«الثانية الكبيسة» تُغير الطبيعة الزمنية لعام 2021.. ما السبب ؟

أكد أستاذا الفلك والعلوم غراهام جونز وكونستانتين بيكوس، أن اليوم العادي في عام 2021 أصبح أقصر بمعدل 0.05 مللي ثانية بسبب ما يعرف باسم الثانية الكبيسة، مع العلم أن طول اليوم بالثواني يقدر بـ86400 ثانية، وتعادل 24 ساعة.
والسبب في ذلك تحرك الأرض أسرع من المعتاد خلال الخمسين سنة الماضية، كما تتأثر سرعة دوران الأرض بعدة عوامل أبرزها حركة الصهارة في قلب الأرض، والمحيطات والغلاف الجوي.

ما هى الثانية الكبيسة ؟
والثانية الكبيسة هي تعديل قدره ثانية زمنية واحدة موجبة أو سالبة للمقياس الزمني للتوقيت العالمي الذي يعتمد على حركة دوران الأرض، ليبقيه قريبا من التوقيت الذري الذي يعتبر الأساس للتوقيت العالمي المنسق المستخدم للتوقيت الرسمي في الإذاعات العالمية، وتحدث هذه الثانية إما في شهر يونيو أو ديسمبر، وفقا للتعريف في الموسوعات العلمية.
وقال جونز وبيكوس: في الواقع، من المتوقع أن يكون العام 2021 أقصر مما كان عليه منذ عقود.. ففي آخر مرة كان فيها اليوم أقصر من المعتاد أو أقل من 86400 ثانية طوال عام كامل كان العام 1937، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية، وكذلك آخر ثانية كبيسة حدثت في 31 ديسمبر 2016 حيث بلغ طول اليوم 23:59:60.
ومن ناحية أخرى عرف العالم الثواني الكبيسة لأول مرة عام 1972، حيث بلغ عدد الثواني التي أضيفت للتوقيت العالمي 27 ثانية، بما في ذلك تلك التي أضيفت في 31 ديسمبر 2016، ويعلن عنها علماء الفلك قبل موعدها بستة أشهر عبر الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية المكلفة دوليا بإضافة هذه الثواني الكبيسة.

الساعة الذرية
وفي عام 1950، وبسبب عدم ثبات سرعة دوران الأرض، ابتكر العلماء الساعة الذرية، من أجل التتبع الدقيق للوقت، ولكن بسبب عدم انتظام دوران الكرة الأرضية سواء من حيث تسارع هذا الدوران أو تباطؤه، وفي ظل ثبات توقيت الساعة الذرية، اتضح أن هناك فارقا بين الساعة الذرية والتوقيت الفلكي الذي يحسب وفقا لدوران الأرض.
ولمعالجة هذا الفارق بين توقيت الساعة الذرية والتوقيت الفلكي، قام العلماء بابتكار التوقيت العالمي المنسق، للمساعدة في تقليص الفارق بين وقت الأرض والساعة الذرية، ومع ذلك يلجأ العلماء إلى إضافة ثانية كبيسة على التوقيت العالمي، من أجل الحفاظ على توقيت دوران الأرض والساعات الذرية متزامنين مع بعضهما البعض.
وأضاف جونز، أنه إذا استمرت حركة دوران الأرض بالتسارع، فإنه ينبغي علينا في وقت من الأوقات إضافة ثانية كبيسة سلبية، وإذا حدث هذا الأمر، فإن ساعاتنا ستتخطى ثانية من أجل مواكبة حركة الأرض المتسارعة.
وعلى جانبه آخر الثواني الكبيسة ليست لها أهمية تذكر على الحياة اليومية، ولكن بعض القطاعات مثل علم الفلك والملاحة والرحلات الفضائية وشبكات الكمبيوتر تضمن أن تلك الحسابات وقياسات التتبع دقيقة وصحيحة بالثانية وبالتالي فإن دقة التوقيت مهمة للغاية.