رأي الناس
أخر الأخبار

نوال مصطفى تكتب: هل نختلف نحن البشر عن الحيوانات؟

هل نختلف نحن البشر عن الحيوانات؟ سؤال طالما حير العلماء، والفلاسفة، والأدباء. البعض قال إن العقل هو ما يميز الإنسان عن الحيوان. لكن الدراسات العلمية الأخيرة، أثبتت أن الحيوان أيضًا له عقل، وقادر على التفكير، وتدبير أمر غذائه، وصيانة الأمان لنفسه ولأسرته.

رأيت أكثر من فيديو ملهم، وجميل، أولها: لغراب يلقى بثمرة «عين جمل» من فوق الشجرة، فى شارع مزدحم بالسيارات، يظل ينظر من فوق على عجلات السيارات المسرعة، ويتمنى أن تمر إحداها فوق ثمرته، يستخدم أزمة المرور كـ«كسارة البندق» تكسر القشرة القاسية والثمرة اللينة داخلها إلى قطع صغيرة.

يتحين الغراب إشارة المرور التى تتوقف عندها السيارات، فينزل بسرعة، ويأكل طعامه الذى أصبح جاهزا، ومعدا له على مقاس منقاره الصغير.

 وفي مقطع فيديو آخر؛ شاهدتُ دولفين يسبح في المحيط، ثم ينزل إلى الأعماق ليأتي بالطين، ويصنع دائرة ذات محيط كبير، على هيئة فخ، كأنها شباك صياد محترف، تدخل الأسماك التى انطلى عليها مكر الدولفين داخل الدائرة، فتفاجأ بفم كبير يتلقفها على الفور، ويقذف بها إلى جوفه الهائل.

اقرأ أيضًا: حلم البيئة النظيفة يبدأ.. نفايات البلاستيك تتحول إلى وقود للطائرات

وأذكرُ في مقطع فيديو يصور شمبانزي صغيرًا، وهو يلتقط ثمرة جوز هند كبيرة ذات قشرة قاسية. يضعها على الأرض، ثم يأتي بحجر، ويحاول أن يكسرها، يفشل، ويحاول، ويعاود الكرة لأكثر من عشر مرات، حتى تنكسر أخيرا بعد محاولات مرهقة جدًا، ومستميتة منه من أجل الحصول على طعامه المخبوء داخل القشرة الخشنة. ثم يحملها بسعادة ويصعد فوق الشجرة ليأكلها بـ«مزاج».

إذن فالحيوانات تفكر، وتبحث عن حلول لتنجو من الخطر، وتحصل على طعامها. إنها غريزة البقاء إذن؛ وأمامها لا فرق بين إنسان وحيوان. لكن التفكير كذلك ثبت إنه ليس دائما شيئا يبعث على الأمان أو الراحة، بل إنه أحيانا يصبح مصدرا للقلق الشديد، والخوف.

لا تتعجبوا من هذا الكلام. إنه صدر عن تجربة علمية قام بها مجموعة من الباحثين فى جامعة فرجينيا الأمريكية. قامت التجربة العلمية على مجموعة من الناس، جعلوهم يجلسون فى غرفة خالية من تسلية أو تشتيت للتفكير «بلا تليفزيون- راديو- كتب- أوراق وأقلام – ولا هواتف محمولة» لا شيء على الإطلاق يمكن أن يفعله الإنسان فى خلوته مع نفسه. جعلوا أفراد هذه المجموعة يقضى كل منهم من ستة إلى خمسة عشر دقيقة فى غرفة منفردًا. وعندما سألوهم أجاب معظم الأشخاص إجابات سلبية تعبر عن القلق الشديد، وعدم الارتياح وقت التجربة.

اقرأ أيضًا: في يومهم العالمي.. ماذا يحدث لحيوانات المعامل؟

ثم كرروا التجربة مع مجموعة ثانية بنفس الظروف مع فرق واحد هو إعطاء كل منهم بطارية يمكن أن يصيب نفسه بها بصدمة كهربائية، النتيجة الغريبة كانت أن 67% من الرجال استخدموا البطارية الصاعقة وقالوا فى نهاية التجربة أن القليل من الألم أفضل من الملل وعدم الارتياح والوحدة، و25% من النساء فعلوا وقالوا نفس الشيء!.

وأنت ما رأيك فى كل تلك التجارب للحيوانات والبشر؟ وهل تفعل مثلهم لو كنت مكانهم؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى