«المسجد الأقصى» حافظ تاريخ الأديان الثلاثة وقِبلة العالم لآلاف السنين

لآلاف السنين كان ولا يزال المسجد الأقصى شاهدًا على كتابة تاريخ الأديان السماوية الثلاث وقبلة جميع سكان العالم، وتأتي أهمية المسجد الأقصى لدى المسلمين؛ لقيمته الدينية فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
فضلا عن كونه ثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام، وفي هذا التقرير نسرد الأهمية التاريخية للمسجد الأقصى.

بناء المسجد
اختلف المؤرخون على الشخص الذي وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد الأقصى، فمنهم من قال إن النبي آدم أبو البشر هو من بناه، والبعض يقول أن سام بن نوح وآخرون ذهبوا إلى أن النبي إبراهيم هو من عمد إلى بناء المسجد، وعندما تم إنشاء المسجد الأقصى لأول مرة كان بدائياً حيث تم بناءه من الطوب اللبن، لذا أعيد بناء وتخطيطه أكثر من مرة على مر العصور.
وفي عهد الأمويين كان المسجد على مساحة شاسعة إلا أنه تعرض لهزة أرضية تهدم على آثرها الجانب الغربي والشرقي، ومن ثم تم إعادة ترميمه على يد الخليفة العباسي إلا أنه تعرض لهزة أرضية أخرى وتم ترميمه على يد الخليفة العباسي.

أهميته للمسيحيين واليهود
يحمل الحي الذي يقع فيه الأقصى أهمية كبيرة للمسيحيين، فداخل الحي المسيحي توجد كنيسة القيامة، التي تتمتع بأهمية خاصة لدى المسيحيين في كل أنحاء العالم، إذ يعتقد البعض أن المسيح عليه السلام صلب هناك وقبره متواجد داخل الكنيسة والتي يتصادف أنه من هناك بعث في الناس.
أما بالنسبة إلى اليهود؛ تتمثل أهمية المدينة لوجود حائط المبكى الذي يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبي الملك سليمان، وهو أكثر المواقع قدسية لدى اليهود، كما يعتقد اليهود أنه الموقع الذي كان سيضحي فيه النبي إبراهيم بابنه إسماعيل.

تصميم المسجد
تبلغ مساحة الأقصى نحو 14 ألف متر مربع، وتبلغ أطوال السور الذي يحده من الجهات الأربعة كالآتي:« الغربي 491 مترًا والشرقي 462 مترًا والشمالي 310 أمتار والجنوبي 281 مترًا»، ويمتلك المسجد الآن 4 مآذن تعود لأيام العهد المملوكي، ويتكون المسجد من عدة أبنية، ويحتوي على أجزاء عديدة ومختلفة تصل إلى 200 معلم.
ويضم المسجد رواق أوسط كبير، مقام على أعمدة رخامية يغطيه جملون مصفح بألوان الرصاص، وينتهي الرواق بقبة عظيمة تستند بدورها على أربع دعامات حجرية تعلوها أربعة عقود حجرية.
أما القبة نفسها تتكون من طبقتين داخلية وخارجية، زينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية، ومن الخارج تم تغطيتها بصفائح النحاس المطلية بالذهب، على جانبي الرواق الأوسط يوجد ثلاثة أروقة أخرى لكل تسير بالتوازي مع الرواق الأوسط وأقل منه ارتفاعا.
ويخلط بعض المسلمين في أذهانهم بشأن المسجد الأقصى، فمنهم من يعتبر أن الأقصى هو ذلك البناء ذي القبة الذهبية في إشارة لمسجد قبة الصخرة والبعض الآخر يظن أن الأقصى المبارك هو ذلك البناء ذي القبة الرصاصية السوداء «المسجد القبلي»، إلا أن مفهوم الأقصى الحقيقي هو كل ما يقع داخل السور الذي يحيط بساحة الأقصى وما بداخلها.