ظاهرة التحرش الجنسي.. مصر والدول العربية في الصدارة

يعاني العالم العربي من تفشي ظاهرة التحرش الجنسي، في أغلب البلاد العربية. وفي الفترة الأخيرة؛ زاد تداول العديد من حوادث التحرش عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حوادث لا يفصل بينها سوى توقيت زمني قصير، بداية من التحرش اللفظي، والجسدي، وصولًا إلى الاغتصاب.
العالم العربي في الصدارة
أظهرت نتائج استطلاع أجراها الباروميتر العربي، الذي يصدر عن شبكة أبحاث جامعة برنستون الأمريكية، عام 2019، أن مصر والعراق والسودان والجزائر والمغرب تأتي في مقدمة الدول التي تنتشر فيها ظاهرة التحرش. بينما تأتي تونس وليبيا والأردن في مرتبة أقل.
وتظهر نتائج الاستطلاع الخاص بـ مصر والسودان، أن 30 شخصًا من كل 100 شخصٍ شاركوا في الاستطلاع، قد تعرضوا للتحرش خلال 12 شهرًا السابقة على الاستطلاع.
وجاء لبنان في المرتبة الثالثة، بنسبة 19%. بينما تساوت نسبة التحرش الجسدي في الجزائر والمغرب عند 23 %. وعن التحرش اللفظي؛ كانت مصر هي الأولى عربيًا، ثم المغرب والسودان واليمن.

نشرت تومسون رويترز، في وقت سابق، دراسة أخرى، تعتمد على استطلاع في مجال قضايا النوع الاجتماعي. وتوصلت فيها إلى أن مصر تعد أكثر الأماكن التي تعيش فيها المرأة مهددة بالتعرض للتحرش الجنسي بشكل يومي. وكذلك مازالت المرأة معرضة للختان التعسفي من قبل بعض الأسر في أقاليم مصر.
اقرأ أيضا: «بلاش تعاكسها» تجوب محافظات مصر لمحاربة التحرش
وفي عام 2016؛ ذاعت قصة «طفلة البامبرز» في مصر، القضية التي هزت الرأي العام، لما مثلته من مشهد مأساوي. وفي 2018؛ برزت ظاهرة التحرش من خلال قضايا متتالية، منها حادثة اغتصاب جماعي لفتاة مصرية من قبل سيدة و4 رجال. وشهدت الجزائر واقعة اختطاف واغتصاب، ثم قتل لطفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها.
وأطلقت الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو، وسما بعنوان «me too»، انهالت عليه بعد ذلك قصص معاناة الفتيات مع التحرش الجنسي. وقد قامت بعض النسوة العربيات بتعريبه إلى «أنا أيضا»، ليحصد آلاف القصص عن معانا الفتاة العربية مع التحرش؛ منذ أول يوم.
وبعد انتحار ضحية اغتصاب أجبرت على الزواج من مغتصبها في عام 2014؛ ألغى المغرب المادة 475 من قانون العقوبات التي كانت تسمح للمغتصبين بتجنب الملاحقة القضائية إذا تزوجوا من ضحاياهم. ولكن هل ردع ذلك المغتصبين بالفعل؟
«فيسبوك».. بوابة فضح التحرش الجنسي
كان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في الكشف عن العديد من حوادث التحرش الجنسي مثل حادث الفتاة المغربية الأخير التي تدعى خديجة من أجل مساندتها علما بأنه ليس الأول.
اقرأ أيضا: كاميرات المراقبة.. عين على المتحرش ودليل للضحية
أما في تونس أيضا التي شهدت هذا الأسبوع، عدة أحداث متتالية لظاهرة الاغتصاب فاختلفت القصص كان أولها تعرض طفلة (15 عاما) للاغتصاب من قبل أكثر من 3 أشخاص على مدار 3 أيام، بحسب ما قالته وزيرة المرأة التونسية نزيهة العبيدي. علما بأن الفتاة تم اختطافها من عقر دارها.
أيضا حادثة اغتصاب لطفلة الثلاث سنوات من قبل شاب يبلغ 23 سنة. ما تسبب في وفاة الرضيعة الى جانب حادثة الطفلان الصغيران وتعرضهما للاغتصاب من قبل رجل مسن.
اقرأ أيضا: طبيب نفسي يفسر لماذا يتحرش بالغون بالأطفال؟
أما عن الشارع المصري فلا تتوقف حوادث التحرش المتتالية. حيث انتشر مؤخرا شريط فيديو يظهر فيه شخص مصري يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد طعنه من جانب رجل تحرش بزوجته على شاطئ من شواطئ مدينة الإسكندرية.

