حكايا ناسسلايدر

كل ما تريد معرفته عن لقاحات كورونا في مصر | حوار خاص

منذ انتشار فيروس كورونا في العام الماضي والعالم يعيش حالة رعب بين ملايين الإصابات وملايين الوفيات.

انتظر الجميع ظهور أي لقاح ينهي الأزمة ومع تسابق الدول في عمل لقاحات كأمريكا وروسيا والصين وغيرهم وبدء تداوله وتوزيعه على دول العالم، لا زالت الناس متخوفة بشأنه وكثُرت الإشاعات بصدده.

حاورنا في «الناس. نت» الدكتور أحمد سمير سعد، مدرس بقسم التخدير والرعاية المركزة بالقصر العيني ليجيبنا على كل الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا بشأن اللقاحات.

– كم عدد اللقاحات الموجودة في مصر وما هي فعالية كل لقاح؟

يوجد في مصر حاليا لقاحان أساسيان هما سينوفارم وأسترازينكا.

سينوفارم هو لقاح من إنتاج الصين ويعمل بتقنية الفيروس الميت، إذ يُزرع فيروس سارس كوف٢ المسبب لمرض كوفيد ١٩ في مزرعة من خلايا حية والفيروسات الناتجة تُعالج بطريقة معينة بحيث تُعطل قدرتها على الانقسام أو تسبيب المرض ثم تُحقن هذه الفيروسات الميتة في الأشخاص المراد تلقيحهم، وبالتالي تستطيع مناعة الجسم التعرف على الغلاف البروتيني للفيروس وتوليد أجسام مضادة ضده، دون أن تكون هناك أي خطورة من تسبيب الفيروس الميت لأي عدوى، لهذا اللقاح فعالية ٧٠٪ تقريبا.

أسترازينكا هو إنتاج مشترك بين جامعة أكسفورد وشركة أسترازينكا ومنذ اللحظة الأولى أعلن المصنعون أنهم سوف يبيعونه بسعر التكلفة وسوف يتيحونه بشكل واسع، أسهم بيل جيتس في تمويله في البداية وتقوم الهند حاليا بتصنيعه كذلك.

ويعتمد هذا اللقاح على تقنية تعرف بتقنية الفيروس الحامل، إذ يُدمج جزء من الحمض النووي لفيروس سارس كوف٢ وهو الجزء الذي يشفر لبروتين الشوكة في الحمض النووي لفيروس آخر لا يسبب إلا مرضا طفيفا للبشر وفي هذه الحالة هو فيروس الأدينوفيروس، هذا الفيروس لا يكون كذلك قادرا على الانقسام داخل جسم الإنسان، وبالتالي لا يسبب له أي عدوى من أي نوع، عند حقن اللقاح داخل الجسم، يشفر ذلك الجزء من الحمض النووي الخاص بفيروس سارس كوف٢ تصنيع بروتين الشوكة وهو ما يحفز جهاز المناعة للتعرف عليه وتكوين مناعة ضده، لهذا اللقاح فعالية في حدود ٧٠٪ بعد الجرعة الأولى و٨٠٪ بعد الثانية.

اقرأ أيضا: مصر تتصدى لتحورات فيروس كورونا بتقنيات جديدة
لقاح كورونا
لقاح كورونا
– هل سيتم جلب دفعات من لقاحات أخرى إلى مصر؟

اتفقت مصر مؤخرًا على تصنيع لقاحين آخرين في مصر هما سبوتنيك الروسي وسينوفاك الصيني. أما سبوتنيك فهو يعمل بتقنية مشابهة لأسترازينكا وهي تقنية الفيروس الحامل ويشار إلى أن فعاليته في حدود ٩٠٪. وسينوفاك يحتوي كذلك على فيروس ميت مثله كمثل سينوفارم وفعاليته في حدود ٦٠٪

– هل اللقاحات آمنة؟.. وحقيقة تعرض البعض للإصابة بجلطات أو شلل بعد الحصول على الجرعات؟ 

لا يوجد إجراء طبي تقريبا لا يحتوي على بعض المخاطر.. لكن دائما ما تقارن الفوائد بالأضرار.. ومتى فاقت الفوائد الأضرار اعتُمد الإجراء الطبي.. حتى اللحظة فوائد اللقاحات تفوق أضرارها بمراحل.

أما بخصوص الجلطات فقد رُصد تكون بعض الجلطات مع اللقاحات من نوع الفيروس الحامل بنسبة ضئيلة للغاية في بعض الأشخاص وهي النسبة التي تقع في حدود ٤ من كل مليون شخص.

وقد وجد أن هذه المضاعفات تحدث بصورة أكبر في النساء وفي من هم دون ٥٥ عاما.

