رمضان شهر الخير.. حكاية أسرة مسيحية أكل عيشها «الكنافة والقطايف» | فيديو وصور

تتردد على ألسنة المصريين، ويتداول الإعلام العديد من العبارات حول الوحدة الوطنية، والنسيج المصري الواحد. ولكن الأمر مختلف عندما تجد هذه المعاني متجسدة أمامك، المسيحي بجوار المسلم كتفًا بكتف، يعملان معًا من أجل الاحتفال بشهر رمضان المبارك، عبر واحدة من أهم مظاهر هذا الاحتفال وهي صناعة الكنافة والقطائف. إن قائم بالفعل في محل مخلص جورج الأسيوطي، في منطقة عين شمس.
اقرأ أيضا: كل ما تريد معرفته عن لقاحات كورونا في مصر | حوار خاص
مخلص جورج: شهر رمضان كله خير وبركة علينا
خلال يوم عاشته منصة «الناس. نت»، في محل مخلص جورج الأسيوطي، الذي يعكف العاملون فيه على صناعة الكنافة، والقطائف طوال العام. مالك المحل هو السيد مخلص جورج، وهو شاب ثلاثيني، من أسرة مسيحية في أسيوط. عمل في بيع القطائف والكنافة وصناعتها منذ أن كان في السابعة عشرة من العمر.
نزل مع صديقه محمد بدر للعمل في القاهرة، واصطحب معه والده الذي كان يعمل «شيخ خفر» في قريتهم. وبعد أن استقر العمل في محله، أصبح يعاونه رفقة الأم في العمل. يقول «مخلص»: «المحل ده بقاله حوالي 15 سنة، والدي ووالدتي وزوجتي وصديق عمري محمد بيقفوا يساعدوني في المحل خلال شهر رمضان.. شهر رمضان ده شهر الخير والبركة».. عبارة أطلقها مسيحي، ويظن البعض أنه كرم شهر رمضان وخيره لا يشعر به سوى المسلم، ولكن شهر رمضان له مكانة مقدسة ومعظمة لدى «مخلص».
اقرأ أيضا: حكاية «نور الزاهي» ملكة تحكم الرجال داخل المستطيل الأخضر

طفل صعيدي كان يرى الكنافة والقطايف «طعام المسلمين»
يروي مخلص جورج لـ «الناس. نت»، أنه قبل أن يأتي مع أسرته إلى القاهرة، أن بيع الكنافة والقطائف؛ هي مهنة حياته التي استحوذت عليه منذ الطفولة. في قريتهم كان هناك العديد من محال بيع الكنافة والقطائف، ولكنها مقتصرة على المسلمين فقط، كان يظن أن هذا الطعام ربما غير مسموح له كمسيحي تناوله أو صناعته.
«كنت فاكر إنه ده أكل المسلمين في رمضان بس، لكن لما نزلت مصر لقيت ناس منا ومنكم بيصنعها، حبيتها لوحدي ولقيتني مش عايز اشتغل غيرها». هكذا يقول «مخلص»، ويوضح أنه عمل في البداية مع صديقه «محمد» في أحد المحال، لكن صديقه تركه للعمل في مهنة النقاشة.
شنوات قليلة؛ وأصبح لمخلص محله الخاص، صحيح أنه كان محدود المساحة ويصنع كميات محدودة من الكنافة والقطائف؛ لكنه استطاع مع زوجته، التي طالما عاونته في شؤون المحل، أن يكون لهما مصدر رزق أكبر، وأن يصبح هذا المحل هو طريقهما لحياة أفضل.
يقول «مخلص»: «إحنا بننزل من الساعة 5 الصبح وأمي بتكون واقفة تباشر شغل الصنايعية، وأبويا بيطلع بالأكل برة الكنافة والقطايف يبيعهم، أما زوجتي فبتكون عيني في المحل هي بتعرف تعمل الكنافة والقطايف وكل حاجة». لكل من أفراد عائلة عم جورج وابنه مخلص دور في هذا المكان الذي جمع بين قطبي الأم في مساحة صغيرة، “في شهر رمضان كله بييجي يقف جنبي عشان نكبر الشغل، يساعدوني ويبيعوا ويسندوني ، أنا بحب المهنة دي اشتغلت فيها زمان مع ناس وبعدين بقيت لوحدي، هي شغلانة نضيفة وزبونها نظيف، حببتهم كلهم فيها».
اقرأ أيضا: نساء «التلاوة».. أصوات عذبة نافست الرجال في قراءة القرآن | فيديو

فرحة رمضان في محل أبناء جورج «مالهاش حل»
حينما تدخل إلى المحل تجد على يمينك رسمة بحجم الحائط لفانوس رمضان، موقع تحتها اسم «بطرس» أحد العاملين. وعلى اليسار؛ تجد صورة لأحد القساوسة عليها عبارة «كن مطمئنا جدا جدا». أما في الخلفية تصدح أغنيات رمضان في أرجاء المكان، ولا تعلم للوهلة الأولى إلى أي دين ينتمي هؤلاء؟ هل هم مسلمون أم مسيحيون؟
أمام أمام ماكينة صناعة الكنافة يقف «بطرس» المسيحي. وبالقرب منه يقف «محمد» الذي يصنع القطائف. «العاملين هنا؛ مسلمين ومسيحيين، من أول ما اشتغلت وأنا حريص على المساواة بينهم المسلم هنا زي المسيحي». هكذا يتحدث مخلص جورج، صاحب محل بيع الكنافة والقطائف، مؤكدًا: «في رمضان؛ ممنوع حد يشرب قدام زميله مراعاة لمشاعر الصائمين».
اقرأ أيضا: شارع الخيامية.. البهجة في مصر لا تنقطع | فيديو وصور

صديق العمر محمد يد بيد مع مخلص طوال الشهر الكريم
إذا كان مخلص هو الركيزة الأساسية في المحل بجانب زوجته ووالديه، فعلى الجانب الآخر يعد صديق عمره وابن قريته «محمد بدر» هو كفة الميزان الأخرى، فلا يمكن أن يأتي شهر رمضان دون أن تجده أمام الشعلة المخصصة لصناعة قطائف رمضان.
يقول «محمد»: «أنا مهنتي الأساسية نقاش، ولكن كل شهر رمضان باجي مع مخلص صاحبي أنا اعرفه من قبل ما يفتح محل وبقى عشر عمري ومبقدرش لما يقصدني في مساعدة أتخلى عنه، كل سنة يكلمني وباجي اعمل شغل القطايف، بقالي 15 سنة باجي هنا حتى لو ورايا شغل في البلد بسيبه وأجيله إحنا هنا شغالين مسلمين مع مسيحيين مفيش أي فرق بينا».