امرأة تتولي إدارة متحف اللوفر لأول مرة منذ 228 عامًا

في حدث فريد؛ قرر الرئيس إيمانويل ماكرون، تعيين السيدة لورانس دي كارز، البالغة من العمر 54 عامًا، في منصب مدير متحف اللوفر. وتعتبر بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب منذ إنشاء المتحف في أعقاب الثورة الفرنسية.
ستشغل «دي كارز»، مدير متحف اللوفر، لمدة ثماني سنوات، خلفا لجان لوك مارتينيز، الذي كان يسعى لولاية ثالثة، لكنه تعرض مؤخرًا لانتقادات كبيرة أثناء سعيه لإعادة تعيينه.

الكتاب الفرنسيين
تنحدر لورانس دي كارز، من عائلة من «الكُتاب الفرنسيين» النبيلة، وهي متخصصة في الرسم في القرن التاسع عشر. بدأت مسيرتها المهنية منسقة في متحف أورسي عام 1994، وتولت عام 2007 مسؤولية وكالة متاحف فرنسا، وهي الهيئة الحكومية الفرنسية المكلفة بإنجاز متحف اللوفر أبوظبي.
وأصبحت «دي كارز» مديرة متحف «دي لا أورانجيريه» في عام 2014، تلاها متحف أورسي في عام 2017، حيث شددت على الدور الاجتماعي للمتحف، وتحت قيادتها، أقام متحف أورسي معرضاً شهيراً لعام 2019 يمثل شخصيات نسائية ذات بشرة داكنة في الرسم الغربي في القرن التاسع عشر، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعيد افتتاح المتحف بعد رفع قيود فيروس كورونا.
وكانت أولى قرارات «دي كارز» بعد تولي إدارة متحف اللوفر تمديد ساعات عمل متحف اللوفر، الذي يغلق أبوابه حالياً في الساعة الخامسة والنصف مساء، من أجل جذب الزوار الأصغر سناً.

تعزيز الحوار
وبحسب بيان صادر عن وزارة الثقافة الفرنسية، ستشمل مهمة الرئيس الجديد كلاً من تعزيز الحوار بين الفن القديم والعالم المعاصر وتوسيع نطاق جمهور المتحف مع إيلاء اهتمام خاص للشباب، وقبل جائحة كوفيد-19، اعتمد متحف اللوفر على السياح الدوليين الذين شكلوا حوالي 75 ٪ من الزوار في عام 2019.
يعد متحف اللوفر أكبر متحف فني في العالم وأكبر نصب تاريخي في مدينة باريس، إذ يقع على الضفة اليمنى لنهر السين، ويعد هذا المتحف الضخم من أهم المعالم الرئيسة لمدينة باريس، وتبلغ مساحة الأرض التي يحتلها هذا المتحف 72،735 كيلومتر مربع، كما يعرض في اللوفر حوالي 38 ألف قطعة يعود تاريخها إلى الفترة الواقعة بين عصور ما قبل التاريخ وحتى القرن الواحد والعشرين.

يُعتبر متحف اللوفر، المتحف الأكثر زيارةً في العالم في عام 2018، حيث استقبل 10.2 مليون زائر، ويقع هذا المتحف داخل قصر اللوفر الذي تم بناؤه على أساس قلعة في أواخر القرن الثاني عشر وحتى الثالث عشر، وقد فقدت قلعة اللوفر وظيفتها في الدفاع بسبب التوسع الحضري، ومن ثم قام فرانسيس الأول بتحويلها إلى مقر رئيس للملوك الفرنسيين، ومن ثم تم توسيع المبنى عدة مرات لتشكيل قصر اللوفر الحالي.