
رحلت عن عالمنا أمس السويسرية الأصل والمصرية الهوى إيفلين بوريه عن عمر ناهز 82 عاما بعد رحلة عطاء استمرت أكثر من 62 عاما داخل محافظة الفيوم، خريجة فنون تطبيقية التي جاءت إلى مصر فى أوائل الستينيات مع والدها حيث كان عمله،و عشقت الحياه بها فقررت قضاء بقية عمرها فى الفيوم وأسست مدرسة الفيوم للخزف والفخار بقرية تونس وتعتبر صاحبة الفضل فى تعليم معظم أبناء القرية وامتهانهم هذه المهنة التى ساروا بمنتجاتهم الى العديد من الدول العربية والأوربية لبيع هذه المنتجات.

منحة سويسرية في الدقهلية
عندما حضرت إيفلين إلى قرية «تونس »بالفيوم بصحبة زوجها فى ذلك الوقت الشاعر الغنائى سيد حجاب أعجبها المكان وسحره وقررت الإقامة فيه طيلة حياتها بل أنها تمنت أن تدفن فى حديقة المنزل بعد وفاتها ولا تفكر فى العودة لبلدها الأصلى سويسرا إلا للزيارات فقط.
وعاشت إيفلين بين فلاحات القرية كواحدة منهن ولمدة 10 سنوات حتى عام 1975 بدون كهرباء أو مياه واستخدمت لمبة الجاز فى إضائة منزلها وشربت من مياه الطلمبة وعاشت سنين طويلة بدون تلفاز ولم تشتريه إلا بعد إلحاح ولديها أنجلو وماريا من زوجها الفرنسى الجنسية ميشيل باستورى .
إيفلين أقامت ورشة لأعمال الفخار والخزف أعقبها إقامة مدرسة لتعليم هذ الفن، وأقامت معرض داخل المنزل الريفى وورشة الفخار وأصرت على أن تلتقى بأطفال القرية الذين يعملون بالورشة لتأصل فيهم روح العمل وأهميته، مثل كل الفلاحين كانت الراحلة تستيقظ مبكرا بل أن ولدها الأكبر أنجلو لم يدخل المدرسة وانتظم بعد ذلك فى فصول محو الامية يتعلم اللغة العربية، وكانت الراحلة تكره من يتحدث أمامها بالإنجليزية أو الفرنسية، وأصيبت مثل باقى الفلاحين وأولادها بالبلهارسيا وتم علاجهم منها وكانت الراحلة تقضى أغلب ليلها فى القراءة وتعشق الاستماع إلى أغانى فيروز .

الجنسية المصرية
كانت الراحلة تحلم بالحصول على الجنسية المصرية قبل وفاتها فكانت مشكلة إيفلين فى مصر هى الإقامة وعندما كانت زوجة للشاعر الغنائى الراحل سيد حجاب كان من السهل الحصول على الجنسية المصرية لكن الفرصة فاتتها عقب الانفصال عنه ولم تفكر وقتها فى هذا الأمر وقضت معظم حياتها فى قرية تونس كفلاحة مصرية وكانت تتحدث العامية.
وكان للراحلة إيفلين تأثير واضح فى المجتمع الريفى وقد أقامت داخل منزلها مدرسة لصناعة الفخار والخزف يتعلم فيها أبناء القرية هذه الحرفة ، ولم تبخل بشىء وساعدت كثير فى إقامة ورش مستقلة لهذه الصناعة حتى بلغ عدد الورش لأكثر من 15 ورشة وكانت سبب مباشر فى شهرة القرية عالميا .

ومن جانبها أكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي أن مصر لن تنسى ايفلين السويسرية الجنسية.. المصرية القلب فهى أيد مبدعة وكريمة أحبت مصر ودعمت قطاع صناعة الخزف فاحبتها مصر وفتحت لها آفاق لن تنتهي برحيلها وستستمر إسهاماتها تثري صناعة الخزف في مصر.
وقالت إن الوزارة والقطاع الحرفي بأكمله لن ينسى الدور الكبير الذي لعبته إيفلين بوريه في قرية تونس بمحافظة الفيوم، وتأسيسها مدرسة لتعليم الصغار من أبناء وبنات القرية صناعة الفخار والخزف فساهمت في تحويلها إلي واحدة من أشهر القري السياحية وتقدمت بخالص التعازى إلى ابنها أنجيلو، وإلى أهالي قرية تونس بالفيوم.