ولو قارنا هذه النسبة بنسبة الجلطات التي تحدث من كوفيد ١٩ نفسه والتي تصل إلى ١ من كل ١٠ ومع العلم أن الجميع إما سيصابون بالعدوى أو سيتلقون اللقاح لأن هذا الفيروس وجد ليبقى وستدرك البشرية مقدار الفائدة التي يكفلها اللقاح في مقابل الضرر.

لذا بالطبع أنصح الجميع بأخذ اللقاح المتوفر وتجاهل الشائعات التي تضخم من المخاطر التي لا تقارن بأي حال بالفوائد العظيمة والكبيرة.

اقرأ أيضا: نصائح مهمة عند علاج مريض كورونا في المنزل
لقاح كورونا ضد فيروس كورونا
لقاح كورونا ضد فيروس كورونا
– ما هى الأعراض الجانبية لكل لقاح.. وكيف يتم التعامل مع تلك الأعراض؟

تتسبب اللقاحات في أغلب الأحيان بأعراض جانبية طفيفة للغاية، تتراوح بين الألم مكان الحقن وارتفاع درجة الحرارة والغثيان والشعور بالوهن والإرهاق.

وعادة لا تستمر هذه الأعراض لأكثر من يوم أو يومين ولا تحتاج إلى ما هو أكثر من الراحة وتناول أقراص الباراسيتامول.

الأعراض الخطيرة نادرة للغاية، قلة قليلة نادرة قد تعاني من أعراض حساسية خطيرة لكن الطواقم الطبية في أماكن تعاطي اللقاح مدربة على التعامل مع مثل هذه الفئات بكفاءة شديدة ولا ينتج عنها أي مضار دائمة أو بعيدة الأثر.

– ما ردك على تخوف البعض من تلقي اللقاح خاصة أصحاب الأمراض المزمنة؟

هو خوف في غير محله.. وعلى العكس يجب على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة على وجه الخصوص الحصول على اللقاح، فهم الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة وبالتالي هم الأكثر احتياجا للقاح وهي الفئات التي تبدأ بها أي حملة تطعيم.

لذا نصيحتي لهم أن يحاولوا الحصول على اللقاح المتوفر في أقرب فرصة  لأنه الوسيلة الوحيدة لوقف نزيف زهق الأرواح وكما أشرت هذه الجائحة لن تنتهي إلا بحصول الجميع على اللقاح أو بإصابة الجميع.. وبالتأكيد اللقاح خير بآلاف المرات من الإصابة بالمرض ولا تحتاج المقارنة إلى إطالة التفكير أبدا.. لا يقف الأمر عند ذلك الحد فقط.. بل إن اللقاح هو الوسيلة الوحيدة كذلك لمنع تطفر الفيروس، لأنه عندما تقل معدلات الإصابة بالفيروس، تقل معدلات انقسامه وبالتالي تطفره، وهي الطفرات التي قد تؤدي إلى إنتاج فيروس يستطيع اختراق حماية اللقاح.

اقرأ أيضا: بسبب كورونا.. العالم على حافة أزمة نقص غذاء كبرى
تلقي لقاحات كورونا
تلقي لقاحات كورونا
– كيف تحدث الإصابة على الرغم من أخذ اللقاح؟

مبدئيا يحتاج اللقاح إلى بعض الوقت كي يحفز مناعة الجسم ولكي نقول أنه قد حدث اختراق للقاح يجب أن يكون قد مر على أخذ الشخص للجرعة الثانية 14 يوما على الأقل.

من جهة أخرى أشرنا إلى أن كفاءة اللقاحات ليست ١٠٠٪ فيما يخص منع الإصابة وبالتالي ستظل هناك نسبة تصاب بكوفيد ١٩ رغم تعاطيها للقاح، لكن المؤكد كذلك أنه إذا كانت الكفاءة ليست ١٠٠٪ في منع الإصابة إلا أنها تقترب من ١٠٠٪ في منع الإصابات الشديدة والوفاة جراء الإصابة.

– هل الفيروس يتحور لدرجة عدم قدرة اللقاح على التعامل معه؟

للأسف تحور الفيروس خطر قائم بشدة خاصة مع معدلات الإصابة العالية الحالية وبالتالي سرعة انقسام الفيروس وتكاثره وهو ما يعني سرعة تطفره.

نسمع عن طفرة إنجلترا وطفرة البرازيل وطفرة جنوب أفريقيا وطفرة الهند، حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة عن قدرة هذه الطفرات على اختراق التطعيمات الموجودة، بل صدرت دراسات بالفعل تقول بفعالية نسبية للقاحات الموجودة ضد الطفرات التي حدثت بالفعل وهو الأمر المطمئن.

