يوسف السباعي فارس الرومانسية.. جبرتي العصر الساخر

ولد يوسف السباعي، في حي الدرب الأحمر في القاهرة. ويعتبر من أبرز كتاب الرواية العربية في العصر الحديث. فقد أثر في الحياة الأدبية، والثقافية، وخاض معارك فكرية عديدة، وشغل مناصب سياسية حتى وصل إلى منصب وزير الثقافة، في عهد الرئيس محمد أنور السادات.
من فارس في الجيش إلى فارس للقلوب
التحق يوسف السباعي بالكلية الحربية في عام 1935، ووصل إلى درجة الجاويش في السنة الثالثة من الجامعة إلى أن تم تعيينه قائدا لفرقة من فرق الفروسية في سلاح الصواري. اتجه إلى الكتابة الصحفية والأدبية، وأصدر عددًا من الروايات وهو ما يزال في الخدمة العسكرية، ولكن بعد نجاح ثورة يوليو؛ قرر التفرغ للحياة الأدبية والثقافية، وعمل في الصحافة حتى صار رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، ثم نقيب الصحفيين. ولكن السياسة لم تتركه بمنأى، وسرعان ما ضمه السادات إلى حكومته وزيرًا للثقافة في عام 1973م.

لاقت روايات يوسف السباعي وأعماله نجاحا كبيرا، وأنتجت السينما بعضها مثل: أرض النفاق، نادية، نحن لا نزرع الشوك، إني راحلة، عاشق الروح، والسقا مات. وتعتبر من أهم كتبه: «نائب عزرائيل، بين أبوالريش وجنينة ناميش، الشيخ زعرب، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، العمر لحظة، أطياف، اثنتا عشرة امرأة، مبكى العشاق».
اقرأ أيضا: نوال مصطفى تكتب: سر القط «أوسكار»
وصفه المثقفون بالعديد من الصفات والألقاب حيث أطلق عليه نجيب محفوظ لقب جبرتى العصر لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث ثورة منذ قيامها حتىى الوصول للنصر في حرب أكتوبر 1973 وذلك عبر أعماله مثل: رد قلبى – جفت الدموع – ليل له آخر – أقوى من الزمن – العمر لحظة .

لكن توفيق الحكيم قال عنه أنه السهل العذب وهو باسم ساخر لأنه يحدد محور كتاباته ليتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري كما أطلق عليه الحكيم لقب رائد الأمن الثقافي بسبب الدور الذى قام به فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ونادى القصة وجمعية الأدباء. بينما وصفه فريد أبو حديد بأن السباعي أسلوبه سائغ عذب سهل سليم قوي متين.
اقرأ أيضا:لماذا يحتفل «جوجل» بـ الأديبة المصرية أليفة رفعت؟
أيضا وصفه مرسي سعد الدين بفارس الرومانسية وكان ذلك في مقدمة كتابه يوسف السباعي فارس الرومانسية حتى التصق به اللقب خاصة بعد إنتاج مسلسل يحمل سيرته الذاتية تحت الاسم ذاته في عام 2003.
جوائز وتكريمات
نال السباعي العديد من الجوائز فضلا عن التكريمات منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام.كما منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي.
أما في عام 1976م فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي “رد قلبي” و”جميلة الجزائرية” إضافة إلى أحسن حوار لفيلم “رد قلبي” وأحسن سيناريو لفيلم “الليلة الأخيرة”.
اقرأ أيضا:في ذكرى اغتياله.. قصة المناظرة التي قتلت المفكر فرج فودة
اغتياله في قبرص
اغتيل السباعي وزير الثقافة المصري في العاصمة القبرصية فبراير 1978،عند وصوله آنذاك على رأس الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن الأفرو آسيوي السادس بصفته أمين عام منظمة التضامن الأفريقي الآسيوي.
وفي ثاني يوم من وصوله قبرص قام رجلان بمهاجمته وإطلاق الرصاص عليه، ما تسبب في ذلك الوقت بقطع العلاقاتبين قبرص ومصر، وذلك بعد هبوط وحدة عسكرية مصرية في مطار لارنكا الدولي في قبرص، للقبض على القاتلين دون علم السلطات القبرصية، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي.