مذكرات وأسرار نجوم مصر.. تفاصيل جديدة في معرض الكتاب
يستمر معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52، حتى يوم 15 يوليو المقبل. وفي هذه الدورة من المعرض نلمس نموًا متزايدًا في الإقبال على إصدار السير الذاتية للفنانين، والرياضيين، ونجوم الأدب والمسرح والسياسة. وفي هذا التقرير الموجز، اختارنا أن نقف أمام أبرز الإصدارات اللافتة في معرض الكتاب هذا العام، والتي تكشف عن تفاصيل حياة 5 من نجوم مصر، مذكرات وأسرار ربما تنشر لأول مرة في الكتب.
سناء جميل.. من يدفع ثمن التضحيات الكبيرة؟
قدمت الكاتبة والمخرجة روجينا بسالي، في عام 2016، فيلمًا عن حياة سناء جميل، بعنوان «حكاية سناء»، تناولت فيه سيرة النجمة القديرة الراحلة سناء جميل. ومؤخرًا أصدرت «بسالي» عن دار بيت الياسمين للنشر، كتابًا بنفس العنوان، وتتناول فيه تفاصيل مواجهة أهلها والمجتمع من أجل أن تستمر في مشوارها الفني، وسر فقدانها لطبلة أذنها طوال حياتها بسبب التحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكيف عاشت حياتها معتمدة على إعانة من المعهد، ودخل بسيط من عملها في حياكة وإصلاح الملابس. مع عدد من الصور النادرة، ومذكرات وأسرار عن حياتها المهنية والشخصية بعضها ينشر لأول مرة.
اقرأ أيضًا: يوسف شاهين سينما عالمية لم يفهمها أحد
يقول الكاتب والروائي علاء فرغلي: «تمتعت سناء بشخصية واضحة وعشقت عملها، والحقيقة كسيدة مثلها تحيرت من وضوحها وشجاعتها واحترمت الجانب الفكاهي في شخصيتها. وأعتقد أن «حكاية سناء» كما روتها روجينا بسالي؛ هي حكايتُنا جميعًا، حكاية كل من طالب بالاستقلال والفردية، حكاية كل من تمرد على بيئته وسعى وراء أحلامه».
تُعد سناء جميل، أو ثُريا، وهذا اسمها الحقيقي، وهي سيدة مصرية مسيحية من الصعيد؛ واحدة من أهم الفنانات في القرن العشرين، مثلت بالعربية الفصحى، والفرنسية. وفارقت عالمنا في ديسمبر 2002 بسرطان الرئة في مراحله المتأخرة ولم يحضر أحد من عائلتها ليودعها الوداع الأخير.
أحمد زكي وأسرار الحرب على الزعامة
يقدم الكاتب والباحث محمد توفيق، في كتابه «أحمد زكي 86»، الصادر عن دار ريشة للنشر، سيرة فنية وشخصية لأحمد زكي، بأسلوب مميز ومشوق، يعتمد فيه على التوثيق من الصحف والمجلات والأحاديث التلفزيونية، ويقوم ببراعة المحقق بتجميع الفصوص المتناثرة في رابط دقيق، وبحرفية عالية، مع أسلوب تحليلي، وإضافة صبغة روائية على الكتاب ككل.
اقرأ أيضًا: طه حسين وعبد الناصر وحفل عشاء للعماليق
يقول محمد توفيق: «بالطبع كان الأسهل والأضمن أن أتناول سيرة أحمد زكي منذ ولادته حتى رحيله، لكني اخترت عامًا واحدًا أتصوره من أهم الأعوام في تاريخ أحمد زكي، إن لم يكن أهمها، ومن أغرب الأعوام في تاريخ مصر، إن لم يكن أغربها!».
ويوضح «توفيق» في مقدمة كتابه عن أحمد زكي: «طالعت أبرز الصحف التي كانت تصدر في عام 1986؛ يومًا بيوم، والمجلات الفنية والسياسية، الأسبوعية والشهرية، متتبعًا كل حرف يُنشر عن أحمد زكي. وبعد أن انتهيت من رحلة البحث وقمت بحصر كل ما فعله وما كان يخطط له، سألت نفسي: متى ينام هذا الرجل؟ وكم ساعة ينامها؟ وهل في أثناء نومه يحلم بشيء سوى ما يفعله في فيلمه الجديد؟ فلم يكن يمر أسبوع إلا وتجد اسم أحمد زكي يطلّ من الصحف معلنًا عن عمل جديد، وفي هذا العام وحده قرأ أحمد زكي قرابة 50 سيناريو، واتفق بشكل مبدئي على بطولة 22 فيلمًا جديدًا. هذا بخلاف ثلاثة أفلام بدأ تصويرها هي: «زوجة رجل مهم»، و«أربعة في مهمة رسمية»، و«المخطوفة»، وأربعة أفلام كان يتم عرضها في السينما هي: «البريء»، و«البداية»، و«شادر السمك»، و«الحب فوق هضبة الهرم»، هذا إلى جانب فيلمين من العام السابق، وقبل السابق هما: «سعد اليتيم»، و«الراقصة والطبال».
