خرائط «ممتاز»


تلتقى خلال مشوار حياتك شخصيات تشبه الومضة، تستوقفك، تنتزع دهشتك وإعجابك، تدعوك إلى الإبحار فى أعماقها، والتنقيب عن اللآلئ المخبوءة فى بحارها. من تلك الشخصيات التى جذبت انتباهي وأثارت فضولي الدكتور تامر ممتاز. إنسان معجون بحب مصر، مدفوع بطاقة مذهلة لتحريك النفوس الكسولة، وعلاج الأرواح المتشائمة ببث التفاؤل، ومقاومة الدعاوى المحبطة بتقديم كل الصور الإيجابية المحفزة، يقاوم كل سلبيات المجتمع بلا تذمر أو شكوى، ولكن بروح متفائلة، وابتسامة مطمئنة.
فكر الدكتور تامر ممتاز في مشروع عبقري أسماه خرائط «ممتاز» هدفه القضاء على البطالة، خاصة عند الشباب الذى يتطلع للمستقبل ويتوق إلى تحقيق الأحلام والطموحات. الفكرة تتلخص في ابتكار منصة إلكترونية، يسجل عليها الشخص الذى يبحث عن عمل، محدداً المجال، أو الحرفة، كذلك يسجل عليه رجل الأعمال الذى يريد أن يؤسس مشروعًا ويبحث عن أيدى عاملة، أو موظفين في مجالات تناسب نوع المشروع.
اقرأ أيضاً: نوال مصطفى تكتب: هل نختلف نحن البشر عن الحيوانات؟
يسجل عليه أيضا من يملك أرضا، أو معدات أو أجهزة، يلتقى كل هؤلاء الأطراف من خلال تلك المنصة خاصة إنها مثل «أوبر» أو «كريم» تحدد الموقع الجغرافي للشخص، ويبدأ المشروع اعتمادًا على العناصر الرئيسية لتأسيس أي مشروع. لقد تلقى دكتور تامر ممتاز عروضاً كثيرة من دول عربية لتأسيس هذه الفكرة عندهم، لكنه يصر على أن تكون تلك المنصة التى اخترعها للقضاء على البطالة مصرية مائة بالمائة.
وأنا على ثقة من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يساند تلك الفكرة لو استمع إلي تفاصيلها. فهذه المنصة الإلكترونية من الممكن أن تسهم في حل أكبر مشكلة تواجهها مصر، والعالم كله ، وتؤدى إلى الحد من البطالة.
يشغل دكتور تامر ممتاز منصب نائب رئيس أحد البنوك العريقة، ورغم منصبه الرفيع فى القطاع المصرفي المصرى، إلا أنه صاحب رسالة يؤديها على مدار الساعة، كل أيام الأسبوع؛ هي بث الأمل فى نفوس الناس وخاصة الشباب من خلال حسابه على فيس بوك، ليس هذا فقط بل من خلال تطوعه بجزء من وقته فى أيام الجمعة والسبت، وهما يومي الأجازة الأسبوعية فى البنك، ليشارك العمال فى المصانع عملهم، يلبس الأفارول و يحمل المعدات الثقيلة و يكنس و ينظف المكان معهم!!.
لماذا يفعل ذلك وما هي الرسالة التى يريد توصيلها:
«العمل شرف» هذا هو الاسم الذى اختاره لمبادرته المهمة التى يؤسس لها منذ أكثر من عام. يريد من خلالها أن ينعش قلوب الشباب ويخلق لديهم الشغف بالتقاليد والأصول التى تصنع النجاح، وأهمها الانتماء، حب العامل لعمله، وعشقه للماكينة التى يعمل عليها.
مبادرة ثانية أطلقها منذ فترة على صفحته تحت عنوان «أنا أصلى مصري ومتربي»، ويدعو الشباب والكبار والصغار إلى الارتقاء بسلوكياتهم وأخلاقهم. مستعينًا بالكتابة والصورة والرسم الذى يوصل الفكرة و يحرك مشاعر الناس فى اتجاهها.
أتمنى أن تستفيد مصر بتلك الرموز المضيئة من أبنائها المخلصين، النابغين فكريًا، المشحونين بحب العمل، وزرع الأمل. وتامر ممتاز أحد هؤلاء.