ربما لا تكون اللقاحات بنفس الكفاءة مع الطفرات التي حدثت لكنها على الأقل تكفل حماية نسبية وهو أمر مهم جدا. لكن علينا كذلك أن نتحرك سريعا من أجل تلقيح الجميع من أجل وقف المزيد من الطفرات التي قد تمثل خطرا أكبر بكثير.

تلقي لقاحات كورونا
تلقي لقاحات كورونا
– ما هي نصيحتك للذين لم يتلقوا اللقاح والذين تلقوه بالفعل؟

نصيحتي لمن لم يتلقوا اللقاح أن يحاولوا الحصول عليه في أسرع وقت وألا ينصاعوا للشائعات التي بلا أساس، لقد تعاطى اللقاح ما يزيد عن المليار شخص حتى الآن في مختلف بلدان العالم وأغلبهم في بلاد العالم المتقدم والآثار الجانبية معدومة تقريبا واللقاح آمن بدرجة كبيرة وهو يحمي من الإصابة ويحمي من المضاعفات والوفاة وأي متابع للإحصاءات العالمية سوف يرى ذلك منعكسا على أرقام الدول التي تم تلقيح مواطنيها بنسبة كبيرة، حيث قلت فيها الإصابات كثيرا وكادت تنعدم الحالات الحرجة.

أما من تعاطوا اللقاح فأنصحهم أن يشاركوا تجاربهم مع الآخرين ويطمئنوهم وأن يستمروا في اتخاذ الإجراءات الاحترازية وذلك من أجل حماية الآخرين، صحيح أنهم لن يصابوا بأعراض خطيرة متى تعرضوا للفيروس، لكن من المحتمل أن يصابوا به بأعراض بسيطة أو من دون أعراض وبالتالي لن تكون هناك خطورة عليهم لكنهم قد يتسببون في إصابة الآخرين ولذلك أنصحهم بالاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية من أجل الآخرين.

الوسيلة الوحيدة لعودة الحياة الطبيعية هي في تعاطي الجميع للقاح.

– هل صحيح أن الصين التي صنعت لقاح سينو فارم لم تتلقاه حتى الآن كما يردد البعض؟ 

هذا كلام عارٍ من الصحة، تلقى الكثير جدا لقاح سينوفارم في الصين، ربما لم يصلوا إلى تلقيح غالبية الشعب بعد وربما لا يعملون تحت ضغط شديد بخصوص هذا الأمر وذلك لأن الأمور عندهم مطمئنة كثيرا، صحيح أن الصين كانت بؤرة المرض لكنها حاليا أقل البلدان تسجيلا لإصابات جديدة بل إن غالبية هذه الإصابات إن لم تكن كلها هي لوافدين من الخارج. وذلك لأنها الدولة الوحيدة التي استطاعت ربما السيطرة على الوباء تماما عن طريق إجراءات شديدة للغاية مكنتهم منها قدرتهم على الترصد والتعقب والحد من حركة الأفراد والتكنولوجيا الحديثة.

لقاحات كورونا
لقاحات كورونا
– ما هي أعراض الموجة الثالثة المنتشرة حاليا؟

مع كل موجة يخرج البعض ويقول إن لهذه الموجة أعراض تختلف عن الموجات السابقة.. أظن أننا نكتشف فقط أعراضا كانت موجودة لكنها غير معروفة بدرجة كبيرة. بالإضافة إلى أعراض هذا الفيروس الشهيرة مثل ارتفاع الحرارة والوهن والغثيان وضيق التنفس والسعال وفقدان حاستي الشم والتذوق، قد يتسبب الفيروس في حدوث التهابات في أنسجة مختلفة للجسم.

وقد يتسبب في التهاب الأعصاب وهو ما يتسبب أحيانا في حدوث آلام عصبية شديدة أو تأثر بحاسة السمع كما قد يتسبب في مرض مناعة ذاتية يؤدي إلى الشلل Guillain Barré كما قد يتسبب في التهاب عضلات القلب وغيرها من المضاعفات الكثيرة والخطيرة.

– في رأيك هل كوفيد سينتهي قريبًا أم سيُكمل معنا بعد 2021؟

يتوقف ذلك على سرعة توفير اللقاح وعلى تعاطِ الناس له، هو الوسيلة الوحيدة للخروج من هذا المأزق ومن دون تعاون العالم من أجل تلقيح الجميع ومن دون إقبال الناس على تعاطِ اللقاح لن يكون الخروج من هذا المأزق قريبا أبدا.

أخيرا، هذا الفيروس وجد ليبقى وربما سوف نحتاج إلى تعاطِ اللقاح سنويا لفترة ما تمتد في المستقبل وهو ما ستوضحه الدراسات وسيكشف عنه المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى