سوشيال ناس

دعم أغاني المهرجانات لـ فلسطين حقيقي أم ركوب لـ«التريند»؟

لا ينتهي الجدل حول أغاني المهرجانات، حتى فاجأ حمو بيكا الجميع بإطلاق أغنية جديدة تدعم القضية الفلسطينية، في وقتٍ يشهدُ فيه العالم تصعيدًا عنيفًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

أطلق حمو بيكا، الأربعاء الماضي، مهرجان «نفديكي يا فلسطين»، بالتعاون مع مؤديي أغاني المهرجانات: علي قدورة، ونور التوت، والموزع فيجو الدخلاوي. موجهًا رسالة تضامن بعض الفنانين مع الأحداث العنيفة التي تتعرض لها فلسطين في الأيام الأخيرة.

ومن كلمات المهرجان الذي طُرح عبر منصة «يوتيوب»: «نفديكي يا فلسطين.. قلبي ونور العين. دمك يا شهيد. مش هيروح بعيد». ويقول «بيكا» في المهرجان: «هنا أرضي، هنا وطني. أنا أدافع عنها بقلبي. مش هرجع ولا خطوة إن شاء الله يروح فيها دمي».

اقرأ أيضًا: جمهور نادي اسكتلندي يرفع العلم الفلسطيني في المدرجات

وظهر مهرجان «نفديكي يا فلسطين» على قائمة الفيديوهات الأكثر رواجا في مصر عبر منصة «يوتيوب»، وطرح في عنوانه هاشتاج #انقذو_حي_الشيخ_جراح. ومصاحبا لصور سابقة من شهداء فلسطنيين، ومشاهد من العلم الفلسطيني. وحصد المهرجان مشاهدات تعدت 200 ألف مشاهدة في ثلاثة أيام.

ليست المرة الأولى

ولا يعتبر مهرجان «نفديكي يا فلسطين» التجربة الأولى للفريق ذاته (بيكا – قدوره- التوت) لدعم القضية الفلسطينية، إذ أطلقوا في مارس من عام 2019 إحدى أغاني المهرجانات الشهيرة بعنوان «يا خاينين»، ومن كلماتها: «فلسطين ومدينة غزة.. فلسطين دي الضرب الحامي. تنزل غزة تلاقي معزة.. فلسطين جوانا بتعيش. أرض غزة مبتجليش. وقت الجد تلاقي هنا جيش».

اقرأ أيضًا: «حي الشيخ جراح» حكاية طبيب صلاح الدين الذي تحول إلى رمز فلسطيني

وقُدم مهرجان «يا خاينين» على ألحان أغنية «يا ستّار» للمطرب المصري محمد حماقي، من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيى وتوزيع توما، في يناير 2019، بالتزامن مع غارات إسرائيلية على قطاع غزة. وشنت قوات الاحتلال أكثر من 50 غارة (مارس 2019م) خلفت 10 إصابات، وتدميرا في البنية التحتية، قبل نجاح الجهود المصرية في احتواء التصعيد.

تجارب سابقة

وشهد الغناء الشعبي المصري محاولات سابقة للدخول على خط القضية الفلسطينية ودعمها فنيا، لعل أشهرها ما قدموا المغني الراحل شعبان عبد الرحيم في أغنية (بحب عمرو موسى)، وذلك في عام 2000، لدعم القضية الفلسطينية، والتي اشتهرت بجملة (بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل). وأطلقت أغنية شعبان عبد الرحيم بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في سبتمبر 2000، وتزامنا مع استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة.

اقرأ أيضًا: منسقة أغاني فلسطينية تواجه عقوبة الحبس لإقامة حفل في موقع ديني

واعتبر الموسيقار حلمى بكر، في تصريح لـ «الناس. نت»، إن أغاني المهرجانات التي تتناول القضية الفلسطينية؛ يُعتبر نوعًا من «اللف والدوران والركوب على التريند»، بسبب اشتعال الأحداث بين إسرائيل وفلسطين.

