بالتزامن مع تفشي وباء كورونا؛ ظهر أحد أكبر الألغاز وأكثره تهديدا للحياة، وهو «نقص الأكسجين الصامت». وذلك حسبما أشارت دراسات عديدة إلى حدوث هذه الظاهرة غير الاعتيادية لدى المصابين بفيروس كورونا.
ويمكن تعريف «نقص الأكسجين الصامت»، بأنه حالة مرضية تنخفض فيها مستويات الأكسجين في الدم عن المعدل المتوسط، ولكن لا يشعر المريض بأي أعراض، لذا لا يعاني من أي متاعب ولا ينتبه إلا بعد أن يتطور المرض محدثا ضررا شديدا في الرئتين.
تقاس نسبة الأكسجين بسهولة باستخدام آلات بسيطة. ويزيد تشبع الأكسجين في مجرى الدم لدى الشخص السليم عن 95%، لكن مرضى وباء كورونا يظهرون انخفاضًا خطيرًا بنسب تصل في بعض الحالات إلى أقل من 40%.
اقرأ أيضا: متى يحتاج مرضى فيروس كورونا إلى دعم الأكسجين؟
اقرأ أيضا: «مع السلامة يا سمورة».. حضور كبير يرافق جثمان سمير غانم في رحلته الأخيرة
يقول الخبراء أن المرضى الذين يعانون من «نقص الأكسجين الصامت»، يعانون من تغيير لون الشفاه إلى اللون الأزرق، وتغير لون الجلد إلى اللون الأحمر، أو الأرجواني، فضلا عن التعرق المفرط. ومع ذلك يمكنهم المشي والتحدث بسهولة، بل تكون معدلات ضغط الدم ونبض القلب أيضًا طبيعية تماما، على الرغم من انخفاض مستويات الأكسجين لأقل من 80%.
فئة الشباب
ويُلاحظ انتشار «نقص الأكسجين الصامت» بشكل خاص عند الشباب، لأن مناعتهم عالية، وبالتالي يمكنهم تحمل قدر كبير من نقص الأكسجين ولذا فهم لا يعانون من أي متاعب ظاهرة.
اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة حول تحورات فيروس كورونا «المثيرة للقلق»
وعلى الرغم من انتشاره بين فئة الشباب لكن أشارت التقارير إلى أن المرضى الأصغر سنا لا يعانون من أعراضه ومتاعبه كضيق التنفس أو الأعراض ذات الصلة حتى ينخفض مستوى التشبع إلى أقل من 81%.في حين تظهر أعراضه على كبار السن عند نسبة تشبع 92%. وبحسب ما نشره موقع بولدكسي بدأ اكتشاف وجود حالات نقص أكسجين لم يلاحظها مرضى فيروس كورونا المستجد اعتباراً من يونيو 2020.
إشارة تحذير
يذكر أن نقص الأكسجين هو إشارة تحذير لفشل وشيك لأعضاء الجسم الحيوية مثل الكلى والدماغ والقلب وعادة ما يكون مصحوباً بضيق تنفس واضح إلا أن نقصه لا يؤدي إلى ظهور أي علامات خارجية واضحة.
اقرأ أيضا: آخرهم سمير غانم.. فنانون توفوا بفيروس كورونا
ويؤكد الأطباء أن هذه حالة خطيرة بين مرضى فيروس كورونا المستجد. وتشير التقديرات إلى هناك ما يصل إلى 30% من مصابي كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى يعانون من نقص الأكسجين الصامت.
أما في بعض الحالات فقد انخفض تشبع الأكسجين إلى ما بين 20 و30%، ما كان سبباً رئيسياً للوفيات بين المرضى في المستشفيات.
هذا وينصح الأطباء المصابين بفحص مستويات الأكسجين في الدم بانتظام. والحصول على أكسجين طبي فورا إذا انخفض مستوى الأكسجين لأقل من 90.
