عاشت جماهير كرة القدم لحظات صعبة الأيام الماضية عند سقوط النجم الدنماركي كريستيان إريكسن على أرض الملعب، إثر تعرضه لسكتة قلبية، وذلك ما دفع الكثيرين حول العالم يتسائلون حول الأسباب التي تؤدي حدوث السكتة القلبية.
خاصة وأن حادثة إريكسون لم تكن الأولى من نوعها، فهناك واقعة المدافع الإيطالي دافيد أستوري، قبل 3 أعوام، حين أعلن نادي فيورنتينا وفاته عن عمر 31 عاما، وقبلها النجم الكاميروني مارك فيفيان فوييه، خلال لقاء لمنتخب بلاده بكأس القارات عام 2003.
انهيار اللاعبون
ويقول الخبراء الطبيون إن السكتة القلبية المفاجئة هي سبب رئيسي للوفاة بين الرياضيين في بداية حياتهم المهنية، وذلك لأنه لا توجد علامات تحذيرية، وينهار اللاعبون في منتصف التدريبات أو أثناء المباريات في أغلب الأحوال دون سابق إنذار.
وتحدث هذه الأزمة الصحية المفاجئة عندما يتوقف القلب عن ضخ الأكسجين مما يؤدي لفقدان الوعي، وعادة ما تنجم هذه الحالة عن اضطراب في النظام الكهربائي للقلب، و يتعطل نشاط الضخ ويتوقف تدفق الدم إلى الجسم.
وتختلف السكتة القلبية عن النوبة القلبية، التي يتوقف فيها تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، ومع ذلك يمكن أن تؤدي النوبة القلبية في بعض الأحيان إلى حدوث اضطراب في النظام الكهربائي للقلب، ما يؤدي بدوره إلى توقُّف القلب المفاجئ.
المصابون بالقلب
أما بالنسبة للرياضيين الذين يعانون من أمراض القلب غير الطبيعية، يمكن أن تكون التمارين الرياضية أحد المحفزات في بعض الرياضات، كما يمكن أن تؤدي الضربة الشديدة على الصدر إلى سكتة قلبية مفاجئة.
ومن جانبها تقول أمل لويس، أخصائية أمراض القلب التداخلية أن في الوقت الحاضر، تصيب الأزمات القلبية الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة جيدة، ويتبعون أسلوب حياة صحيا ونشطا، بسبب المجهود البدني الخارق.
وتابعت :إذا كان القلب لديه القدرة على مستوى معين من المجهود، والرياضي يجهده باستمرار، فإن فرصة زيادة سماكة عضلة القلب تكون أعلى ، ووفقا للمعهد الرياضي في جامعة واشنطن في سياتل، يعاني 1 أو 2 من كل 100 ألف رياضي نشط من توقف القلب المفاجئ كل عام، كما أن الذكور معرضون للخطر أكبر من الإناث.
وللحد من الأزمات الصحية تجري الأندية تقييمات طبية متطورة، وتتم مراقبة لياقة اللاعبين باستمرار.. ونظرا لأن التقييمات الطبية قد لا تساعد في الكشف عن المشكلات الصحية الأساسية، يصر بعض الخبراء على فحوصات مخطط كهربية القلب للكشف عن تشوهات القلب التي يمكن أن تزيد من مخاطر السكتة القلبية المفاجئة.