وتابع حلمي بكر، أن هؤلاء لا يفهمون قيمة القضية الفلسطينية، وأن الأمر ليس تقديم «أي كلام». مُعتبرًا أن مهرجان حمو بيكا الأخير، أشبه بـ «مظاهرة شعبية»، لكنها لا تعبر بالضرورة عن قيمة فنية حقيقية تجاه القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: «خلاويص؟».. مشاهير الفن والرياضة يسددون ديون الغارمات

ويقول «بكر»: «هؤلاء قدموا مهرجان عن القضية الفلسطينية لأن الباقي نايم. كنت أتمنى وجود أغاني جديدة عن القضية الفلسطينية من عمرو دياب أو مدحت صالح أو علي الحجار أو غيرهم».

الناقد الموسيقي محمد شميس
الناقد الموسيقي محمد شميس

ومن جهته، اعتبر الناقد الموسيقي محمد شميس، أن توجه المهرجانات إلى الغناء للقضية الفلسطينية أمر يتواءم مع توجهات سابقة لمؤدي هذا الفن في مصر، كي يعبروا عن قضايا يهتم بها الشارع المصري، وهو ما قد يحقق لهم الانتشار. وبسؤاله إن كان الأمر إيمان حقيقي من صناع هذا النوع من الفن بالقضية الفلسطينية، أم جريًا وراء التريند، يقول شميس إن الأمر يرجع لنيتهم، لكن إصرار أحد الفنون الشعبية على إيصال رسالة مفادها أن إسرائيل لازالت العدو هو أمر جيد ومحمود.

اقرأ أيضًا: هاني مهنا: ابني أدمن المخدرات.. وفشلت في الإنجاب من سميرة سعيدة

ويفسر «شميس»، لـ «الناس. نت»، أن من بين القضايا التي ناقشتها أغنيات المهرجانات كانت قضايا اجتماعية وسياسية. موضحًا أن حمو بيكا نفسه تناول الأزمة الليبية في أحد المهرجانات، وشحتة كاريكا عبر عن قضية العمالة اليومية، وغيرها. ويضيف: «هم خارج الرقابة، يقدمون فنا بلا شركات إنتاج، هذه النوعية من الفن تنطلق من أفراد على طريقة (وان مان شو). من يكتب يلحن وربما يؤدي، وأغلب موضوعات تلك المهرجانات تخرج ربما من جلسة واحدة».

تعليقات إيجابية

وحصد مهرجان «نفديكي يا فلسطين» عد من التعليقات الإيجابية سواء على الفيديو الخاص بالمهرجان عبر منصة «يوتيوب»، أو عبر منصة «تويتر» التي ظهر بها تعليقات إيجابية، بالتزامن مع الأحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل اليوم (الجمعة) لليوم الخامس على التوالي قصفها العنيف جوا وبرا وبحرا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وحيث قتل منذ الاثنين 119 فلسطينيا.

وفي سياق آخر، يواجه مؤدي المهرجانات أزمة الاعتراف بهم من قبل جهات رسمية، إذ كانت نقابة الموسيقيين المصرية قد أصدرت قرارا في فبراير الماضي بمنع مطربي المهرجانات من الغناء في المنشآت السياحية والملاهي الليلية، باعتبار أن كلمات أغانيهم “تحمل ألفاظا متجاوزة وكلمات تخالف العُرف القيمي، وتتعدى على الرواسخ الثابتة للمجتمع المصري”، وفقا لبيان النقابة.

وجاء قرار النقابة حينها، بعد حفل “عيد الحب”، الذي أقيم في إستاد القاهرة الدولي، وأحياه عدد من مطربي العالم العربي، وكان من بينهم بعض مطربي المهرجانات في مصر، والذين غنى فيه حسن شاكوش أغنية “بنت الجيران”، والتي وردت فيها كلمات اعتبرت خارجة عن الذوق العام، تتعلق بـ “شرب الخمور والحشيش”.

ويواجه مطربو المهرجانات في مصر حالة من الجدل حولهم، بين مَن يرى المنع حلا لمواجهة هذه الظاهرة، ومَن يرى أن الأمر يعود في النهاية لذوق الجمهور واختياراته.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى