حكايا ناس

«بوابات الجحيم».. لغز الصحراء الذي حير العلماء

المسافرون وعاشقي الترحال فقط من لاحظوا حفرة منصهرة شاسعة في صحراء تركمانستان، والتي تعرف باسم «بوابات الجحيم»، وهى حفرة كبيرة تستعر بها النيران منذ عقود، وبات معرفة سر هذه النيران لغز كبير يحير العلماء منذ عشرات السنين.

وتركمانستان دولة صحراوية، تغطي الكثبان الرملية الحارقة لصحراء كاراكوم 70 % من الدولة.. وعندما تذهب إلى تلك الأراضي الوعرة الجافة التي تبلغ مساحتها 350 ألف كيلومتر مربع لأيام لن ترى سوى قمم تلال رملية لا حصر لها ووديان صحراوية قاحلة.

وعندما تشق طريقك نحو شمال وسط الصحراء، ستجد نفسك أمام مشهدا يبدو وكأنه من عالم آخر.. فوهة بركان دارفازا التي تشتعل النيران بداخلها، والحرارة المرتفعة من بوابات الجحيم تأكل الوجوه الناظرة، وهي حفرة غاز منصهرة تضطرم فيها النيران منذ عقود.

اقرأ أيضًا: في يوم التراث العالمي| تعرف على 7 مواقع أثرية مصرية مسجلة باليونسكو

الحفرة المشتعلة
الحفرة المشتعلة

اكتشاف الحفر

وأكد الكثير من العلماء والدراسات أن اكتشاف هذه الحفرة يعود إلى عام 1971، حين كان الجيولوجيون السوفييت ينقبون عن النفط في الصحراء ثم ارتطمت معداتهم بأحد جيوب الغاز الطبيعي، وهو ما أدى إلى انهيار الأرض وتشكيل ثلاث حفر كبيرة.

وانتشرت عدة أقاويل أن الجيولوجيين أشعلوا النيران في إحدى الحفر، لمنع تسرب الميثان من الحفرة إلى الغلاف الجوي، وكانوا يظنون أن النيران ستنطفئ بعد أن ينفد الغاز من الحفرة في غضون أسابيع إلا أنه حدث العكس وزاد الحكم النيران بشكل فاق توقعات الجميع.

اقرأ أيضًا: الرمال مهددة بالاختفاء.. العالم في خطر لهذا السبب

مقصد سياحي في تركمانستان
مقصد سياحي في تركمانستان

لغز الحفرة

وفي عام 2013، انطلق المستكشف الكندي جورج كورونيس، في أول رحلة لسبر أغوار الحفرة ، واكتشف أن لا أحد يعرف كيفية تكوّن هذه الحفرة المشتعلة بالنيران كالجحيم.

ومن ناحية أخرى يقول علماء الجيولوجيا التركمانيون، إن الحفرة التي يبلغ اتساعها 69 مترا وعمقها 30 مترا، تكونت في الستينيات من القرن الماضي، ولم تشتعل بالنيران سوى في الثمانينيات من القرن الماضي.

استكشاف أبواب الجحيم
استكشاف أبواب الجحيم

خاصة وأن الغاز والبترول في تركمانستان اكتسبا أهمية كبيرة في عهد الاتحاد السوفيتي، وهناك سجلات توثق أصول هذه الحفرة، وصنفت كمعلومات سرية وأصبحت محاطة بالكتمان فقط، وباتت هذه الحفرة المشتعلة التي تقذف الميثان واحدة من أهم المقاصد السياحية في هذا البلد الذي لا يزوره سوى 6000 سائح سنويا.

وشهد العقد الماضي آلاف السياح من كل حدب وصوب يأتون للاستمتاع برؤية مشهد هذه النيران المتوهجة التي تضيء سماء الصحراء، بينما تنحدر الشمس وراء الكثبان الرملية بصحراء كاراكوم.

اقرأ أيضًا: حلم إنشاء مجتمع زراعى متكامل فى الدلتا الجديدة ينتظر النور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى