دراسة تحذر من تعاطي الكحول ومخاطره الصحية

كشفت دراسة حديثة، أن الاستهلاك المفرط في تعاطي الكحول يؤدي إلى فقدان ما يقرب من عام من متوسط العمر المتوقع لسكان 52 بلدا بسبب الأمراض والحوادث الناجمة عن هذه المشروبات. حيث بات تناولها سمة تطبع المناسبات الاجتماعية في كثير من دول العالم، غير أنّ استهلاكها ينطوي على مخاطر صحية ويخلّف آثارا سلبية.
وأشارت الدراسة إلى أضرار كبرى للإفراط في تناول المشروبات الكحولية. محذرة من أن إجمالي الناتج المحلي سيتراجع بنسبة 1,6% في المعدل سنويا، إذا لم تغير البلدان المعنية مستويات استهلاك الكحول لديها.

شجعت منظمة التعاون والتنمية، في تقرير اقتصادي لها، على مضاعفة جهود الدول لمكافحة هذه الظاهرة. خصوصا من خلال الحد من الترويج للكحول لدى الأطفال والتشجيع على رفع أسعار هذه المشروبات. وإلى جانب ذلك أفاد التقرير الذي يتناول 52 بلدا من أعضاء المنظمة والاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين، أن متوسط العمر المتوقع سيتراجع بحوالى 0,9 سنة، خلال السنوات الثلاثين المقبلة، بسبب الأمراض والإصابات الناجمة عن الاستهلاك الضار للكحول.
اقرأ أيضا: جاثوم النوم.. كيف يمكن الوقاية منه؟
وفي عام 2018 أصدرت منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن تقريرا يفيد بأن تعاطي الكحول على نحو ضار قد أودى بحياة أكثر من 3 ملايين شخص في عام 2016، أي بواقع وفاة واحدة من كل 20 وفاة. إذ يسبب تعاطي المشروبات الكحولية على هذا النحو بنسبة تزيد على 5% من عبء المرض العالمي.
دول تصدرت التصنيف
وتقع البلدان الثمانية الأكثر تأثرا بهذا المنحى في أوروبا الوسطى والشرقية. إذ سيتراجع متوسط العمر فيها 1,4 سنة إلى 1,8، مع تصدر ليتوانيا وروسيا وبولندا التصنيف.
اقرأ أيضا: دراسة حديثة: السجق يسبب أمراض القلب والوفاة بنسبة 51٪
ويوجد من بين جميع الوفيات، نسبة تقدر بحوالي 28% بسبب الإفراط في تعاطي الكحول، ما يساهم في زيادة معدل حوادث المرور، وإيذاء النفس، والعنف بين الأشخاص. ووأفاد التقرير أن حوالي 21% من حالات الوفاة حول العالم، يرجع سببها العلمي إلى المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي. ونسبة 19% تُعزى إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويشير التقرير إلى أن النسبة المتبقية حالات الوفاة حول العالم، تعود إلى الإصابة بأمراض معدية، وبأنواع من السرطان، والاضطرابات النفسية، وغيرها من الحالات الصحية، وذلك بحسب عدة أبحاث علمية. هذا وتشير التقديرات على الصعيد العالمي إلى أن هناك 237 مليون رجل و46 مليون امرأة ممّن يعانون من اضطرابات ناجمة عن تعاطي الكحول، وأن معدلات المعاناة منها ترتفع إلى أقصاها فيما بين رجال ونساء الإقليم الأوروبي (14.8% و3.5%) وإقليم الأمريكتين (11.5% و5.1%)، علماً بأنها أكثر شيوعاً بالبلدان المرتفعة الدخل.
واعتمد التقرير الصادر عن المنظمة على مقارنة متوسط العمر المتوقع سنة 2050 إذا ما استمرت الأنماط الاستهلاكية على حالها، مع فرضية أن لا يتخطى فيه الاستهلاك السقف الأقل خطورة والذي حددته المنظمة بكأس من المشروبات الكحولية يوميا للنساء و1.5 كأس للرجال.