيضا: «الملاك المصري».. حكاية طبيب يُعالج النيجيريين منذ 50 عامًا
الصراع اليومي
ومن جانبها تقول الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم نفس التربوي، إنه على الرغم من أن رمضان هو شهر الطاعات والعبادة والروحانيات، لكن هناك أشخاص يخرجون عن القواعد والقوانين، لتقع أبشع الجرائم منهم في نهار رمضان.
وأرجعت ذلك لعدة أسباب منها أن الأفراد الذين اعتادوا الجرائم ﻻيتغيرون في رمضان بسبب العوز المادي وافتقارهم للوازع الديني، بالإضافة إلى الفقر والبطالة التي تتسبب في الضغط المادي خاصة خلال شهر رمضان والذي يزيد فيه من استهلاك الأسر.
وأضافت أن الصراع اليومي حول سرعة الوصول للمنزل وقت الإفطار قد يتسبب في المشاجرات بسبب زيادة الكثافة السكانية واﻻزدحام المروري، ووجود أجواء من التوتر والمشاحنات بسبب عدم اﻻنضباط في العمل الذى يؤثر على مصالح الناس بحجة الصيام والإجهاد.
أسباب نفسية
وأضافت أستاذ علم النفس أن بعض المدخنين وبعض الذين اعتادوا على الكافين والنكوتين فإن نقصه فى الصيام يسبب العصبية والتوتر ، مما يتسبب فى الشجار والخلافات وأحيانا الجرائم البشعة، كما أن اﻻضطرابات النفسية والعنف الخارجى مثل جلد الذات وتأنيب الضمير والعنف الداخلي والمشاكل النفسية يفرزان عنفا خارجيا فيركز على السلبيات والتشائم.
إدمان المخدرات
ومن جانبه يقول عادل معوض المحامي بالنقض، إن الصيام في شهر رمضان لا يعتبر سببا لزيادة العنف والجريمة ،وإنما إدمان الشباب للمخدرات التى لا يستطيعون الاستيقاظ و الإفاقة بغيرها، الأمر الذى يؤكد ضرورة محاربة المخدرات بشتى الصور وتغليظ العقوبة على كل من يشارك في هذه الجريمة.
