لايف ستايل

أهالي النوبة.. طقوس وعادات متوارثة منذ 2500 عام قبل الميلاد

عادات وتقاليد خاصة يتمتع بها أهالي النوبة في الأفراح والأتراح, وفي كل مناسبة لهم صبغتهم الخاصة، وطريقتهم الفريدة في الاحتفال بها. ويأتي شهر رمضان متربعا على عرش المناسبات ، والذي يتميز بطابع خاص في النوبة توارثته الأجيال، وحرصوا على استمراره، وغرسه في الأبناء والأحفاد.

طقوس النوبة
طقوس النوبة

ويحظى حلول الشهر الكريم بأهمية خاصة بالنسبة عند أهالي النوبة في مصر لتضاؤل ​​عدد السكان حيث يتركز  أغلبهم  الآن فى ثلاث قرى على ضفاف النيل في أسوان. وتسمى إحداها تنقار (أو تنغار كما يسميها السكان المحليون) ، وهي أكبر القرى النوبية في أسوان ويطلق عليها القرية السجينة نظرالموقعها بين السد العالي في الشمال والسد المنخفض إلى الجنوب، بالإضافة إلى غرب سهيل.

طقوس وتقاليد عريقة

عادات وتقاليد وطقوس عريقة في صعيد مصر بالنوبة بدأت منذ 2500 عام قبل الميلاد ورغم مغريات الحياة الحديثة، وما شهدته العلاقات الاجتماعية من تراخٍ وتباعد فإن أهالي النوبة مازالوا يُحافظون على هذه العادات وخاصة في شهر رمضان.

النوبة في رمضان

 

وأهم ما يميز رمضان الإفطار الجماعي فكل سكان شارع أو منطقة يتجمعون، ويخرج كل بيت بصينية تحمل مختلف الأطباق والمشروبات والحلويات، ويتناولون إفطارهم في الشارع”.. وفق ما نقلته مجلة «ذا ناشيونال».

وبعد الإفطار وصلاة العشاء والتراويح تستمر السهرات وجلسات السمر حتى موعد السحور، في جو روحاني اجتماعي مبهج، حيث يملأ الحب والود الأجواء.

اقرأ أيضا:في يوم التراث العالمي| تعرف على 7 مواقع أثرية مصرية مسجلة باليونسكو

أكلات مميزة

أما عن الأكلات فحدث ولا حرج .. أكلات ومشروبات ارتبطت بشهر رمضان،  ولا يعرفها سوى النوبيين، مثل مشروب الأبريه، وعيش الدوكة، والفتى أي الفتة، لكنها تُصنع بالزبادي واللبن، وغيرها من المأكولات والمشروبات الأخرى التي تتفنن المرأة النوبية في إعدادها وتجهيزها للشهر الفضيل.

مأكولات النوبة
مأكولات النوبة

وتتولى النساء إعداد الطعام الذي يتكون من عدد من الأطباق غير الموجودة في أماكن أخرى في مصر.. أشهر الأطباق النوبية التي نمتلكها هي الجاكود وهي وجبة تكون من الملوخية أو السبانخ مع البامية، فضلا عن العصيدة والسلات والجابوري”.

“الكابد” أشهر  هذه الأطباق المميزة للنوبيين، وهو عبارة عن عجينة تُخبز على “الدوكة الحديدية” تشبه القطايف، ثم يتم وضعها على “الويكة” وهي ساخنة، أو الملوخية “الأتر”، وتُستخدم فيها أوراق الخبيزة، بدلاً من الملوخية، كما يُخبز “الكابد” لتناوله في التحلية بإضافة العسل الأسود والسمن إليه.

ويُصنع “الكابد” من الدقيق الأبيض الخام المطحون، ويُضاف إليه دقيق شامي يأتي به النوبيون من مدينة دراو، ثم يُعجن بالماء، وتضاف إليه الخميرة، ويترك نحو 30 دقيقة حتى يصل إلى درجة التخمير المطلوبة.

كما يُخبز على الدوكة وهي عبارة عن فرن صغيرة مسطحة مصنوعة من الحديد أو الصاج يفرد عليها طبقة رقيقة من العجين، وهي شبيهة بفرن الكنافة البلدي لكنها أصغر حجمًا، ويصل الخبز إلى درجة النضج المطلوبة في نحو دقيقتين.

ويأكل النوبيون “الكابد” بالملوخية “الإتر” أو الشوربة أو الويكة أو العدس، ومنهم من يستبدله بالخبز، ويأكل به جميع الأكلات، ويخبزه النوبيون بكميات كبيرة، ويحفظونه في الثلاجة ليكون جاهزًا وقت الأكل على التسخين فقط.

مشروبات ذات نكهة خاصة

وفيما يتعلق بالمشروبات أشهرها “الأبريه” ويُقدّم يوميًا مع العصائر والمشروبات على مائدة الإفطار، وهو عبارة عن ماء ودقيق يُعجن بطريقة مميزة، ويتم خبزه على “دوكة حديدية”، حتى يُصبح رقائق هشة، وتكسّر جيدًا ثم تُخزّن لحين إقبال شهر رمضان، ويجري إعدادها بإضافة عصير الليمون، فيوضع على العصير، ويُقدّم على مائدة الإفطار.

اقرأ أيضا:«كابلات».. مبادرة مصرية لزراعة الفن والجمال داخل أطفال المناطق الفقيرة

كما يروي “الأبريه”  العطش بعد صيام طويل، في الطقس الحار بأسوان، يشربه النوبيون مع التمر، الذي يُعد بالنسبة للنوبيين زاد وحياة.

بينما يعد البلح على مائدة رمضان أساسي، عند النوبيين ككل المسلمين في بقاع الأرض، لكن النوبيين لهم طريقتهم في تناوله إذ يُنقع التمر في الماء أو اللبن، أو يتم غليه في المياه ثم يُخرجونه من المياه حتى يصبح طريًا عند وقت الإفطار. إلى جانب المشروبات النوبية الأخرى كالكركديه والدوم، والتمر هندي، وهي مشروبات تعتمد على نقع والغليان في المياه.

أكلات السحور

أكلات السحور أيضا ، تنوعت وتعددت وعلى رأسها “الفتة النوبية” وهي فتة بالزبادي، تُعد بالدقيق والمياه، وتُعجن جيدًا، وتُخبز على الدوكة، لتُصبح مثل الفطيرة الناعمة سهلة التقطيع، ويتم تقسيمها إلى قطع صغيرة ثم يوضع عليها الزبادي واللبن وتوضع في الثلّاجة.

أهالي النوبة
أهالي النوبة

وستظل النوبة بعاداتها وتقاليدها وأطعمتها دليلًا على أن الثقافات المحلية والشعبية هي التي تصنع الفارق، وتميز سكّان منطقة عن الأخرى فهل يستمر النوبيون في المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم رغم كل إغراءات وسطوة العولمة في الايام القامة وحدها؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى