سوشيال ناس

باعت ممتلكاتها من أجل المغامرة.. حكاية سيدة جابت العالم بمفردها سيرًا على الأقدام

في تصرف غريب ومفاجئ للجميع قررت أنغيلا ماكسويل أن تجوب العالم بمفردها سيرًا على الأقدام، لتوطيد الصلة بينها وبين العالم من حولها.. وبعد رحلة امتدت لست سنوات قطعت خلالها 20 ألف ميل، عادت إلى وطنها بهذه العلاقة القوية بالعالم ومعلومات لا حصر لها عن العادات والتقاليد في مختلف دول العالم.

امرأة تجوب العالم
امرأة تجوب العالم

ما سبب الرحلة ؟

ولم تكن ماكسويل تخطط لقطع هذه المسافة الشاسعة حول العالم سيرا على الأقدام. لكنها في إحدى الأيام استرقت السمع لحديث في مركزها لتعليم الفنون حول رجل جاب العالم سيرا على الأقدام، ولم تكد تمر تسعة أشهر حتى عزمت على الرحيل.

لم تفكر ماكسويل في هذه الرحلة هربا من ألم فقدان أو لنسيان مرارة هزيمة أو أزمة شخصية، بل عندما قررت أن تقطع هذه المسافة الطويلة سيرا، كانت في مستهل الثلاثينيات من عمرها، وتدير مشروعا ناجحا وكانت مرتبطة بعلاقة عاطفية.. وتقول «كنت أظن أنني سعيدة، لكن عندما استرجع الآن حياتي قبل السفر، أرى أنني كنت أبحث عن المزيد، ربما كنت أبحث عن توطيد علاقتي بالطبيعة والناس، من خلال العيش على الكفاف والتواصل مع العالم من حولي».

جابت العالم سيرًا على الأقدام
جابت العالم سيرًا على الأقدام

مخاطر المغامرة

عانت ماكسويل كثير من المخاطر في تلك المغامرة بداية من حروق الشمس وضربة الشمس في صحراء أستراليا وأصيبت بحمى الضنك في فيتنام.. واكتشفت ماكسويل أن المشي سيخفض نصيبها من انبعاثات الكربون، فضلا عن أن المشي بخطوات بطيئة سيساعدها في الانغماس كليا في الطبيعة ومقابلة أناس كانت تمر بجانبهم بسيارتها في المعتاد، والتعرف على ثقافات أخرى لا يعرفها سوى الأشخاص الذين يقطعون مسافات طويلة مشيا.
واكتشفت ماكسويل عالما من المستكشفات اللائي شجعنها على هذه الخطوة..فقد وقعت في غرام كتابات روبين ديفيدسون، التي طافت أستراليا على ظهر الجمال.. كما تعرفت على فيونا كامبل، التي كانت تقطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام. وقرأت جميع أعمال روزي سيويل بوب، التي سافرت من أوروبا إلى نبيال في سيارة أغراب استوقفتهم على الطريق، وأبحرت حول العالم واجتازت تشيلي على ظهر جواد. وعندما بلغت 59 عاما، قررت أن تجوب العالم ركضا.

وتقول ماكسويل:«قرأت هذه الكتب على أمل العثور على التشجيع الذي كنت أحتاجه. وقد تحقق مرادي، فقد شجعتني القراءة عن التحديات والصعاب التي واجهتها هؤلاء الكاتبات وكذلك انتصاراتهن، على السفر. فقد كانت كل قصة من قصص هؤلاء النساء مختلفة عن غيرها، ومنحتني قصصهن الثقة لخوض تجربة المشي».

ماكسويل لفت العالم سيرًا على الأقدام
ماكسويل لفت العالم سيرًا على الأقدام

باعت ممتلكاتها

وبمجرد أن عقدت ماكسويل العزم على السفر، باعت ماكسويل جميع ممتلكاتها وحزمت أمتعتها. فقد ملأت عربة صغيرة بمعدات التخييم التي تزن 50 كيلوغراما، وطعام مُجفف ومرشح للمياه يستخدمه عادة عناصر الجيش، وملابس تناسب الفصول الأربعة.
وقد وضعت ماكسويل خطة لنفسها في البداية، لكنها سرعان ما أدركت أن المنعطفات والطرق الجانبية هي التي تصنع المغامرة، ولهذا رغم أنها كانت تسير في اتجاه معين، إلا أنها كانت تتبع حدسها عند الانعطاف يمينا أو يسارا.

ولم تمر رحلتها دون معاناة، فقد أصيبت بحروق شمس وضربة شمس في صحراء أستراليا، وحمى الضنك في فيتنام. وتعرضت للاعتداء والاغتصاب على يد أحد البدو الرحل الذي اقتحم خيمتها في منغوليا، وسمعت طلقا ناريا أثناء التخييم في تركيا، وتعلمت مع الوقت أن تنام دون أن تغلق إحدى عينيها وأذنيها، وكانت تستيقظ فزعة من فكرة النوم العميق. وقد توقعت ماكسويل أن تتعرض لصعوبات من جميع الأنواع، رغم أنها لم تكن تعرف طبيعة هذه الصعاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى