مبادرة «إنقاذ النحل»: إذا انقرض النحل انتهى الجنس البشري

«إذا ختفى النحل، سينقرض الجنس البشري خلال أربع سنوات على الأكثر». هكذا قال ألبرت آينشتاين، منذ عقود، وما زالت هذه العبارة يتداولها القائمون على مبادرة «إنقاذ النحل»، والتي تسعى إلى القضاء على الأسباب التي تهدد حياة النحل، ما يهدد بالضرورة استقرار النظام البيئي.
قد تكون «النحلة» من الحشرات المزعجة للإنسان، فهي تطن في الأرجاء، وتدخل علب المشروبات الغازية، وتطارد الناس في الشوارع، وأحيانا تشكل لدغتها خطرًا كبيرًا على مرضى الحساسية، ومع ذلك هناك حقيقة بسيطة تقول إنه إذا لم يكن هناك نحل؛ فلن يكون هناك بشر أيضا.

لماذا النحل مهم لبقاء الإنسان؟
وتشير مبادرة «إنقاذ النحل» إلى تواجد «النحل العسال»، في العالم بكميات أكثر من الأنواع والحشرات الملقحة الأخرى، بل هو المسؤول عن تلقيح نحو سدس النباتات المزهرة في العالم. ولهذا يعد أهم ملقح للمحاصيل الغذائية على وجه الأرض. فالبشر مدينون لجهوده في الحفاظ على نظامهم الغذائي الحديث.
اقرأ أيضا: ثروة هائلة.. نباتات غريبة تظهر في الساحل الشمالي
يعتمد ثلث الطعام الذي نستهلكه يوميا على «النحل»، إلى جانب الملقحات الأخرى مثل الخفافيش والخنافس وغيرها. بل إن العديد من الفواكه والخضراوات المحلية والمستوردة تتطلب التلقيح، مثل: الأفوكادو وفول الصويا والهليون والقرنبيط والكرفس وعباد الشمس للزيت، والخيار والحمضيات والخوخ والكيوي والكرز والتوت البري والبطيخ. وكذلك بعض المحاصيل التجارية كالتوت الأزرق واللوز، كما يمكن للنوع العسال تلقيح البرسيم، الغذاء الرئيسي للماشية. ولذا فإن لوجوده أهمية في صناعة اللحوم والألبان أيضا، ناهيك عن مجموعة كبيرة من المنتجات الغذائية المصنوعة من جميع هذه المكونات.

يعاني «النحل العسّال» من التغيرات البيئية، وعدم توازن الرقعة الزراعية. ولكن فكرة أنه ينفق هي صحيحة جزئياً فقط، حسب جمعية مربي النحل الألمان «ديب»، والتي تعلل ذلك بأن نحل العسل يتلقى العناية البيطرية وهو في مأمن مقارنة بالنحل البري.
اقرأ أيضا: منظمة الغذاء العالمية.. ستون عامًا من الحرب ضد الجوع
صحيح إنه لا يمكننا قياس قيمة تلقيح النوع البري من النحل بدقة، إلا إنه من المؤكد أن المحاصيل في جميع أنحاء العالم ستتأثر بغيابه، وهو ما قد حصل في الولايات المتحدة بالفعل. ومن المعروف علميًا مقدار الضرر الذي سيلحق بأمننا الغذائي واستقرار النظام البيئي بغياب النحل البري، حتى وإن لم يكن مقدرًا بدقة.
نتائج وخيمة
تشير جمعية مربي النحل الألمان «ديب»، إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى اضطراب تزامن تفتح الأزهار والإشباع، ما يؤدي إلى موت النحل، وكذلك المبيدات الحشرية، التي تساهم في ارتفاع معدل الوفيات من النحل.
اقرأ أيضا: ابتكار كمامات تتحول إلى زهور بعد التخلص منها
وحسب جمعية «ديب»، يموت النحل أيضًا بأعداد كبيرة، نتيجة تأثير الممارسات البشرية على استقرار السلسلة الغذائية طبيعيًا، وتدمير الموائل البرية التي يحصل فيها النحل تقليديا على طعامه، إلى جانب المشاكل المرتبطة بتغير المناخ.
اقرأ أيضا: بسبب كورونا.. العالم على حافة أزمة نقص غذاء كبرى
والمفارقة المأساوية؛ أن الاستمرار في قتل النحل، يهدد حياتنا على هذا الكوكب، لأن بقاءنا يعتمد على صحة الكوكب، وصحة الكوكب تعتمد أيضا على بقاء وصحة المخلوقات التي تعيش فيه، وعلى رأسها النحل.