وسط التطورات المتلاحقة، التي نشهدها بعد انتشار مرض الفطر الأسود بين مصابي فيروس كورونا، تزايدت التساؤلات عن كيفية انتقال العدوى إلى الجسم ومن ثم إلى الدماغ .فكيف يحدث ذلك؟
بيئة مثالية
انخفاض الأكسجين والإصابة بمرض السكري، وارتفاع مستويات الحديد ونقص المناعة، فضلا عن اقتران ذلك بعوامل أخرى مثل طول فترة البقاء في المستشفى على أجهزة التنفس الصناعية، تلك هي البيئة المثالية لانتشار عدوى «الفطر الأسود» بحسب «وكالة رويترز».
كيف ينتقل؟
في هذا الصدد كشف أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث سابقا الطبيب «هاني الناظر»، أن الفطر الأسود ينتقل إلى مرضى كورونا عن طريق أنابيب الأكسجين، مضيفا أنه لا يرتبط مباشرة بفيروس كورونا المستجد.
وأكد الناظر أن الداء الأسود هو عدوى فطرية تنمو في الأماكن الرطبة، وتصيب الجلد والعين والفم والشفاه والأنف والجيوب الأنفية، وقد يظهر على هيئة حبوب وبثور وقرح يصاحبها لون أسود.
انتقاله إلى الدماغ
أما عن كيفية انتقاله إلى الدماغ ، فيحدث ذلك من خلال الجيوب الأنفية، حسبما أكده رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب الدكتور «راكيش جوبتا»، أنه من بين 368 مريضا بمرض الفطر الأسود، أظهرت دراسة أولية أن 55 منهم مصابون بالعدوى في أدمغتهم، فيما تم تأكيد ذلك من خلال التصوير المقطعي.
اقرأ أيضا:الصحة العالمية: الفطر الأسود لا علاقة له بـ «كورونا» ولا داعي للخوف
اقرأ ايضا:مصر تعتمد علاجًا جديدًا ضد كورونا
وعلى الرغم من وجود المرض منذ سنوات طويلة، إلا أنه ارتبط بفيروس كورونا المستجد، خاصة بعد تفشي الموجة الثانية للوباء في الهند لأنها أوجدت البيئة المثالية للداء المميت.
وفي وقت سابق نقلت رويترز أن الفطر الأسود يرتبط بشكل وثيق بمرض السكري وحالات ضعف جهاز المناعة إضافة إلى أن زيادة استخدام أدوية بعينها لعلاج كورونا ربما يكون سببا في تزايد حالات الإصابة.
أعراض إصابة الدماغ
وعن الأعراض الأولية التي ظهرت في حالة إصابة الدماغ بمرض «الفطر الأسود»، كانت صداع في الرأس والقيئ إضافة إلى فقدان الوعي في الحالات المتقدمة.
اقرأ ايضا:كورونا يتحور 3 مرات شهريًا.. وضعاف المناعة في خطر
ومن العلامات أيضا وفقا لدكتور جوبتا، فقد ظهر على بعض الحالات عقب خروجها من المستشفى. عوارض مثل السكتات الدماغية، و مشكلات في التحدث، بالإضافة إلى ضعف في الجانب الأيمن من الجسم. لافتا إلى اكتشاف الإصابة بعد إجراء الخزعة ودراسات زراعة الأنسجة.
وكانت الإصابة بالمرض تقع في الجزء العميق من الدماغ أو المهاد كما يسمى، حيث ظهرت بقع بيضاء وسوداء، تبين لاحقا أنه الفطر الأسود. بينما لم يتم العثور على أي أثر للداء في العين أو الأنف أو العصب الحجاجي في الشق المداري الذي يدخل من خلاله الفطر عادة إلى الجسم.
هذا ويمكن علاج المرض إذا تم اكتشافه مبكرا من خلال دواء «أمفيتروسين ب»، بينما في حالة تفاقم الإصابة ففد يتم استئصال العين وإزالة أجزاء من الوجه بل قد تتدهور الحالة وتصل للوفاة بحسب الأطباء.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية صرحت أمس، في بيان لها، إنه لا ينبغي القلق من مرض «الفطر الأسود»، لأنه لا يمثل تحديا صحيا. مشيرة إلى أن أعداد الإصابات محدودة للغاية.
