في بداية عام 2019؛ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن مبادرة «حياة كريمة»، والتي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا. وكتب الرئيس عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: «في مستهل عام ميلادي جديد، تأملت العام الماضي باحثاً عن البطل الحقيقي لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي. هو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجرداً، وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية، من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة».
تهدف مبادرة «حياة كريمة» في الأساس إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر. وتشجع على التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر. وتسعى إلى الارتقاء بالمستوى الاجتماعي، والاقتصادي، والبيئي، للأسر المستهدفة. وتهدف إلى توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين، وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم، فضلا عن سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها.
وتسعى مبادرة «حياة كريمة» إلى الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين وبخاصة في القرى، كما تتضمن شقًّا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، وتنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج.
اقرأ أيضا: «حياة كريمة».. توجيهات الرئيس السيسي تضخ التنمية بشرايين الريف المصري
وتعتمد المبادرة على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها ضمان حياة كريمة لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم، حسبما أفاد الموقع الرسمي للمبادرة.
المتطوعون ينهضون بالمبادرة
وتطورت المبادرة الرئاسية بمشاركة الشباب المتطوع المشارك
في المؤتمر الوطني السابع للشباب، الذي عقد في العاصمة الإدارية الجديدة، في 30 يوليو 2019؛ تم تدشين مؤسسة «حياة كريمة»، على أيدي عدد من الشباب المتطوعين، والذين يهدفون إلى إحداث تغيير ملموس في المجتمع المصري، وتحقيق قيم الحياة الكريمة لكل مصري. وتضم مبادرة حياة كريمة أكثر من 20 وزارة وهيئة، و23 منظمة مجتمع مدني.
اقرأ أيضًا: «حياة كريمة».. توجيهات الرئيس السيسي تضخ التنمية بشرايين الريف المصري
«في المرحلة الأولى؛ قمنا بوضع خطة عمل في القرى الأكثر احتياجا». هكذا تقول شانا مسعود، مسؤولة العلاقات الخارجية في مؤسسة «حياة كريمة»، في الفيلم الوثائقي «حياة كريمة.. لكل المصريين» الذي يرصد مراحل تطوير المبادرة حتى الآن. وتوضح أن التحضيرات لوضع الخطة استغرقت أكثر من شهر، وتضمنت مشاركات من عدة منظمات في المجتمع المدني.
اقرأ أيضا: في ذكرى 30 يونيو.. رسائل هامة من الرئيس السيسي للمصريين
تنقسم مبادرة حياة كريمة إلى ثلاث مراحل، شملت المرحلة الأولى على 375 قرية، تجاوزت نسبة الفقر بها 70%، بإجمالي استثمارات بلغت 13.5 مليار جنيه، وعدد مستفيدين وصل إلى 4.5 مليون مصري، وقد أعلن الرئيس السيسي أمس الخميس تطوير القرى في المرحلة الأولى من المبادرة بواقع 52 مركزا في القرى الأكثر فقرا، وذلك حسبما خلال احتفالية تفقد المعدات المشاركة بمبادرة «حياة كريمة» أمس الخميس.
وأكد الرئيس السيسي، خلال الاحتفالية التي شهدت اصطفاف المعدات والمركبات المشاركة في المشروع القومي لتطوير الريف، أنه تم رصد 200 مليار جنيه بكل مرحلة من مراحل تنفيذ هذا المشروع القومي، والذي يستهدف بكافة مراحله 85 مليون مواطن مصري، مشددا على ضرورة متابعة القرى التي شهدت التطوير في المرحلة الأولى بواقع 52 مركز في 1500 قرية من القرى الأكثر احتياجا، بحوالي 135 ألف منزل.
وطالب الرئيس السيسي في كلمته خلال الاحتفالية بضرورة التوسع البنائي الأفقي، وشدد على الحفاظ على الأرض الزراعية بمصر، وضرورة التوجه إلى الظهير الصحراوي لتشييده، كما طالب الرئيس المصري بمساعدة من المواطنين أنفسهم من قطاعات المجتمع المدني من أجل إتمام مبادرة حياة كريمة.
وفي نفس السياق، قالت آية عمر القمارى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حياة كريمة»، إن مبادرة حياة كريمة تشمل أيضًا محور الأبنية التعليمية من خلال تطوير وإنشاء مدارس تعليمية لكافة المراحل ومستهدف إقامة 13 ألف فصل، حيث بلغت نسبة الإنجاز أكثر من 20%.
اقرأ أيضًا: لماذا اختفى نصف المتطوعين في معرض الكتاب هذا العام؟
وأضافت «القمارى» في تصريحات صحافية، أن المبادرة تشمل أيضا تنفيذ المشروع القومي لتبطين الترع، والذي تم إنجازه بنسبة أكثر من 40%، فضلًا عن محور إقامة «سكن كريم» من خلال تطوير البيوت، وتجهيزها لتحسين جودة حياة المواطن.
