تصادفنا عبارات مثل العلاج بالفن، الشفاء بالموسيقى. الموسيقى غذاء للأرواح، وسبيل شحنها بالطاقة. لكنها كلها جمل غير قادرة على وصف الشعور الذي يصاحب تأليف الموسيقى والاستماع إليها، خاصة إن كانت مقطوعات موسيقية تثير مشاعر نابضة بالحياة.
توصلت دراسات حديثة، إلى أن تأليف الموسيقى والغناء والعزف على آلة موسيقية له تأثير كبير على المهارات المعرفية لكبار السن الذين يعانون من ضعف الإدارك أو الخرف أو مرضى الشيخوخة سواء كانوا يغنون في جوقة أو يلعبون الإكسيليفون.
تأثير مهم على الوظيفة الإدراكية للدماغ
حلل باحثون، من جامعة بيتسبرج، تسع دراسات منفصلة، شملت ما يقرب من 500 شخص بين عامي 2010 و2021 ووجدوا أن تأليف الموسيقى، له تأثير مختلف عن الاستماع إليها، تأثير مهم على الوظيفة الإدراكية للدماغ.
في الدراسات، غنى البعض وعزف البعض الآخر على الآلات الموسيقية الأغاني التي صاحبتهم في طفولتهم أو الأغاني الناجحة من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
قالت جيني دوريس، الكاتبة الرئيسية للدراسة المنشورة في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة: الموسيقى يمكن أن تساعد في الحفاظ على نشاط الدماغ لأنها تتضمن العديد من المهارات المختلفة.
الموسيقى وسيلة التعبير عن النفس بدون كلمات
وأضافت: عندما يكون الفرد في مراحل الخرف المبكرة، أو يعاني من ضعف إدراكي خفيف، تجعله الموسيقى يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة، لذلك تكون الموسيقى وسيلة جيدة للتعبير عن نفسه بدون كلمات.
طُلب من كبار السن العزف على آلات مثل الطبول والكسيلوفون، أو حتى صنع آلات بسيطة بأنفسهم، مثل العزف أو استخدام آلة النفخ.
الدراسات، التي طلبت من الناس المشاركة في جلسات موسيقية لمدة 30 دقيقة إلى ساعتين، أجريت مرة واحدة إلى خمس مرات في الأسبوع، تم إجراؤها بشكل مختلف جدًا بحيث لا يمكن تحليل تأثيرها معًا على كبار السن.
الموسيقى تحسن المزاج والذاكرة
لكن دراسة واحدة شملت 42 شخصًا، بعدما غنوا أغانٍ مفضلة لهم، وجدوا أن مزاجهم تحسن بعد ذلك. وفي الوقت نفسه، أشارت التجربة التي قام فيها الأشخاص بعزف موسيقى مرتجلة، والتي شارك فيها 35 شخصًا، إلى تحسن حياتهم بعد ذلك.
وتخلص نتلئج الدراسة حسب مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، إلى أن الأنشطة الموسيقية يمكن أن تؤخر تدهور الذاكرة، دون أن يحتاج الناس إلى تدريب موسيقي لنحقيق ذلك.
