بعد محاولة قتله بالسم.. كيف نجى الشيخ المنشاوي من الموت بأعجوبة ؟

تحل اليوم 20 يونيو ذكرى رحيل الشيخ المنشاوي، أحد أبرز قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم، والملقب بالصوت الباكى، كما يعد من أوائل الشيوخ الذين أقاموا مدارس لتجويد القرأن الكريم.
رحلة تسجيل القرآن
بدأت رحلة الشيخ محمد صديق المنشاوي في إذاعة القرآن الكريم عام 1953، بتسجيل القرآن الكريم للإذاعة المصرية، ثم سافر بعد ذلك إلى العديد من الدول، بدعوات من رؤساء تلك الدول وكان يحمل فى الخمسينيات لقب «مقرئ الجمهورية العربية المتحدة».
كما تلى «المنشاوى» القرآن الكريم فى المسجد الأقصى والعديد من الدول العربية والعالمية، حتى لُقب بـ«الصوت الباكي» لما يحمله صوته من نبرة حزينة، كما حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من سوريا، وغيرها من الأوسمة والهدايا التى منحها له ملوك وزعماء الدول حول العالم.
قتله بالسم
كانت حياة المنشاوي مليئة بالأحداث المثيرة حيث حاول أحد الأشخاص قتله خلال استغلال دعوته إلى العشاء بعد إحدى سهراته التي كان يتلوا فيها القرأن، وكان أوصى ذلك الشخص الطباخ بأن يضع له السم في الطعام ولكن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه ألا يفشي سره ونجى الشيخ من تلك المحاولة.
وقال الشيخ المنشاوي عن تلك الواقعة أنه كان مدعوًا في إحدى السهرات عام 1963، وبعد الانتهاء من السهرة، دعاه صاحب المنزل لتناول الطعام مع أهل بيته على سبيل البركة إلا أن «المنشاوي» رفض فأرسل صاحب إليه بعضًا من أهله يلحون عليه فوافق وقبل أن يبدأ في تناول ما قدم إليه من طعام أقترب منه الطباخ وهو يرتجف من شدة الخوف.
وهمس في إذنه قائلًا: «يا شيخ محمد سأطلعك على أمر خطير وأرجوا ألا تفضح أمري فينقطع عيشي في هذا البيت فسأله عما به فقال: أوصاني أحد الأشخاص بأن أضع لك السم في طعامك فوضعته في طبق سيقدم إليك بعد قليل فلا تقترب من هذا الطبق أو تأكل منه، واستيقظ ضميري وجئت لأحذرك، لأني لا أستطيع عدم تقديمه إليك، فأصحاب السهرة أوصوني بتقديمه إليك خصيصًا تكريمًا لك، وهم لا يعلمون ما فيه ولكن فلان أعطاني مبلغاً من المال لأدس لك السم في هذا الطبق دون علم أصحاب السهرة ففعلت فأرجوا ألا تبوح بذلك فينفضح أمري».
وعندما وُضع الطبق المنقوع في السم عرفه الشيخ كما وصفه له الطباخ وادعى الشيخ ببعض الإعياء أمام أصحاب الدعوة ولكنهم أقسموا عليه فأخذ كسرة خبز كانت أمامه قائلًا: «هذا يبر يمينكم ثم تركهم وانصرف».

رفض التلاوة أمام عبدالناصر
وموقف آخر مثير من حياة الشيخ المنشاوي رواه حفيده علاء محمد نور، الذي قال بأن الشيخ جاءه رسول من الرئيس عبدالناصر، وأخبره أنه سيحظى بشرف حضور الرئيس لحفله، فرد الشيخ بالقول «الرئيس اختار أسوأ رسله»، واعتذر عن الحضور.
ورواية أخرى قالها محمود السعودي حفيد آخر للشيخ الراحل أن الشيخ المنشاوي بالفعل استقبل مرسومًا جاء فيه أنه من المقرر تنظيم حفل، وسيكون له الشرف أن الرئيس عبد الناصر يحضر فيها، فكان رد الشيخ حينها «طب ليه ما يكونش الشرف للرئيس.
وفي عام 1966 أصيب «المنشاوي» بمرض دوالي المريء وعلى الرغم من مرضه وتدهور حالته الصحية ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 20 يونيو عام 1969.