مظاهرات لتدمير مقام أبي حنيفة.. والسوشيال ميديا تشتعل

شهدت منطقة الأعظيمة، في العاصمة العراقية بغداد، مظاهرات دعى لها متطرفون بغرض هدم مسجد ومقام الإمام أبي حنيفة النعمان، وتمثال الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، الأمر الذي قوبل بانتشار أمني كثيف.
واشتعلت هذه الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظمها ناشطون ومدونون، على صلة بفصائل مسلحة وجهات تابعة لإيران. وتهدف مثل هذه الفصائل والتنظيمات إلى هدم معالم التراث العراقي، بدعوى خلافات تاريخية مع الإمام جعفر الصادق. وامتدت تلك الدعوات إلى المطالبة بهدم مرقد الإمام أبي حنيفة. وانتشر المئات من عناصر الأمن العراقي، حول محيط مسجد أبي حنيفة، ونصبوا نقاط التفتيش، ومنعوا المارة من الاقتراب، تحسباً لأية تجمعات مفاجئة من قبل الداعين لذلك، فيما أغلقت مداخل المدينة، بوضع الحواجز الإسمنتية، لتخفيف الازدحامات الحاصلة بداخلها.

قاتل الإمام
وكتب مؤيدون للدعوة من شيعة العراق عن سبب هدم التمثال أن المنصور هو من قتل الإمام جعفر الصادق من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب.. وقد غرد الباحث في تاريخ الأديان عباس شمس الدين حول السبب الداعي إلى تدمير تمثال المنصور، إن بني العباس سجنوا وعذبوا كل من الامام أبي حنيفة النعمان حتى مات، الإمام مالك بن أنس، الإمام الشافعي ثلاث مرات، الامام أحمد بن حنبل.
اقرأ أيضًا: حملة شبابية تثير القضية.. كيف تحمي نفسك من الجريمة الإلكترونية؟
وكتب الناشط السياسي عماد مسافر عبر حسابه على تويتر «يجب أن تزال أصنام قتلة آل البيت عليهم السلام من بغداد لأن وجود هذا الصنم استفزاز لمشاعر الأغلبية التي تسكن بغداد».

بينما قوبلت دعوات تدمير وهدم تمثال أبي جعفر المنصور، ومقام الإمام أبي حنيفة؛ بردود أفعال غاضبة. وطالب عراقيون سلطات بلادهم بالتصدي لمثل هذه الدعوات وحماية تراث بغداد. مشيرين إلى أن «المنصور» بنى بغداد، بينما لم يستطع الآخرون تقديم شيء لها سوى الدمار.
اقرأ أيضًا: نادية العراقية.. فنانة تحدثت عن «عنبر الموت» وخسرت معركتها ضد كورونا
وقال أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بغداد عبد الستار الجابري إن أبا جعفر المنصور بنى أعظم حضارة في الدنيا وكانت كل الأنظار ترنو إليها من كل حدب وصوب، فماذا أنتم فاعلون لبغداد غير تحطيمها.

منطلقات طائفية
ومن جانبه، قال إمام وخطيب جامع أبو حنيفة، الشيخ مصطفى البياتي، إن تلك الحملة تنطلق من منطلقات طائفية، وأهدافها تشبه أهداف تنظيم داعش الإرهابي، ولا تعدو إلا أن تكون حملة خفافيش ظلام، ونوه إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات أمنية مشددة، حول مسجد ومرقد الإمام الأعظم، بالإضافة إلى أن علماء المسجد متفهمون لما يحدث، وهم على تواصل دائم مع السلطات الأمنية، والقوات المكلفة بحماية المسجد، والجهات الأمنية بمختلف صنوفها.
فيما قال ضابط في وزارة الداخلية العراقية، إن وحدة الرصد ومكافحة الشائعات رصدت منذ يومين دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، تطلقها حسابات وهمية، وغير معرفة، تدعو إلى هدم بعض المراقد، وكذلك النصب والتماثيل.
وأضاف أن الدعوات تنطلق من دعوات طائفية، ومتطرفة في تفسير الوضع العراقي، كما صدرت أوامر من القيادة العليا، بضرورة التحرك، ووقف تلك الخطابات التي تحرض على الكراهية والعنف وتغذي الفكر المتطرف.