تعد «العيدية» أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مصر إلى جانب الكعك والملابس الجديدة.
هذه الهدية التي ينتظرها الأطفال بلهفة وفرحة، وتشكل جزءاً كبيراً من ذكريات الكبار عندما كانوا يحصلون على أوراق نقدية جديدة من الآباء والأجداد ينفقونها على شراء الحلوى والألعاب، وكل ما يُدخِل السعادة على قلوبهم الصغيرة آنذاك، ليعيدوا تكرار المشهد الذي لم يختلف كثيراً مع أطفالهم وأطفال العائلة، فبدونها لا يكتمل العيد.
اقرأ أيضا: أفلام عيد الفطر.. نجوم الكوميديا حاضرون بقوة
تاريخ طويل
يروي المؤرخون أن أصل العيدية في مصر يرجع إلى العصر الفاطمي، حيث كانت توزع النقود على الموظفين والأمراء وقرّاء القرآن في آخر رمضان وكان يطلق عليها اسم «التوسعة».
كان الفاطميون ينثرون الدنانير على العوام الذين يتوافدون إلى أبواب قصر الخليفة بعد أداء صلاة العيد.
ومع قدوم العصر المملوكي كانت العيدية تقدم مع أطباق من الحلوى تحت مسمى «الجامكية»، وبمرور السنوات تحولت إلى عادة يحرص المصريون عليها.
عادات أصيلة
تقول «أمينة السيد» جَدّة لثلاثة أحفاد: «أستقبل أبنائي وأحفادي صباح يوم العيد بأطباق الكعك والبيتي فور، التي أحرص على تقديمها لأحفادي مع بعض قطع الحلوى.
وأضافت لـ«الناس .نت»: «أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى فرحتهم بالعيدية.. فنحن نشعر بفرحة العيد عندما نرى سعادة الأطفال التي لا تختلف بمرور الزمن».
وتابعت: «الاختلاف الذي حدث بين الماضي والحاضر هو قيمة العيدية.. فكنت أحصل أنا وإخوتي على عيدية تعادل 25 قرشاً، بينما كنت أعطي أولادي عشرين جنيهًا، والآن أعطي كل حفيد من أحفادي مائة جنيه».
اقرأ أيضا: إلغاء إجازات القيادات وتقليل الأتوبيسات.. المحافظات مستعدة لاستقبال عيد الفطر
النقود الجديدة
ويتوافد كثير من المصريين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان على البنوك للحصول على النقود الجديدة التي تسبب بهجة مضاعفة للأطفال.
وتوفر البنوك كميات من العملات الورقية من فئات مختلفة لمواكبة الطلب المتزايد من المواطنين عليها في أيام رمضان الأخيرة.
يقول حسام محمد، محاسب بأحد البنوك: «في الأيام الأخيرة من شهر رمضان يكون هناك طلبٌ كبيرٌ على النقود الجديدة، وتطلب مني أسرتي وبعض أصدقائي أن أوفرها لهم من أجل العيدية النقود الجديدة التي تزيد من بهجة العيد».
ويضيف لـ«الناس .نت»: «بشكل عام يكون هناك إقبالٌ كبيرٌ من المواطنين على البنوك للحصول على النقود الجديدة في هذه الأيام، خاصة من فئات الخمسين والمائة جنيه، وهما الأكثر انتشاراً عند إعطاء العيدية للأطفال».
عادة مصرية
لا يقتصر الأمر على إعطاء العيدية للأطفال فقط، بل جرت العادة في مصر أن يعطي الخاطب عيدية لخطيبته عندما يذهب لزيارتها في العيد.
يقول محمد أحمد: «حرصت على زيارة خطيبتي في العيد الماضي، وكان أول عيد بعد الخطوبة، وقدمت لها العيدية، وسأحرص هذا العيد أيضاً على تقديمها مصحوبة بهدية من حلويات العيد المعروفة مثل الكعك والبسكويت».
كما يحرص الزوج على تقديم العيدية لزوجته عرفنا بمجهودها خلال شهر رمضان الكريم.
ويضيف باسم ممدوح لـ«الناس .نت»: «أحرص على تقديم عيدية لزوجتي ومعها هدية رمزية للتعبير عن الامتنان بتعبها ومجهودها خلال شهر رمضان الكريم.. هى جزءاً أساسياً من فرحة العيد ولا تزال موجودة مع اختلاف الزمن والظروف».