أيضا الحادث الأخير الذي أثار جدلاً واسعاً و هو شريط فيديو قامت فتاة مصرية بتصويره لشاب أثناء محاولة التحرش بها في الطريق. وكذلك واقعة منطقة الطالبية في حي فيصل في الجيزة، لطفلة تبلغ من العمر 11 عاما، حيث تتبعها الجاني حتى دخلت العقار الذي تسكن فيه مع أسرتها وتمكن من استدراجها للطابق الأول من أجل التحرش بها، لمدة استمرت 4 دقائق، ثم هربت منه الطفلة وسارعت بإخبار والدها بما حدث بحسب ما كشفته وسائل التواصل الاجتماعي. ما أعاد للأذهان حادثة متحرش المعادي، التي هزت الرأي العام قبل شهور.
الواقعة الأخيرة
وفي الواقعة المصرية الأخيرة كشفت التحقيقات هوية المتهم وهو أحد السكان الجدد في المنطقة، ويعمل خياطا نسائيا، ومتزوج ولديه أطفال.
فيما استمعت النيابة إلى أقوال أسرة المجني عليها، كما واجهتهم بالمتهم فتعرفت عليه الطفلة،إلا أنه أنكر وبعد مواجهته بفيديو كاميرا المراقبة الموجودة في العقار اعترف بارتكابه الجريمة. وأمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
كاميرات المراقبة
وعقب تداول فيديو المتحرش في واقعة الطالبية التي ربطها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بواقعة متحرش المعادي إلا أن المتهم الأول نفذها في الطابق الأول علوي تفادياً للكاميرات، وليس الأرضي كما فعل متحرش المعادي.
يذكر أن محكمة جنايات القاهرة قد عاقبت المتهم محمد جودت المتحرش بطفلة المعادي بالسجن المشدد 10 سنوات.
فريسة جاهزة للاغتصاب
وفي أحد التفسيرات لانتشار التحرش الجنسي في العالم العربي، يقول المهدي مبروك الخبير في علم الاجتماع التونسي أنه عندما بدأ تأنيث جزء من الفضاء العام شعر الرجل العربي، وكأن هناك من اعتدى على فضائه الرجالي الخاص به إضافة إلى الشعور بأنها فريسة جاهزة للاغتصاب.
وقد يصل الأمر أحيانا لنظرة التلذذ والشماتة في عيون بعض الرجال وكأنهم يرون في ذلك انتقاماً ممن اقتحمت عليهم فضاءهم الذكوري وربما ذلك ما يفسر عدم التدخل للدفاع عن المرأة حين تتعرض للتحرش بحسب قوله.
وأضاف أن العالم الافتراضي والإنترنت كانت عنصرا أساسيا ساهم في انتشار واستفحال الظاهرة نظرا لما توفره من خيال جنسي ما أدى ارتفاع هذه الحالات باحثين عن الحلقة الأضعف المتمثلة في النساء والأطفال.
سترة ذكية للنساء للوقاية من المتحرشين
وفي محاولة للتصدي لظاهرة التحرش؛ ابتكر طلاب يدرسون في مجال صناعة «الروبوت» في إحدى جامعات المكسيك؛ سترة ذكية يمكن للنساء ارتداؤها من أجل الوقاية من المتحرشين.
اقرأ أيضا: اتهامات متبادلة بالتحرش.. أزمة صالح جمعة وصافيناز تشتعل من جديد
يتكون الجهاز من تقنية غير مسبوقة تعاقب كل من يحاول التحرش بفتاة أو طفلة أو سيدة، وهي في شكل سترة تحتوي على زر مخفي يمكن الصغط عليه محدثا صدمة كهربائية بقوة 90 فولت. ونشرت «روسيا اليوم» أن هذه السترة المبتكرة، عبارة عن سترة قطنية تزن 400 جرام، وبها قدرة على إطلاق تيار كهربائي خفيف.