حكايا ناس

محمد عليوة.. تجربة انتحار فاشلة علمته النجاح في الحياة

في شوارع بورسعيد الجميلة، وهو يتنزه مع خطيبته، تعرض محمد عليوة إلى حادث، أفقده القدرة على الحركة تمامًا. كان يجلس محمد مع خطيبته في مقهى بجوار الشاطئ، وفجأة قرر القفز من المقهى إلى الماء، لكنه لم يكن يعلم أن الوقت كان وقت الجذر وانحسار المياه عن الشاطئ، ليسقط على رأسه ويصاب بشلل رباعي منعه من الحركة.

لكن بعد الحادث الأليم، تمكن الرجل من التحول إلى شخص يقدم محتوى تحفيزيا يساعد الناس ويلهمهم على كيفية الصبر على المصائب وتجاوزها.

محمد عليوة
محمد عليوة
الأسرة سند

«دعم أهلي كان مهما جدا». يقول «عليوة» في تصريحات لصحيفة «سكاي نيوز»: «تغيرت حياتي فجأة، بعد أن كنت سليما؛ أصبحت مصابا بشلل رباعي، وقد استغرقتُ وقتا ومراحل كثيرة مررت بها لأعتاد على الواقع الجديد. أخي إسلام الذي يصغرني بعام ونصف؛ أصبح مركز دائرتي وأعتمد عليه في حياتي».

بعد أن حصل محمد عليوة على مؤهل متوسط ارتبط بابنة خاله، وخرج معها في 8 يونيو 2012 للتنزه. يقول: «كان هناك مقهى معروف داخل الشاطئ، وهناك صعدت لأعلى المقهى وقفزت باتجاه المياه في الأسفل، لكني لم أكن أعلم أن المياه قد انحسرت بسبب الجذر، لأصطدم بالقاع بمقدمة رأسي».

أصيب عليوة بالشلل الرباعي مباشرة، مع حدوث كسر في الفقرات السادسة والسابعة، إضافة إلى كسر في الحبل الشوكي المسؤول عن نقل الإشارات في الجسم.

محمد عليوة
محمد عليوة

رحلة علاج شاقة

أجرى محمد عليوة ثمانية عمليات جراحية، موضحا أنه خضع لعملية رئيسية بعد الحادث، وباقي العمليات كانت خاصة بالأعراض الجانبية. وعقب العمليات، اضطر عليوة للخضوع للتدريب لتعلم التأقلم مع الواقع الجديد، فيما يتعلق بكيفية الجلوس وتناول الطعام. وفي هذا الصدد يقول: «كان أصعب ما واجهته هو قرحات الفراش، التي استدعت إجراء جراحات لعلاجها وترقيعها، إضافة إلى حالات ضيق التنفس التي كانت تنتابني».

الملل بداية التجربة

«خسرت مالي، وصحتي، وخطيبتي.. ومع شعوري بالحزن والملل بسبب عدم قدرتي على الحركة؛ لم يكن أمامي سوى مشاهدة التلفزيون وانتظار عودة أخي للحديث معي. وتابع؛ في يوم من الأيام خلال مشاهدتي للتلفاز نام أخي فحاولت استخدام جهاز التحكم عن بعد «الريموت» بلساني، وكنت سعيدا جدا بسبب نجاحي في التبديل بين القنوات».

وكان زواج إسلام الأخ الأصغر له بمثابة «نقطة تحول» في حياته، فقد كانت زوجة أخيه تتبادل الحديث معه باستمرار، وسرعان ما أنجبت طفلة «إيمي» صارت تملأ عليه حياته.

وفي يوم من الأيام، عرضت زوجة أخيه عليه محاولة استخدام الهاتف المحمول الخاص بها بلسانه. وعندما نجح في ذلك، بدأ يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، ثم اشترى هاتفا محمولا، وابتكر طريقة للإمساك به واستعماله، وبدأ في نشر المنشورات عليه.

يقول «عليوة»: «كانت منشوراتي في البداية قصيرة خاصة باهتماماتي، وعندما كتبت قصتي لاقت إعجابا كبيرا من متابعي على الفيسبوك. ولاحظت أن الأمر كان تحفيزيا جدا وملهما بالنسبة لهم، واكتشفت أني قد أثرت في شباب كثيرين، منهم شاب قرر الانتحار وتراجع بعد معرفة قصتي».

ويضيف «عليوة»: «حصلتُ على وظيفة مدير صفحة على موقع فيسبوك، وتواكب ذلك مع كتابتي لمنشورات تحفيزية تلهم الناس من قصتي. وكنت أخصص جزءا من يومي للبحث عن معاني الكلمات والمصطلحات وجمع المعلومات، مما جعل عندي حصيلة معلوماتية جيدة تفيدني في حياتي وأستطيع إفادة الناس بها».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى