كشفت عملية تشريحة لحوت نافق تم العثور عليه جنوب غرب فرنسا عن مفاجأة؛ حيث وجد الباحثون داخل بطنه على 16 كيلوجراماً من المخلفات البلاستيكية، من عبوات رقائق البطاطس والمكرونة وأكياس.
وبحسب الخبراء فإن الحوت النافق والذي يبلغ طوله 5,15 أمتار، قد تأثر بالمخلفات البلاستيكية التي ابتلعها، ما سبب له مرضاً طفيلياً أضعفه ومنعه من الاستمرار في تناول الطعام بشكل سليم.
وكشف العلماء أن هذا الحوت ينتمي إلى فصيلة الحوت المنقاري، والذي يتمير بالصيد النشط حيث يغوص إلى عمق ألف متر ليتغذى، وخصوصا على الحبار، إلا أنه في هذه الحالة بقيت أنثى الحوت النافقة على السطح وابتلعت ما وجدته.
وعلى خلفية ما ابتعلته أنثى الحوت من مخلفات بلاستيكية ضارة، تعرضت لمرض طفيلي حولها من صياد نشط إلى أشبه بسلحفاة تنجرف وتبتلع البلاستيك معتقدة أنها قناديل بحر، في مشهد يعكس الأضرار التي تسببها مخلفات المواد البلاستيكية على البيئة، وإشارة إلى ضرورة الحد من استخدامها.
العقم والسرطان
وبحسب ما ذكرت صحيفة «إندبندنت» فإن هذه الكتلة البلاستيكية ربما عجلت من موت الحوت، فهي تبطن جدران المعدة والأمعاء. ويمكن أن تسبب انسداداً وتمنع دخول المغذيات إلى الدم، والتي يعتقد أنها حصلت قبل عشرة أيام على الأقل.
وتسعى دول العالم إلى التحول لاستخدام بدائل الأكياس البلاستيكية الصديقة للبيئة، حيث يحتاج البلاستيك لما يقرب من 1000 سنة للتحلل فى التربة وله اضرار كثيرة على الصحة والكائنات الحية.
وتتزايد مخاوف العلماء أن تزيد الجزيئات الدقيقة من مخاطر العقم والسرطان، بعد العثور على تلوث باللدائن الدقيقة فى الأعضاء البشرية.
ويعد الخبراء من جامعة ولاية أريزونا أول من أظهر أن جزيئات البلاستيك الصغيرة – التى تتشكل عندما تتحلل المواد البلاستيكية الكبيرة – يمكن أن تدخل أنسجتنا، وعادةً ما يكون عرض اللدائن الدقيقة أقل من 0.2 بوصة (5 مم) ، ولكن ما يسمى بجزيئات البلاستيك النانوى يمكن أن تكون صغيرة مثل خمسين من عرض شعرة الإنسان.
ومع ذلك فإن أحدث النتائج هى الأولى التى تظهر أنه يمكن أن تتراكم أيضًا داخل الأعضاء البشرية بما فى ذلك الكلى والكبد والرئتين، على الرغم من أن الآثار الصحية لهذا التراكم على البشر غير معروفة، فقد ربط الخبراء تلوث البلاستيك الدقيق بالالتهابات والعقم والسرطان فى الحيوانات.
