سوشيال ناس

«الناس.نت» يكشف السر وراء ساندوتش الكبدة بـ«3 جنيه».. والقانون لا يمنع ذبح الحمير

على عربة كبدة في منطقة بين السرايات، يقف شاب في منتصف العشرينات من عمره يقطع كميات كبيرة من البصل والفلفل ويلقيها في الزيت، ثم يليها بتقطيع مكعبات الكبدة المجمدة والتي أخرجها من صندوق الثلج قبل لحظات، ثم يلقيها أعلى البصل والفلفل، وبمجرد أن تلمس الكبدة الخضار تفوح رائحتها في المكان لتشق أنوف الزبائن الذين تجمهروا بأعداد كبيرة لشراء ساندوتش الكبدة بـ3 جنيهات.

تقف العربة أسفل شجرة كبيرة أخفت معظم معالمها حتى لا يراها أحد المسئولين المتجولين في المكان، كما أن البائع لا يراعي الإلتزامات الصحية وكذلك النظافة، فاليد التي تقطع الكبدة، هى اليد ذاتها التي تحاسب الزبائن، وكذلك تفتح جراكن الزيت التي تراكم عليها كتل من الطين.

أما عن الزبائن، البعض وقف لتناول الساندوتشات بجوار العربة، والبعض الآخر أخذها لتناولها في المنزل، غير عابئين ما إذا كانت سليمة صحيًا، أم تالفة، فكل ما يهمهم أن عشرة جنيهات كافية لسد فجوة جوعهم.

كانت هذه العربة نموذج من عدد كبير من العربات التي تنتشر في الكثير من المناطق الشعبية، التي تعمل بشكل عشوائي دون مراعاة لمعايير الوقاية الصحية.. وبعد غلق محل «الجملي هو أملي» في المطرية تسائل الكثير من المواطنين عن مصدر تلك الكبدة، والسبب الحقيقي وراء انخفاض أسعارها بهذا الشكل المبالغ فيه.

اقرأ أيضًا: مفاجأة حول سر ظاهرة ذبح الحمير في مصر

الجملي هو أملي
الجملي هو أملي

الكبدة المستوردة

ومن جانبه يقول محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين لـ«الناس.نت»، أن السبب الحقيقي وراء انخفاض سعر ساندوتش الكبدة في تلك العربات، أن الكبدة معظمها مستوردة من الهند والبرازيل وأمريكا، والتي تعتبر أقل في السعر والذي يصل إلى 50 جنيه، وهذا السعر ليس ثابت لأنها في ارتفاع وانخفاض بشكل دائم ولكنها لا تتعدى 80 جنيه للكيلو.

ونوه وهبة إلى أن اللحمة البلدي التي يتم بيعها في محلات الجزارة أجود نوع لأنها ليست مجمدة، ولكن مشكلتها أن سعرها مرتفع للغاية، والذي يصل إلى 150 جنيه للكيلو، وبالتالي تفوق طاقة عربات الكبدة وكذلك زبون عربات كبدة، وأكد على أنه من الصعب على الزبون التفرقة بين الكبدة البلدي والمستوردة، وكذلك كبدة الحمير، لأن الزبون ليس طبيب أو متخصص.

ومن ناحية أخرى يقول عوف سيد، جزار، أن شراء الكبدة البلدي يكون في الأغلب من الأهالي أو المطاعم الكبيرة، وذلك لأن الكثير من المواطنين الميسورين ماديًا يرغبون في شراء كبدة بلدي مضمونة وتسويتها في المنزل، خوفًا من الكبدة التي تباع في الخارج، أما المطاعم الكبرى التي تبيع الكبدة البلدي يرفع سعر الساندوتش حتى يصل إلى 30 جنيه، وهذا يفوق طاقة الكثير من الأهالي.

اقرأ أيضًا: تليف الكلى وتشوه الأجنة.. أمراض خطيرة سببها ساندوتش الكبدة «أبو 3 جنيه»

ساندوتش كبدة بـ 3جنيه
ساندوتش كبدة بـ 3جنيه

ضرر كبير

فيما طالب سعد زغلول عضو شعبة القصابين، المواطنين بعدم الوثوق في محال الكبدة والسجق المنتشرة في الكثير من الشوارع الشعبية،  والتي تبيع ساندوتش الكبدة بـ2 أو 3 جنيهات، وذلك لأنه يتكون من دهون «ورايش» الذبيحة والدم، الأمر الذي يتسبب في الضرر الكبير على صحة المواطنين.

وأكد زغلول على أن البهارات التي يتم خلطها بالكبدة والسجق يكون لها دور كبير في منع رائحة التزنخ، كما أن لها الدور الأبرز في تغير الطعم واللون والرائحة.

وأشار عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أن المواطن يستطيع التفرقة بين اللحوم البلدي من الماعز والأبقار والجواميس عن لحوم الكلاب والحمير التي تباع من أصحاب عدم الضمير، وذلك بإن اللحوم البلدي يكون لونها أحمر، أما لحوم الحمير يغلب عليها اللونين الأزرق، والأحمر القاتم مع بعض الدهون، كما أن ملمس لحوم الحمير والكلاب لزج، ولحوم الكلاب يكون لونها بني قاتم، على عكس اللحوم البلدية الحمراء.

 

غياب دور القانون

ومن ناحية أخرى يقول سامي علي سليم، المحامي بالنقض أنه انتشر في الأوانه الاخيرة قيام بعض التجار وأصحاب المحلات والمطاعم التي نزعت من قلوبهم الرحمة والانسانية وماتت ضمائرهم بعد أن وضعوا المال نصب أعينهم بالغش في السلع الغذائية وأخصها اللحوم سواء كان الغش ببيع لحوم فاسدة غير صالحة للاستخدام الآدمي أو بيع لحوم حمير

وأكد سامي على أن قانون العقوبات خلا من نص صريح لعقوبة من يقوم ببيع لحوم الحمير والقطط والكلاب ولكن قانون العقوبات يجرم الغش التجاري من سلع وأغذية وتتراوح مدة العقوبة من ثلاث سنوات وغرامة عشرة الاف او ايهما حسب رؤية القاضي لأوراق الدعوي.

وتابع :نظرا لانتشار ظاهرة بيع اللحوم والكلاب والقطط نناشد مجلس النواب بوضع مشروع قانون يجرم تلك الظاهرة بصفة مباشرة مع تغليظ العقوبة بشكل يقضي علي تلك الظاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى