تستيقظ في الصباح وتشعر بثقل يمنعك من الحركة؛ فليس لديك عضلة واحدة في الجسم تحت سيطرتك، ولا حتى اللسان الذي يدخل كذلك في نطاق هذا الشلل الغامض؛ الذي يُطلق عليه «جاثوم النوم».
يعرف الجاثوم بشلل النوم، هو عرض يصيب الكثير من الأشخاص أثناء النوم، ويجعلهم غير قادرين على التحرك أو الكلام أو تحريك الأطراف، وأحيانا عدم القدرة على التنفس. إضافة إلى أنه شعور بأن هناك شيئا ما جاثم عليهم وهم يحاولون الاستيقاظ دون جدوى. وفي بعض الأحيان يتكرر لدى نفس الشخص مرات متتالية يوميا، أو على فترات متباعدة.
اقرأ أيضًا: هل إطالة فترة النوم تضر بالصحة أم مفيدة؟
وصفت «جمعية النوم الأمريكية» الجاثوم على أنه نوع من الشلل المؤقت. وفسرته كواحد من الاضطرابات التي تؤدي إلى توتر عضلي كامل يمنع النائمين من الخروج إلى الواقع. وهو فقدان مؤقت لوظيفة العضلات أثناء النوم.
وعادةً ما يعاني المصابون بالجاثوم من هذه الحالة لأول مرة بين 14 و17 عاماً، وهي حالة نوم شائعة إلى حد ما. ويقدر الباحثون أن ما بين 4 إلى 5%، من الناس يعانون من هذه الحالة. وأثبتت العديد من الدراسات العلمية أن الحرمان من النوم لمدة طويلة والعوامل الوراثية سببان رئيسيان لحدوث جاثوم النوم؛ الذي يعني باختصار عدم القدرة على التفاعل أو الحركة أو التحدث بصورة مؤقتة عند الاستيقاظ.
اقرأ أيضا: الضوء الأزرق.. أحد مخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت
كما رصد الأطباء عوامل أخرى قد تؤدي إلى تلك الحالة؛ منها الصداع النصفي و انقطاع النفس الانسدادي، الإجهاد، القلق الأرق، حالات الهلع، النوم القهري. فضلاً عن الثبات أثناء النومخاصةً عند الإستلقاء على الظهر لمدة طويلة؛ وهو ما يزيد من احتمالية التعرض للجاثوم، وهناك عوامل أخرى تتعلق بتناول بعض الأدوية مثل أدوية علاج قصور الانتباه وفرط الحركة، وأيضاً تعاطي المخدرات.
كشف خبراء الصحة، أنه يوجد 3 أنواع رؤى تصاحب المصابين بشلل النوم، وربطت تكونها لديهم بالفيزيولوجيا العصبية المرضية، وأطلقت على النوع الأول «الأحاسيس الحركية الدهليزية»، ويعتقد الشخص أنه يطير، أو يشعر بروحه وكأنها خارج جسده.
اقرأ أيضا: بدون أدوية.. نصائح سحرية للتغلب على الأرق
أما النوع الثاني الذي اتفق جميع المصابون بشلل النوم على الشعور به، فهو الاعتقاد بوجود دخيل غريب في الغرفة، والنوع الثالث والأخير أطلقت عليه الجمعية «الكابوس»؛ ويشمل بعض الرؤى الغرائبية التي تختلف من شخص لأخر، وهذا النوع يتسم بالفردية؛ فهو ليس عاملاً مشتركاً بين الجميع.
علاج وارشادات
وفيما يتعلق بعلاج الجاثوم فقد أثبتت الدراسات العلمية أنه لا يوجد علاج محدد حتى الآن، لكن الأطباء عادةً ما يطلبون من المرضى تحسين جدول نومهم والحفاظ على روتين أفضل قبل النوم، وفي الحالات الأكثر تطرفاً، يمكن وصف جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب لهم.
اقرأ أيضا: 5 أطعمة تساعدك في التخلص من النسيان المتكرر
وفي هذا الصدد قدمت «جمعية الصحة الوطنية» بالمملكة المتحدة عدة إرشادات للمساعدة في منع التعرض لشلل النوم؛ شملت النوم من 6 إلى 8 ساعات يومياً، والذهاب إلى الفراش في موعد منتظم كل ليلة، والاستيقاظ صباحاً كذلك في موعد محدد.
اقرأ أيضا: لوريتا هارمس.. قصة طباخة لا تأكل الطعام منذ 6 سنوات
إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بشرط ألا تكون خلال الـ 4 ساعات التي تسبق النوم، والامتناع عن تناول الوجبات الدسمة أو التدخين أو شرب الكحول أو الكافيين قبل النوم مباشرةً، وعدم النوم على الظهر لمدة طويلة.
