
في قاعة تدريبات ملاكمة بمدينة بني سويف، تقف صباح عبد الحليم صقر البالغة من العمر 36 عاما، أول مدربة ملاكمة رجالي، شامخة وصلبة البنيان، تدرب الشبان حولها على رياضة الملاكمة.. تكيل لهم الضربات القوية أحيانًا، وفي أحيان أخرى تتصدى بيسراها لضربة قاضية تكاد تفتك بوجهها.
امرأة مدربة ملاكمة رجال، الأمر الذي يثير ذهول كل من يسمع عن قصتها، خاصة وأنها من صعيد مصر، الذي يزال يرفض عمل المرأة في الكثير من مهن الرجال، وبالتالي كان كفاح صباح كبير للغاية بداية من العادات والتقاليد التي تقيدها وكلام الناس حولها، إلا أنها حولت كل هذه المشاكل إلى درع يدفعها للأمام ولا يثبط من عزيمتها.

عشرات الميداليات
نجحت صباح الأم لابن وحيد في الفوز في عدة بطولات وحصد عشرات الميداليات قبل أن تبدأ في التدريب بعامين، وتدرب الآن نحو 20 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما.
وتحكي صباح عن بدايتها مع تلك التجربة « بدأت البوكس بالصدفة… لم أكن أحبه … كنت أخاف على وجهي، وبعدها تعودت.. وأهلي لم يتقبلوا هذا الوضع في الأول، ففي الصعيد بالنسبة لهم التمرينات وهذه الأمور في الملاكمة بالذات أمر صعب وأن تكون بنت هي المدربة فكانت هذه الفكرة أكثر صعوبة لكن مع الوقت تقبلوا الوضع، ووجدوا أنني أدرب بجدية كأي مدرب شاب، وأقوم بتمرينات قاسية جدا فأحبوا الأمر».

فيما قال عمرو صلاح الدين المتدرب لدى صباح «في الأول والله لم أهضم الموضوع أبدا، يعنى ان بنت تدرب ولدا هو أمر ليس لطيفا، أو ليس مستحبا في الصعيد لكن ما شاء الله خبرتها وتفوقها خصوصا في بلد أرياف لا يوجد بها مدربون كثر في مجال الملاكة جعلنا نمشي معاها خطوة خطوة ونتقبل أنها تدربنا والحمد لله هي جيدة جدا في التدريب ونحن نتحسن معها في التدريب».
وعاد عمرو يشيد بقدرات صباح داخل ساحة الملاكمة، والمهارة الكبيرة التي تتمتع بها في التدريب والتي لا يمتلكها الكثير من المدربين الشباب في نفس عمرها، وذلك ما دفع الكثير من لاعبي الملاكمة يقبلون على التدريب تحت يديها لتنمية مهاراتهم بشكل كبير وتحقيق ميداليات محلية وأولومبية.