مشروع القاهرة التاريخية.. محاولة لاستعادة روح الماضي

انطلاقًا من اهتمام الحكومة بالحفاظ على القاهرة التاريخية، تم تدشين مشروع تطوير القاهرة التاريخية عام 1998م، اعتمادًا على دراسة أعدها برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة، وبناء عليه قدمت وزارة الثقافة ورقة عمل للسيد رئيس الوزراء، وتم استصدار قرار بإعداد خطة عمل لاستكمال دراسات مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
تُعد القاهرة التاريخية . سجلتها «اليونسكو» على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1979م. واعتبرتها إحدى أبرز المدن التراثية على مستوى العالم، فهي مدينة حية غنية بآثارها المعمارية والفنية، والتي تروي تاريخا من أيام الرومان، وحتى عصر محمد علي.

أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أنه تم تخصيص حوالي 2 مليار جنيه، للبدء في مشروع تطوير منطقة القاهرة التاريخية. ورأت وزارة الإسكان؛ أولوية مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، حيث يرجع إنشاؤه لأكثر من 700 سنة.

وأفاد بيان رئيس الوزراء، أنه سيتم توفير اعتمادات مالية، أخرى بعد الانتهاء من الدراسات المتبقية لمنطقة القاهرة التاريخية. وأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، هي المنوطة بتنفيذ أعمال التطوير للمشروع. ومن المقرر تشكيل لجان مسؤولة عن استلام ومراجعة المخرجات الفنية من المكاتب الاستشارية. وتحديد حالة الوضع الراهن، لمرافق مناطق التطوير والاحتياجات المطلوبة، وتحديد أسلوب التنفيذ.
استعادة روح الماضي
يقول المهندس خالد صديق، الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، إن تطوير مثل هذه الأماكن هو أمر بالغ التعقيد ويختلف عن تطوير أية منطقة أخرى. واصفا المشروع بأنه محاولة لـ استعادة روح الماضي.
اقرأ أيضا: من هي نورهان الشيخ؟ أول سيدة تترشح لرئاسة جامعة القاهرة
وأضاف أن تطوير هذه الأماكن في ظل وجود السكان فضلا على الحفاظ على النسيج العمراني يمثل تحديا حقيقيا لإنجازه . لافتًا إلى أن المشروع ليس تطوير عمراني مثل إخلاء منطقة ماسبيرو على سبيل المثال وإعادة بنائها من جديد.

خطة التطوير
تشمل الأعمال المبدئية؛ تطوير الواجهات وتحسينها خاصة البنايات الحديثة. حيث سيتم تطويرها ورفع حالاتها الإنشائية، بما يتوافق مع روح المكان والطراز الإسلامي.
اقرأ أيضا: «الأم الأمريكية» تصل القاهرة.. وابنها: أنتظر رؤية ابتسامتها عندما ترى الأهرامات لأول مرة
وإضافة إلى ذلك سيتم استبدال بعض البنايات بأخرى تجارية وسكنية أو متنزهات على حسب الحاجة. كما سيتم التعامل القانوني مع البنايات المرتفعة التي لم تحصل على تراخيص في هذه المنطقة.
كما سيتم تطوير جميع الطرق الداخلية، على نمط البلاط المتداخل (الانترلوك)، ومن الحجارة البازلت، ولن يتم الاعتماد على الطرق الحديثة من «الأسفلت»، وأيضا تحسين الشبكات.
اقرأ أيضا: «من دروبها العامرة».. القاهرة تبوح بأسرارها لـ زيزو عبده في وثائقيات جديدة
وبحسب المهندس خالد الصديق هناك 5 مناطق رئيسية من المناطق التراثية سوف يتم بدء العمل بها فورًا هي : محيط مسجد الحاكم بمساحة 14 فدانا، ومنطقة جنوب باب زويلة بمساحة 8.5 فدان، ومنطقة حارة الروم، وشمال باب زويلة بمساحة 8 أفدنة.
إضافة إلى تطوير محيط مسجد الحسين بمساحة 11 فدان. ومنطقة درب اللبانة بمساحة 10.5 فدان، فيما يتم الاستعداد لعرض مناطق جديدة على رئيس مجلس الوزراء خلال المرحلة المقبلة.