في ذكرى وفاته.. محطات في حياة «أبو ضحكة جنان» وقصة حبه المأساوية

تحل اليوم الذكرى ال49 لوفاة الفنان إسماعيل ياسين، «أبو ضحكة جنان». وهو واحد من أشهر فناني الكوميديا في مصر، قدم تاريخا حافلا خلال سنوات طويلة، أمتع فيها الجمهور. وشهدت مسيرته العديد من الأعمال الفنية، ولم تنحصر شهرة أعماله داخل مصر فقط؛ بل ذاع صيتها في مختلف أنحاء الوطن العربي.

طريق النجاح
توفي والد إسماعيل ياسين وهو في سن صغيرة، فهجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه، واضطر للعمل مناديا أمام أحد محال بيع الأقمشة لتحمل مسئولية نفسه، ثم بدأ «سمعة» الملقب ب«أبو ضحكة جنان» طريق النجاح بالانتقال إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، فاقتحم عالم التمثيل عام 1939 عندما اختاره فؤاد الجزايرلي للمشاركة في فيلم «خلف الحبايب».
وامتلك إسماعيل ياسين صفات خاصة جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض، فهو مطرب ومونولوجست وممثل، ولم يكن وسيما ولا جذابا في هيئته أو ملامحه بالقدر الذي يجعله فتى أحلام الفتيات، لكنه جذب قلوب الملايين وانتزع منهم ضحكاتهم، خلال باقة من الأعمال خالدة، والتي مازالت ترسم البسمة على وجوه المشاهدين في الشرق والغرب .
عشق إسماعيل ياسين منذ صغره أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب، وحلم أن يكون منافسا له، وعندما بلغ عامه السابع عشر اتجه إلى القاهرة وعمل صبياً في أحد المقاهي بشارع محمد علي وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، ثم التحق بالعمل مع أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ولكنه لم يجد ما يكفيه من المال فتركها وعمل وكيلاً في مكتب أحد المحامين بحثاً عن لقمة العيش.

دخول الإذاعة
انضم إسماعيل ياسين في بداية حياته، إلى فرقة بديعة مصابني، كمونولوجست، بعد أن اكتشفه المؤلف الكوميدي، أبو السعود الإبياري، الذي كونا معا فيما بعد ثنائيا ناجحا، وكان شريكاً له في مشواره الفني، وتألق في إلقاء المونولوج 10 سنوات من عام 1935 إلى عام 1945، حتى أصبح يقدمها في الإذاعة، ولعب الدور الثاني في مجموعة من الأفلام من أشهرها: علي بابا والأربعين حرامي، ونور الدين والبحارة الثلاثة، والقلب له واحد.
استعان به أنور وجدي في معظم أفلامه، وأنتج له أول بطولة مطلقة عام 1949 في فيلم «الناصح» أمام ماجدة، ثم سعى المنتجون للتعاقد معه بعد أن أصبح نجما لشباك التذاكر، وكان يقدم قرابة الـ16 فيلماً في العام الواحد.

قصة حب مأساوية
كان «سمعة» يحب فتاة تُدعى «سعاد» في فرقة شعبية، كانت رقيقة وجميلة، وقع في حبها وظل يبادلها الشعور من طرف واحد، وكانت نظراته لها مليئة بالإعجاب والحب، وفي يوم من الأيام قرر أن يعترف بحبه لها، فذهب إليها وصارحها بحبه وتفاجئ أنها تبادله نفس الشعور.
طلبت «سعاد» من إسماعيل يس أن يتقدم لها ووصفت له شخص ما بمثابة ولي أمرها، بالفعل ذهب سمعة إليه متشوقًا وبالفعل تمت خطبته عليها.
وكان يس كريمًا جدا، فطوال فترة الخطوبة كان يحضر لها الكثير من الهدايا لها ولأسرتها، ويصرف عليها ببذخ شديد، وقرر سمعة أن يخبرها أنه مل من فترة الخطوبة ويريد الزواج منها، ولكن للأسف كانت الطامة الكبرى عندما اعترفت «سعاد» لإسماعيل يس أنها متزوجة وأن الشخص الذي قابله هو زوجها وأنها كانت تستغله فقط، لم يكن الأمر سهلًا على إسماعيل يس، وتعرض لصدمة عصبية ونفسية دامت لفترة طويلة.
وأصيب «أبو ضحكة جنان» في العقد الأخير من حياته بمرض القلب فتعثر مشواره الفني وابتعد عن الفن وانحسرت عنه الأضواء تدريجياً، كما تراكمت عليه الضرائب وأصبح مطارداً بالديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966م، ثم سافر إلى لبنان وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج، وعندما عاد إلى مصر عمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل حتى وافته المنية يوم 24 مايو عام 1972م إثر أزمة قلبية حادة.