الكثير من الشائعات انتشرت الفترة الأخيرة حول وجود كميات كبيرة من البطيخ والخوخ المسرطن الذي يحتوي على مادة بيضاء من الداخل في الأسواق، مما دفع عددا من أعضاء مجلس النواب تقديم طلبات إحاطة، إلى الدكتور مصطفى مدبولي ، رئيس مجلس الوزراء والسيد القصير وزير الزراعة والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة للرد على هذه الشائعات وكشف حقيقتها.
تحرك برلماني
وتقدم النائب أحمد حتة عضو مجلس النواب، عن محافظة المنيا بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء ووزير الزراعة ووزيرة الصحة لمناقشته بلجنة الصحة بمجلس النواب حول حقيقة البطيخ والخوخ المحقون بالهرمونات، والذي يسبب السرطان أو ما أطلق عليه «البطيخ المسرطن» وهي الشائعة التي انتشرت بشكل كبير وأثارت الرعب بين المواطنين.
وتابع حتة أن هناك بطيخ مرشوش بالمبيدات بهدف سرعة نضوجه وطرحه بالأسواق؛ ولكن الشائعات تجاوزت الأمر أن هناك بطيخ مسرطن أو يسبب السرطان، وطالب النائب بحضور الوزراء والمسؤولين أمام لجنة الصحة بمجلس النواب للرد على حقيقة ما يتم تداوله ووجود بطيخ يسبب بطيخ مسرطن.
شائعات مغرضة
ومن جانبه قال الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، عدم صحة الشائعة المغرضة التي طالت محصول البطيخ والخوخ، مشيرًا إلى أنه تم التأكد من سلامة المحاصيل الموجودة في الأسواق حاليًا ومطابقتها للمواصفات القياسية، من خلال برنامج وطني تتبعه الحكومة باستخدام التقنيات الحديثة لرصد المبيدات الضارة المتبقية على المحاصيل الزراعية.
وأوضح «القرش» أنه تم تدريب مطبقي المبيدات الذين بلغ عددهم 12 ألف و180، من أجل التأكد من الاستخدام الآمن للمبيدات في مختلف المحافظات، كذلك حرصت الحكومة على إعداد برامج تدريبية للمزارعين للتعامل مع كل محصول منذ زراعته وحتى حصاده.
ونفى حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية والمتحدث باسم الشعبة، نفى وجود أي نوع من أنواع البطيخ المسرطن بالأسواق، مؤكدا أن ما تم تداوله اليوم غير صحيح، ولن تتقدم الغرفة بأي شكوى عن محصول البطيخ هذا العام.
تصدير البطيخ
ونفى الدكتور السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ما تردد من شائعات حول وجود بطيخ مسرطن في الاسواق، فذكر أن الشائعات تنتشر من البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بدون سند حقيقي حول البطيخ، مشيرا إلى أن مصر تصدر بطيخ ل16 دولة للعالم أكثر من 12 ألف طن ولا توجد شحنة مرفوضة رغم التصدير لفرنسا وروسيا والسعودية وبريطانيا وألمانيا والعديد من الدول الأوروبية.
وأضاف «القصير»، خلال تصريحات تليفزيونية، أن نسبة الحلاوة في البطيخ كبيرة هذا الموسم، كما أن الوزارة تتابع باستمرار وتراقب عبر الهيئات المسئولة وهناك معامل للتأكد من صلاحية الغذاء وهي متخصصة ومرجعية ولديها شهاددات دولية، كما أنه تم جمع عينات من أغلب الأسواق سواء والباعة الجائلين وتم التحليل وثبت خلو كل العينات من بقايا المبيدات.
وأشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى أن صحة المواطن في أولوية اهتمام الدولة المصرية وهناك رقابة على الأسواق للحفاظ على صحة المواطن، مؤكدًا أن محصول البطيخ مثل أي محصول ومن الوارد وجود حالات فردية مرتبطة بسوء تخزين أو ملوث ولكن بوجه عام لا توجد أزمة في محصول هذا العام.
أصناف غريبة
ومن ناحية أخرى قال الدكتور مصطفى الصالحي، خبير الزراعة الحيوية، أن الخوخ كثيرا ما يستهدف بالشائعات بسبب وجود بعض الأصناف غريبة الشكل في الأسواق وهذا ليس دليل على فسادها أو سميتها وإنما هي الهندسة الوراثية التي أتاحت التحكم في البذور المخلفة وإنتاج أصنافا جديدة.
كما أن الهندسة الوراثية فتحت المجال كثيرا أما معامل الأبحاث الزراعية في التحكم في أشكال وخصائص الخضروات والفاكهة وهو الأمر الذي أصبح معتادا في الآونة الأخيرة ولا يعني بالطبع فساد الخضروات والفاكهة.
ويضيف أستاذ الزراعة بجامعة أسيوط أن التغيير في الشكل له تفسير واضح وهو أن هناك تغييرات طرأت على الفاكهة أو بشكل خاص على الجينات الوراثية للتقاوي والبذور، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير في الشكل أو اللون أو الطعم أيضا.
ولفت الخبير إلى أن التغير في الجينات الوراثية ليس ضارا بل بالعكس من الممكن أن يؤدي لتحسين مميزات وخصائص الفاكهة لتكون أكثر مرونة في عمليات الشحن والنقل من مكان الإنتاج إلى أماكن الاستهلاك، كما أنه من الممكن أن ينتج ثمارا بجودة عالية.
