انتشرت حالة من والخوف في مختلف أنحاء العالم، بعد ظهور حالات مصابة بما يسمى «الفطر الأسود»، والذي ظهر أولا في الهند، على مصابي فيروس كورونا، ويهاجم الفك والعين، وقد يتسبب في استئصال الأنف أو العين أو الفم. وبعدها انتشر الفطر الأبيض والأصفر في الكثير من دول العالم، ما جعل الكثيرون يتساءلون عن الفارق بين الأنواع الثلاث، والدلالات اللونية لكل نوع.
الدلالة اللونية
ومن جانبه يوضح الدكتور مجدي بدران، استشاري الأمراض الصدرية، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، دلالة الألوان في الفطريات الأسود، والأبيض، والأصفر، قائلا إنّ الصبغات الملونة شائعة في عالم الفطريات، وبعضها يفرز أصباغ الميلانين «أسود اللون»؛ لتعمل كنظام دفاعي مضاد لفطريات أخرى تعتبر عدوة بالنسبة لها.
وأضاف «بدران»، أنّ هناك فطريات تفرز أصباغ الميلانين لتغلف نفسها بمادة واقية من أنواع معادية من الفطريات، لافتًا إلى أنّ الأصباغ مواد كيميائية عضوية قادرة على امتصاص وعكس الضوء بأطوال موجات انتقائية ضمن المجال المرئي للطيف الكهرمغناطيسي.
سبب التسمية
وأشار استشاري الأمراض الصدرية، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنّ الفطر الأسود سُميّ بهذا الاسم، لأنه ينتج مستعمرات فطرية بيضاء اللون مع نقاط سوداء، علاوة على اصطباغ الأجزاء المصابة باللون الأسود نتيجة حدوث الغرغرينة وموت الأنسجة، أما الفطر الأصفر لوجود صبغة صفراء على الجلد، وكذلك في الفطر الأبيض.
وأشار إلى أنّ الفطريات تصبغ الأنسجة التالفة بلون يميل للسواد دلالة على موت الخلايا، وهذه الفطريات تغزو الأوعية الدموية المحيطة وتدمرها، ما يؤدي إلى نخر الأنسجة وتلفها، مضيفًا أنّ الفطريات تنبت وتمد الخيوط، وتطلق عصارات مدمرة تهضم أنسجة المصاب، وتوفر التغذية للفطريات سريعة النمو.
ما الفرق بين الأنواع الثلاثة
الفطر الأسود عبارة عن عدوى انتهازية فطرية نادرة وتسبب مرضًا خطيرًا وقاتلًا في بعض الأحيان، والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفطريات المخاطية يعانون من ضعف في جهاز المناعة مما يجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية وغيرها من الالتهابات الانتهازية، ويحدث داء الفطر الأسود بسبب عفن موجود في التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق المتعفنة.
بينما تحدث عدوى الفطريات البيضاء بسبب العفن الفطري، الذي يسمى “الفطريات المخاطية” الموجودة في البيئة، في حين أن المرض ليس معديًا، يُقال إن الشخص معرض للعدوى حيث يمكن استنشاق هذا العفن بسهولة من قبل المريض، مما قد ينتشر إلى الأعضاء الحيوية ويسبب مضاعفات.
أما الفطر الأصفر يشير الخبراء إلى أن عدواه على عكس العدوى بالفطريات الأخرى، يمكن أن تكون أكثر ترويعًا بسبب الطريقة التي تؤثر بها على أعضاء الجسم الداخلية، على عكس الفطريات البيضاء والسوداء، يبدأ الفطر الأصفر داخليًا، ويسبب تسرب القيح، وبطء التئام الجروح.
وفي الحالات الخطيرة، يمكن أن يسبب أيضًا أعراضًا مدمرة مثل فشل الأعضاء والنخر الحاد، لذلك، لا يزال من الضروري أن يطلب المرضى المساعدة في علاج العدوى بمجرد أن يبدأوا في ملاحظة الأعراض.