أسرار ترويها «عروس النيل»
«لا أحب أن أبيع عقلي إلى أحد». هكذا تروي النجمة لبنى عبد العزيز بنفسها، كل تفاصيل رحلتها فنية، في كتاب «قصة امرأة حرة»، والذي جمعته وأعدته الكاتبة والصحفية هبة محمد علي، ليصدر مؤخرًا؛ عن دار «سما» للنشر.
وخلال فصول الكتاب؛ نتعرف على صورة جديدة لـ «هاميس» الإنسانة، المثقفة، والواعية، وصاحبة الشخصية القوية، ومذكرات وأسرار جديدة تكشفها النجمة لبنى عبد العزيز. إنها امرأة حرة في اختياراتها ومسؤولة أيضًا لأبعد حد. ولم يكن إحسان عبد القدوس مبالغا عندما قال لها في عرض فيلم «أنا حرة»: «إنها قصتي وقصتك».
تقول لبنى عبد العزيز في تصدير كتاب «قصة امرأة حرة»: «لم أفكر يومًا أن أبوح بذكرياتي، بل اعتذرتُ مرارًا في السنوات الماضية، فأنا خجولة، وأشعرُ أن حياتي الخاصة ملكي فقط، وأجدُ في الكلام عن نفسي غرورًا لا أمتلكه. ولكن هبة جاءتني؛ فشعرتُ براحة شديدة بجوارها.. تسألني فأحكي لها، وأتذكرُ معها وأضحك وأبكي، وكأني أتذكرُ لنفسي، وليس لأحد، ونظرتُ للعنوان الذي اختارته هبة «قصة امرأة حرة»، فسرحتُ قليلًا، هذه هي قصتي.. نعم أنا حرة، عشتُ حياتي أسبحُ ضد الأمواج، كنتُ مثل الجندي الذي يواجه جيشًا بمفرده، وها هي قصتي بين أيديكم.. قصة تفكير واستقلال وعزيمة وإرادة، أو كما قالت ابنتي هبة.. قصة امرأة حرة».
للحب حكاية أخرى مع فايزة أحمد
في إصدار مميز من نوعه؛ استغرق حوالي 10 أشهر من التفرغ التام؛ يقدم الكاتب والصحفي حمدين حجاج، واحدة من أجمل قصص الحب والوفاء، والتي جسدت بطولتها النجمة فايزة أحمد والموسيقار الكبير محمد سلطان، في كتاب «فايزة وسلطان»، الصادر عن دار ريشة للنشر.
اقرأ أيضًا: يوسف إدريس يُحاور دورينمات في سويسرا والقاهرة
يقول الكاتب حمدين حجاج: «يتناول كتابي (فايزة وسلطان)، رحلة عملاقي الطرب والتلحين: فايزة أحمد ومحمد سلطان. وأرصد فيه رحلة «فايزة» من الميلاد حتى الرحيل (1930- 1983). كما أتتبع سيرة الموسيقار من الميلاد حتى الآن. وخلال رحلة قاربت على العام رجعت فيها إلى العديد من المصادر لتحرير فصول الكتاب، أهمها مجموعة من اللقاءات الحية مع الموسيقار محمد سلطان؛ بجانب الاطلاع والاستماع إلى العديد من اللقاءات الصحفية، والإذاعية، والتليفزيونية، التي أجراها الثنائي خلال مراحل حياتهما المختلفة».
شادية.. سيرة أقوى من الزمن
ولدت فاطمة كمال شاكر، وهو الاسم الحقيقي للفنانة شادية، في التاسع من فبراير عام 1931، لأم مصرية من أصول تركية، وأب مصري يعمل مهندسا زراعيا في ضِياع الملك. وسبقتها أختها عفاف إلى عالم الفن قبل أن تحترف الأخت الصغرى، هي الأخرى، الغناء والتمثيل عام 1947. واشتهرت شادية طوال مشوارها الفني بعدة ألقاب أبرزها «صوت مصر»، وقدمت عددًا من الأعمال السينمائية والمسرحية، حتى اعتزالها في تسعينيات القرن الماضي مع موجة من الفنانات اللائي اعتزلن الفن.
يقول أشرف غريب: «ونحن نترك شادية تتحدث عن نفسها، أولينا اهتماما في هذا الإصدار بعدد من الدراسات العميقة عن عطائها الفني كـ مطربة وممثلة. وقمنا بإعداد قوائم تشمل كل تراثها الغنائي، والسينمائي. إضافة إلى أن الكتاب يحتوي على مجموعة من الصور النادرة».