«أماني دوت كوم».. حملة لمواجهة إدمان الأطفال للإنترنت

أطلقت مصر حملة «أماني دوت كوم»، تستهدف محاصرة إدمان الأطفال للإنترنت والاستخدام السيء، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ومنظمة اليونيسف في مصر، بعد تزايد الاعتماد على الإنترنت مؤخرا في الدراسة عن بُعد والترفية، خاصة في ظل استمرار جائحة كورونا.
وشددت سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، على أهمية الحملات الهادفة لزيادة مستوى الوعي بين الأطفال والآباء ومقدمي الرعاية. لكنها تحتاج إلى تضافر كافة الأطراف المعنيين بمحاصرة تلك الظاهرة السلبية مثل الأسرة والمجتمع حيث يستخدم، أكثر من 175 ألف طفل شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم، أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية.
وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من حملات التوعية ستكون من خلال فيسبوك وتويتر وإنستجرام. مضيفة أن هناك 12 مليون طفل يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من بين 50 مليون يستخدمون الإنترنت بشكل عام.
آثار سلبية
وتتمثل الآثار السلبية للإنترنت في الاستخدام المفرط والخاطئ من جانب الأطفال في إمكانية الوصول لمحتويات رقمية ضارة فضلا عن التنمر الإلكتروني والاستغلال الجنسي، وإساءة استخدام معلومات الأطفال الشخصية. خاصة مع تجاهل الأسر تلك المشكلة ظنا منهم أن الإنترنت له فوائد عظيمة وفق الاستشاري النفسي وأستاذ علم النفس عبد الفتاح درويش.
اقرأ أيضا: أكثر الأطعمة خطورة في العالم
كذلك تزايد انتشار الجرائم الإلكترونية مع تزايد عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في مصر فالحصول على معلومات شخصية عن البعض أصبح أمرا سهلا على المحتالين ومحترفي اختراق المواقع الإلكترونية لاستغلالها في ممارسة الأعمال الإجرامية كالإحتيال في ظل عدم وجود تشريعات كافية تجرم مثل هذه الممارسات بعقوبات قانونية رادعة.
اقرأ أيضا:بعد الشفاء من كورونا.. متلازمة «MIS-C» تهدد مناعة الأطفال
كما أوضح درويش أيضا من ضمن مخاطر الإنترنت انتشار الألعاب الإلكترونية التي بدمنها الطفل مع مرور الوقت ما يؤثر سلبا على سلوكياته خاصة الألعاب العنيفة بالإضافة إلى تحطيم نفسيته دون أن يشعر، فضلا عن إهدار الوقت بشكل ملحوظ.

أيضا هناك أمر بالغ الخطورة يهدد الأطفال حين يتعرضون لمشاهدة بعض المواد الإباحية بالإضافة إلى إمكانية تعرضهم للمضايقة والابتزاز الجنسي والمادى عبر المحتويات العدوانية والمزعجة التي يتم إرسالها إليهم عبر غرف الدردشة أو رسائل البريد الإلكتروني وهذا سيترك أثرا كبيرا على شخصية الطفل وتفكيره بشكل سلبي.
اقرأ أيضا:الصحة تحذر.. الموجة الرابعة ستكون سلالات جديدة ومتحورة
ومن بين مخاطر الشبكة العنكبوتية التي يتعرض لها الأطفال هي متلازمة الإنهاك المعلوماتي بسبب استخدامهم الإنترنت دون رقابة وتعني كثرة المعلومات المتتالية التي يتعرف عليها الطفل دون التأكد من صحتها فضلا عن إصابته بالانطواء والوحدة وانفصاله عن الآخرين.
أعراض خطيرة
ويجب على أولياء الأمور ملاحظة إدمان أطفالهم للشبكة العنكبوتية من خلال الأعراض التي تظهر عليهم نتيجة الاستخدام السيء للإنترنت مثل تغير تعامل الأطفال الشخصي مع أفراد الأسرة داخل المنزل، ولجوئهم إلى الانزواء في عزلة أو الاصابة بمرض عصبي أو فقدان الشهية أو الإقبال الشره على الطعام المسبب للسمنة.

دور الأسرة
ولفتت السنباطي إلى دور الأسرة الكبير في المراقبة لمتابعة إدمان الإنترنت، فيجب عليها تحديد عدد ساعات معينة لاستخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية وتوعيتهم بأن ليس كل ما يشاهدونه عبر الإنترنت حقيقيا. وكذلك مساعدتهم على تصفح المواقع الهادفة والمفيدة في تكوين شخصياتهم ودعم قدراتهم ومهاراتهم وتشجيعهم على التحدث والسؤال عما يحيرهم.

أيضا تشديد الرقابة وتعريفهم بمفهوم المساحة الشخصية الممثلة في بيانات الحسابات الخاصة وكلمات المرور. فضلا عن عدم قبول صداقات افتراضية لأشخاص مجهولين. أما في حال تعرضهم للعنف أو التنمر يتوجب عليهم إبلاغ الوالدين للتدخل فورا ثم إبلاغ الجهات المعنية إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضا: زواج الإنترنت.. قصص صادمة بدأت بـ«إعجاب» وانتهت بمحاكم الأسرة
إحراءات خاصة
تقوم حملات المجلس القومي للأمومة والطفولة بإجراءات وتدابير خاصة بحماية الأطفال والشباب لمواجهة التهديدات الجديدة في عالم الإنترنت، مثل التعرض لمحتوى ضار أو الإساءة بحسب ما ذكرت السنباطي. لافتة إلى رقم خط نجدة الطفل 16000 للإبلاغ عن مثل هذه الجرائم أو عن طريق الصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة، فضلا عن الاستجابة السريعة للشكاوي الواردة.