هوس «السيلفي».. مصابون وضحايا من أجل التقاط صورة

في عام 1839م؛ التقط شخص يدعى روبرت كورنيليوس من فيلادلفيا، وضع إطارا صناعيا يقف فيه دقيقة ومن ثم يزيل هذا الغطاء عن عدسة الكامير فيتم التصوير. إنه أشبه بأسلوب «السيلفي» المتداول حاليًا. ولكن قبل 182 عامًا. ومع ثورة الاتصالات الحديثة، صار هوس «السيلفي» العادة الأكثر شعبية لدى الشباب والفتيات في العالم.
ذكرت شبكة «سي إن إن»، أن قاموس «أكسفورد»، أدرج في عام 2013، مفهوم «السيلفي» ضمن المصطلحات الشائعة والأكثر تداولًا في العالم. وتم اعتبار يوم 21 يونيو، يوما عالميًا للاحتفال بـ «السيلفي»، وأصبح «السيلفي» هوسًا في بعض الأحيان حتى في المواقف المأساوية والحزينة.

وفي عام 2014، اُعتبرت الصورة التي التقطها نجم هوليوود برادلي كوبر، في حفل توزيع جوائز الأوسكار، هي الصورة الأكثر انتشارًا عبر «تويتر» في التاريخ. وزادت بشكل كبير من معدلات البحث عن عصا السيلفي في جوجل، كما زاد الإقبال على شرائها عالميا لتصبح واحدة من أكثر المواد مبيعا في نفس العام.
اقرأ أيضا: صحفيون ينتفضون ضد تصوير جنازات المشاهير
وعن خسائر السيلفي أصدرت مجلة طب الأسرة الهندية دراسة أشارت فيها إلى مصرع 259 شخصا حول العالم في الفترة بين أكتوبر 2011 ونوفمبر 2017 .كانت الهند لها النصيب الأكبر من هذا الرقم حوالي 159 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولات التقاط صور شخصية مميزة.

فيما أُصيب 33 ألف شخص في حوادث لأشخاص كانوا يقودون سياراتهم ويمسكون هواتفهم في الوقت نفسه لالتقاط السيلفي على الأغلب وكان ذلك في عام 2014 بحسب وزارة النقل الأمريكية.
اقرأ أيضا: السر في «العارف».. حقيقة اختراق حسابات هنا الزاهد وأحمد فهمي
هذا بالإضافة إلى الخسائر الثقافية التي لا تقدر بثمن خاصة بعدما تسبب سائح نمساوي في أغسطس الماضي في إتلاف جزئي لتمثال يعود إلى القرن التاسع عشر، أثناء التقاط صورة سيلفي إلى جانب التحفة الفنية النادرة التي أبدعها النحات الإيطالي أنطونيو كانوفا.
رحلة تطوير عصا السيلفي الشهيرة
في منتصف ثمانينات القرن الماضي ابتكر الياباني «هيروشي أويدا» الذي كان يعمل في إحدى شركات التصوير العالمية عصا السيلفي الشهيرة التي ارتبطت بالهواتف المحمولة مؤخرا لكنها في الحقيقة أقدم نسبيا من ذلك.

واخترع أويد العصا الطويلة القابلة للمد المثبت في نهاية أحد أطرافها كاميرا للتصوير لتساعد على ظهور مساحة أكبر خلف المصور بينما استخدمها أويد في رحلاته العائلية . لكنها صنعت بعد ذلك بأشكال وأنواع ومقاسات كثيرة منوعة لمحاولة ترويجها. إلا أن ذلك لم يحظ بالانتشار المطلوب. حتى جاء المخترع الكندي، «واين فورم»، ليطور العصا وتبدأ رحلة انتشارها بشكل جنوني بعد ظهور الهواتف المحمولة وكاميراتها.
اقرأ أيضا: بينها أمراض القلب.. تعرف على أضرار الضوضاء على الصحة النفسية والجسدية
هذا وقد ربطت عدة دراسات نفسية عن تعلق الكثيرين بالسيلفي ببعض الأمراض مثل النرجسية والمشاركة والتواصل والاستخدام الوظيفي وتعزير الشعور بتحسين تجاه الذات، وأخيرا التصوير لحفظ الذكريات بحسب موقع «سيكولوجي توداي».